أكرم القصاص - علا الشافعي

الانبا ارميا

"مبدد الوثنية"

السبت، 07 مايو 2016 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل "مِصر" وبلاد متعددة فى العالم غدًا بعيد استشهاد القديس مار "مَرقس" كاروز الديار المِصرية، الذى لُقب بـ"مبدِّد الوثنية" إذ ببشارته حوَّل كثيرين من الوثنية إلى الإيمان بالله. ومن حياة هٰذا الكارز العظيم نتعلم كثيرًا من الدُّروس فى الحياة، منها :

1- الضعف يتحول إلى قوة


مِن شاب يهرُب ليلة القبض على السيد المسيح إلى كارز عظيم لا يهاب الموت بل يجول بلادًا مملوءة بالوثنية ويبددها! فقد ذُكر عن مار "مَرقس" أنه ذٰلك الشاب التى تبِع السيد المسيح بعد القبض عليه مباشرة، وكان لابسًا إزارًا على عُريه، فحاول بعض الشبان القبض عليه هو أيضًا، فترك الإزار وهرب منهم عُريانًا. لقد انتاب مار "مَرقس" خوفًا، كما انتاب الجميع، لٰكنه سَرعان ما تخطَّى الخوف بعد "القيامة"؛ فخرج يبشر العالم الغارق فى الوثنية بالله غير مُهاب أتعابًا، أو أخطارًا، أو السَّجن، أو الموت، فى سبيل رسالته التى يقدمها، وبالفعل استُشهد فى عام ٦٨م على يد الوثنيِّين. وهٰكذا، كثيرًا ما تمر بالإنسان لحظات ضعف ويأس فى الحياة، إلا أن الاحتماء فى الله والإيمان القوى بالحياة الأبدية ووُجود أُناس يملؤهم الخير فى الحياة قادرة جميعها أن تعِين الإنسان فى تلك الأوقات الصعبة. لذٰلك، لا تدَع لحظات الضعف واليأس هى آخر مِحطات حياتك، بل لتكُن إحداها التى لا ينبغى أن تنتظر بها كثيرًا لئلا تتسرب الحياة من بين يديك.

2- تصحيح فى مسيرة الحياة


خرج مار "مَرقس" مع "بطرس" الرسول، مبشرًا فى أورُشليم "القدس" و"اليهودية"، ثم خرج مع الرسولين "بولُس" و"بَرنابا" فى الرحلة التبشيرية الأولى، ولٰكنه قرر تركهما والعودة إلى "أورُشليم". ولا أحد يدرى سبب عودة مار "مَرقس" وترْكه لخدمته التى قرر أن يقوم بها، لٰكننا نجده يخرج مرة أخرى مع "بَرنابا" الرسول، وينطلق إلى العالم بأسره فى خدمة وعمل لا يتوقفان: فذهب إلى "قبرص" وعديد من البلاد، ثم اتجه إلى "أفريقيا" وبشر فى خَمس المدن الغربية، وبعدها أتى إلى "مِصر" ليؤسس فيها "كرسى الإسكندرية" ويصبح أول بطاركة "الكنيسة القبطية". إنها رحلة طويلة من التعب والعمل والكفاح من أجل الرسالة التى حملها إلى العالم. ومن الممكن أن تكون قد بدأت بالتراجع فى خَطواتها الأولى، لٰكنّ الحياة الحقيقية الناجحة هى تلك التى تحمل فى طِياتها القدرة على تقييم الإنسان لخُطواته وتصحيح ما يجده فى حاجة إلى ذٰلك لينطلق بعدئذ فى مسيرة حياته.

3- الفكر أمام الفكر


دخل مار "مَرقس" إلى مدينة "الإسكندرية" التى كانت العاصمة الثقافية للإمبراطورية الرومانية السائدة العالم آنذاك، ليجد فيها أفكارًا وفلسفات ومعتقدات، فقرر أن يتصدى للفكر بالفكر؛ فأنشأ مدرسة لاهوتية يفنِّد من خلالها الأفكار والفلسفات الوثنية، ويبنى من خلالها فكر أجيال قادمة تكمل مسيرة الحياة، وقد كان.
كل عام والجميع بخير.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر المصرى

مقال جميل للانبا ارميا ...

شكرا لليوم السابع وكل عام وانتم بخير ....

عدد الردود 0

بواسطة:

ممدوح شفيق

شحنة ايجابية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة