كرم جبر

بالدستور والقانون.. متى يتدخل الرئيس ومتى لا يتدخل؟

الخميس، 05 مايو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نطالبه بأن يتدخل لصالح جموع الناس وأن يتفاعل مع همومهم ومشاكلهم



لا أتحدث عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، بل عن أى مصرى يجلس على مقعد رئيس الدولة، ويضع الدستور على كاهله مهام جسام توجب احترام وتوقير المنصب، أهمها رعاية مصالح الشعب، والمحافظة على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، وكى يؤدى تلك المهام المقدسة يجب، فى رأيى، أن نبتعد به عن كل صنوف الخلافات التى تمس مكانته وثقة المجتمع فيه، لأنه وفقا للدستور «هو رئيس الدولة» وكل المصريين، وليس رئيسا لحزب أو جماعة سياسية، ولا تسهدف قراراته إلا الصالح العام للبلاد.

مصر من أيام الفراعنة لا تكون قوية ولها هامة وقامة، إلا إذا كان رئيسها قويا وعادلا ومشيدا دعائم حكمه على حب الشعب وتأييده، ويعرف قدر البلد العظيم الذى يحكمه، وأن يشحن الناس بالحماسة والوطنية ليخوضوا معه الصعب، ويجتازوا المحن والأزمات ويواجهوا التحديات والمؤامرات، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الرئيس حكما عدلا بين الجميع، ولا ينحاز إلا للدستور والقانون وفكرة العدالة التى تحقق الارتياح والطمأنينة.

ليس فى الدستور ولا القانون أن يتدخل الرئيس فى كل صغيرة وكبيرة، ولكن من اختصاصاته أن يضع مع مجلس الوزراء السياسة العامة للدولة، ويشرف على تنفيذها، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ولا يعلن حالة الحرب، ولا يرسل القوات المسلحة للخارج، إلا بعد أخذ رأى مجلس النواب، وموافقة مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطنى، وهو الذى يعلن حالة الطوارئ بعد أخذ موافقة مجلس الوزراء، وغيرها من المهام الجسام، التى تستوجب استقلالية المنصب عن كل صنوف الخلافات التى تمسه، ورغم ذلك نجد دعوات كثيرة وصراخا هنا وهناك: أين الرئيس؟ لماذا لا يتدخل الرئيس؟ أريد توصيل صوتى للرئيس، يجب أن يعتذر الرئيس، عايز أقابل الرئيس.

من حقنا مثل أن نطلب من الرئيس أن يتدخل، مثلا، لحماية الناس من الجشع والغلاء وارتفاع الأسعار، حتى لا تتدهور الأحوال المعيشية وتزداد معدلات الفقر.. ونطالبه بأن «يشوف حل» لمشاكل الصحة والعلاج، فأحوال المرضى فى مصر تصعب على الكافر، ووزرارة الصحة تحتاج بلدوزر يقتلعها من الحذور، لنشيد مكانها نظاما صحيا يحفظ آدمية البشر.. ونطالبه بالتدخل بسرعة مشروعه الذى أعلنه منذ شهور لتشغيل الشباب فى المشروعات الصغيرة، لأننا نخشى أن يلتف أخطبوط البيروقراطية حول رقبة المشروع.. ونطالبه أن يتدخل لصالح جموع الناس، وأن يتفاعل مع همومهم ومشاكلهم، وليس لصالح فئة أو جماعة لها مصالح خاصة، وتمارس ضغوطا لتحقيقها.

من البداية كتبت رافضا مطلب نقابة الصحفيين، بأن يتدخل الرئيس فى الأزمة بين الصحفيين وزارة الداخلية، وطرحت سؤلا: ما الموقف إذا جاء تدخل الرئيس عكس ما تطلبه النقابة؟ هل سيرتضون قراره أم يريدون فقط أن يكون تدخله لصالحهم؟ وإذا كان تدخل الرئيس غير ما يطلبون وفقا للدستور والقانون، هل ستشكره النقابة أم ترفع فى وجهه أصابع الاتهام؟ والسؤال الأهم: هل طلبت النقابة من الرئيس التدخل لإقرار العدل أم لنصرتها؟

لن تنصلح أحوال البلاد والعباد، إلا إذا ابتعدنا عن توريط رئيس البلاد فى معارك وخلافات تستوجب ألا يتخل فيها، حفاظا على سلطات الدولة المعنية بهذا الشأن، والاحتكام دائما للدستور والقانون، دون التلويح بفزاعة الفواتير والضغوط الخارجية، وبعبع أمريكا والاتحاد الأوروبى وهيومان رايتس.. مصر تغيرت وشعبها ليس ذلك الشعب المستكين الصامت، الذى يبتلع بسذاجة ما تبثه «بعض» الضغوط، لجماعات تحاول فرض سطوتها وسيادتها واستعراض عضلاتها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Samy

مقال ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق خليل

هذا رأي ينبئ عن خبرة سياسية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة