سحر عبد الرحمن

وستظل مرفت التلاوى استثناء

الثلاثاء، 08 مارس 2016 11:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتذكر جيدا اللقاء الأول الذى تعرفت فيه عليها فى مقر المجلس القومى للمرأة بعد تعيينها واختيارها أول أمين عام للمجلس بعد تأسيسه عام 2000، وكانت ندوة لمناقشة عدد من القوانين والتشريعات عن حقوق المرأة السياسية وقتها، وكنت قد قرأت كثيرا عنها وعن مؤهلاتها وكفاءتها ومسيرة عملها فى الخارجية والعمل الدبلوماسى منذ تخرجها فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة عام 1961، والتحاقها بالعمل بالخارجية عام 62 وتدرجها فى المناصب حتى وصلت عام 1987 إلى أول امرأة مصرية تنال لقب ودرجة سفيرة من السلك الدبلوماسى، وشغلت منصب سفيرة مصر فى فيينا وممثلا لها فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى عام 91، ثم وكيلا لوزارة الخارجية وسفيرة لمصر فى اليابان.

وقد شهدت فترة عملها باليابان تعاونا ودعما بين البلدين غير مسبوق تجسد فى مشروعات وتوقيع اتفاقيات وشراكات مهمة بين الدولتين، مما أهلها إلى تولى وزارة الشئون الاجتماعية والتأمينات التى لم تستمر فيها طويلا، بسبب موقفها المعادى والرافض لخروج أموال التأمينات من الوزارة، ومواقفها الرافضة للخصخصة التى تمت فى عهد حكومة "عاطف عبيد"، وخرجت من الوزارة لتكون أول أمين عام للمجلس القومى للمرأة، وكانت على عهدها كسيدة قوية تدير الأمور وتؤدى عملها بكل تفان وبكل قوة، ولم تستمر إلا عاما واحدا بالمجلس الذى وضعت أساسه ومنحته القوة والاستقلالية بالرغم من تبعيته المباشرة لمؤسسة الرئاسه والسيدة "سوزان مبارك"، إلا أنها لم تكن تابعا لأحد غير قناعاتها وأفكارها وخبراتها العملية والعلميو..

أعود مرة أخرى إلى اللقاء الأول، حيث وجدتها امرأة مصرية قوية مشرفة واثقة من نفسها ومن قدراتها ومن مسيرة وخبرة عملها الطويلة والكبيرة، وكم كنت سعيدة بالتعرف عليها، وقد بادرتنى المودة عندما قدمت نفسى لها صحفية بالأهرام، وكان ردها "أنا بنبسط لما أشوف صحفية شاطرة وجميلة عشان لازم نرفع قيمة المرأة المصرية فى كل المجالات شكلا وموضوعا".. وكانت جملة رائعة أسعدتنى وما زلت أعمل بها، ولم ولن أنساها، ومنذ هذا اليوم وأنا أتابع مسيرة عملها بشكل كبير، وكم كنت أشعر بالفخر الشديد عندما كنت قد حضرت اجتماعا لـ"الاسكوا" ببيروت، وكانت "التلاوى" أمينا عاما مساعدا للأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ"الاسكوا"، وهو المنصب الذى حصلت عليه من "كوفى عنان" الأمين العام للأمم المتحدة.

وكانت أيضا أول امرأة مصرية وعربية تتولى هذا المنصب بعد خروجها من المجلس القومى للمرأة، وقد أضافت للمنصب الكثير من جهودها وكفاءتها المعهودتين، وعندما نرصد استكمال مسيرة عملها بعد ثورة 25 يناير سوف نجدها فى صدارة المشهد، وهى مؤيدة للثورة من أجل التغيير والقضاء على الفساد، وأتذكر عندما ذهبت إليها فى بيتها بالزمالك لعمل حوار صحفى للأهرام، وكانت بدأت العمل فعليا وكانت من أهم مؤسسى الحزب المصرى الديمقراطى بعد الثورة كما عادت مرة أخرى كأمين عام للمجلس القومى للمرأة، لضمان الحفاظ على مكتسبات المرأة وحقوقها التى تم انتزاعها خلال السنوات الماضية.

وكانت التلاوى من أهم بل وأشرس المدافعات عن حقوق المرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفى كل المجالات، كما تصدت وواجهت كل محاولات أخونة مؤسسات الدولة وقوانينها وتشريعاتها فى مجال حقوق المرأة والطفل والإنسان بشكل عام، وكانت تتصدى لهم بكل ما لديها من قوة أثناء حكم الإرهابى "مرسى" وجماعته الإرهابيى، وسجلت موقفا شجاعا ومشرفا وهى تتحدث عن حقوق المرأة المصرية أثناء عهدهم البائن والمؤلم أمام جميع المحافل الدولية، لتؤكد للعالم كله أن المرأة المصرية لن تقف صامتة أمام أى محاولات لسلبها حريتها أو حقوقها.

واستطاعت بقوتها وكفاءتها وتاريخها المشرف أن تمنع أى ارتداد لمسيرة المرأة المصرية، كما استكملت مسيرة النضال من أجل الحصول على حقوق ومكتسبات جديدة أثناء إعداد الدستور المصرى الذى شاركت فيه، وتمكنت من الحصول على مكتسبات جديدة مكنت المرأة من حصولها على 89 مقعدا فى مجلس النواب الحالى، وهى نسبه غير مسبوقة لتمثيل المرأة تحت قبه البرلمان، وطالبت بإنهاء عملها فى المجلس القومى للمرأة بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، من أجل مزيد من الحفاظ على حقوق المرأة، وذلك خلافا للمعارك التى قادتها مع الحكومات والوزارات المتعاقبة من أجل تشريعات وقوانين أكثر عدلا وإنصافا للمرأة، ومن أجل القضاء على العنف وعدم المساواة الموجه للمرأة المصرية.

ولم تكن تتقاضى مقابلا ولا أجرا مقابل ما كانت تقوم به من أعمال طوال السنوات الماضية، ولم تترك المجلس بالرغم من اختيارها وتعيينها رئيسا لمنظمة المرأة العربية إلا بعد انتهاء الانتخابات، حتى تطمئن على وصول المرأة وحصولها على حقوقها البرلمانية، والآن تستكمل الوزيرة والسفيره الدكتورة "مرفت التلاوى" مسيرتها المشرفة فى عملها فى منظمة المرأة العربية من أجل المرأة المصرية والعربية للنهوض بها، وتمكينها فى كل مجالات الحياة ومنحها حقوقها كاملة غير منقوصة وتوفير الرعاية والحق فى الحياة بكرامه، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها المرأة العربية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، وننتظر أفعالا ومواقفا للتخفيف من معاناة المرأة تقوم بها المنظمة بقيادة "التلاوى" التى دائما وأبدا تضيف إلى المناصب التى تتولاها..

ولذلك ولكل ما سبق أوجه كل التحية والتقدير والاحترام للمرأة المصرية "د/مرفت التلاوى" بمناسبة يوم المرأة العالمى لأنها استطاعت أن تضع اسمها وعملها ومسيرتها فى التاريخ المصرى كامرأة مصرية ينحنى لها الرجال والنساء، ومثل أعلى وقدوة نحتذى بها ونتعلم منها لأنها بالفعل استثناء نتمنى تكراره.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة