سحر عبد الرحمن

الانتحار القومى

الخميس، 14 أبريل 2016 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من ممثلى وفئات الشعب المصرى شاملا وجامعا لكثير من الشرح والإيضاح لكثير من القضايا والأزمات التى تمر بها البلد، خاصة القضايا التى حدثت خلال الفترة الأخيرة، وإذا تأملنا الحديث الذى انتهجه فى التعبير عن غضبه من الكثير من الأمور سنعى قدر المسئولية الكبيرة التى يتكبدها لقيادة البلد بكل تاريخها وإرثها ومساوئها وسلبياتها وإخفاقاتها وفساد مؤسساتها وكل شىء، وأنا لا أنكر على الرئيس الذى تشرفت بلقائه أكثر من مرة إخلاصه ووطنيته وتفانيه وقدرته على العمل والإنجاز وغيرها من السمات التى ألزمت الملايين بانتخابه والثقة اللامحدودة فى كل ما يفعل وما يتخذه من قرارات صعبة أحيانا ومؤلمة أحيانا أخرى، ولا أتجاهل أنا وملايين المصريين ما قام به لإنقاذ مصر من أيدى الإرهابيين القتلة من جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية، ولا أنكر أو أتجاهل الحرب القذرة التى تحاك ضد مصر من الداخل والخارج من أهل الشر الذين يتربصون بها لإضعافها والنيل منها ومن شعبها، وكم أشفق عليك سيادة الرئيس من حروب مواقع التواصل الاجتماعى التى أقررت بجرائمها ضد المجتمع والناس التى تثق بها وتستمد الأخبار والمعلومات وتصدق كل ما ينتج من خلالها سواء بالحق أو الباطل، كما أشفق عليك من فوضى الإعلام وبعض الإعلاميين الذين لا يعون حجم مسئولياتهم تجاه أوطانهم ومشاهديهم ويسيئون إلى مجتمعهم سواء بالعمد أو بسوء النية أو عن جهالة، كما أشفق عليك سيدى من قوى الشر المتربصة بك لإفشالك والنيل منك ومن مصر وباستخدام كل الأسلحة والأساليب المتاحة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإعلامية وغيرها، أعتقد أن الشعب كله وعن بكرة أبيه يعلم هذا ويدركه جيدا، وإذا عدنا مرة أخرى للحديث فإنه كان مطلوبا من الرئيس أن يتحدث للمصريين جميعا، وهذا ما حدث وتم نقل اللقاء على الهواء مباشرا لكى يسمعه ويراه الجميع عبر شاشات التليفزيون كما كان مطلوبا أن يكون أداء الرئيس فى منتهى القوة والحزم وهو ما حدث بالفعل وشعر به ملايين المصريين، لكن هل هذا يكفى؟ وهل هذا ما يريده المصريون من قيادتهم السياسية؟.

لقد صرح الرئيس فى حديثه بعدم رضائه عن مستوى الأداء فى كل مؤسسات الدوله بلا استثناء وكرر جملة مؤسسات الدولة جميعا كما أقر وحذر المصريين من الانتحار القومى الذى يضلل ويشكك فى كل شىء من أجل نشر الإحباط والتشاؤم وفقد الثقة فى الكل، وأنا لا أنفى هذا أو ذاك ولكن لا ينفى هذا بعض الأخطاء التى ترتكب فى الغالب بلا تعمد لأنه من المفترض أن يكون مرتكبو الأخطاء لا يعون حقيقة كونها أخطاء تضر بالبلد وهذه الأخطاء تمنح لأهل الشر والمتربصين استخدامها واستغلالها من أجل نشر بذور شرورهم، أى يجب القضاء على كل مَواطن الأخطاء، طالما تمت معرفتها، ولابد من وضع سياسة واضحة وشاملة ومعلنة وفرضها بالقوة، أن الدولة الآن وليس أى وقت آخر تحتاج إلى القوة وإثبات القوة فى العمل والأداء على جميع الأصعدة وفى كل المجالات طالما عرف موطن الخلل أو الضعف لا يجب أن يشعر المواطن بضعف الدولة حتى لا يفقد الثقة فيها وفى كل أعمالها، كما يجب أن تختفى الأيادى المرتعشة من المشهد كاملا، وأن يكون صاحب الكفاءة هو من له السلطة المطلقة.

إن عاما أو عامين فى عمر بلد مثل مصر به 90 مليون مصرى ليس بالوقت القليل، خاصة أن الشعب قد عانى معاناة شديدة ومؤلمة منذ ثورة 25 يناير وما قبلها، وينتظر الخلاص ووضع نهاية سريعة للمعاناة وبالطبع ليس هذا مطلوبا فقط من القيادة السياسية وحدها، ولكن من الشعب أيضا، لكن الدولة هى الأساس لأنها تضع السياسات والقوانين والقواعد التى يسير عليها الشعب لأن بدون ذلك تفسد الأشياء، ولذلك الكرة الآن فى ملعب الدولة التى يجب ألا تكون على رأسها بطحة أو ليس لديها فواتير تسددها لأحد كما يقول الرئيس دائما، ولذلك مازلنا ننتظر الدولة القوية التى تتصدى لأهل الشر فى الداخل والخارج والتى ستمنع من الانتحار القومى فى كل مجال وقطاع من قطاعات الدولة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة