سحر عبد الرحمن

العدل يا دولة العدالة

الثلاثاء، 15 مارس 2016 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح منصب وزير العدل فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى من المناصب المثيرة للأزمات بعد إقالة أو استقالة وزيرين للعدل بعد تصريحات أغضبت مواقع التواصل الاجتماعى وألهبت غضب المواطنين مثلما حدث مع المستشار محفوظ صابر وزير العدل السابق الذى صرح بأن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا لأن القاضى لابد أن يكون قد نشأ فى وسط مناسب لهذا العمل مع احترامنا لعامل النظافة، وقامت الدنيا واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى وأصبح المجتمع بأكمله عادلاً وضد العنصرية الإجرامية التى تفوه بها الوزير السابق ضد ابن عامل النظافة الذى فى واقع الأمر لا نجد أى تعاطف أو رحمة معه من غالبية الناس، ولكن كانت الانتفاضة الكبرى وطالب الجميع الرئيس السيسى ورئيس الوزراء بإقالته على الفور وتقديمه للمحاسبة بتهمه العنصرية، وقد كان وتمت الإقالة والآن وللمرة الثانية يسقط أو يقع المستشار أحمد الزند وزير العدل الذى تمت إقالته من ساعات معدودة بسبب تصريحاته فى حوار تليفزيونى التى بدأها بتوعد الصحفيين الذين يتهمونه بالفساد والباطل وعندما سأله حمدى رزق: هل ستسجن الصحفيين أجاب "إن شاء الله يكون النبى عليه الصلاة والسلام.. استغفر الله العظيم يا رب" واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى مرة أخرى وإن كانت مشتعلة سابقًا ضد "الزند" من قبل جماعة الإخوان الإرهابية منذ توليه مهام الوزارة وقامت الحرب الدروس مطالبين الرئيس ورئيس الوزراء بإقالته من منصبه فورًا لأن النبى خط أحمر ولا يجوز التحدث عن سيد الخلق بهذا الشكل ولم يمض أكثر من 48 ساعة وتمت الإقالة بالرغم من اعتذاره عما بدر منه كزلة لسان لم يكن يعنيها أو يقصدها بأى حال واعتذاره فى غالبية وسائل الإعلام عن هذه السقطة، وبهذا تنجح للمرة الثانية مواقع التواصل الاجتماعى فى إقالة وزيرين متتاليين للعدل فى حكومة الرئيس السيسى.

وبغض النظر عن التصريحات التى أدلى بها الوزيران هل أصبحت وزارة العدل وزارة معصومة من الخطأ؟ وهل أصبح وزير العدل دون غيره من الوزراء نبيًا معصومًا من الخطأ لا يخطأ؟ وأنا لا أبرر الخطأ ولا أتجاهل أهمية أن يكون المسئول الذى يتولى أى مسئولية مؤهلاً وكفؤا ومدركًا تمامًا لكل ما يصرح به من منطلق المسئولية المنوط بها لأنه فى هذه الحالة لا يمثل شخصه أو نفسه لكنه يمثل الوزارة أو المؤسسة التى يتولها ولذلك لابد أن يكون منضبط وواعيًا لكل ما يصدر منه خاصًا لوسائل الإعلام التى أصبحت الآن فخًا يقع فيه المسئولةن من محبى الظهور الإعلامى، ولماذا كل هذا التربص بوزارة العدل ووزرائها هل هناك سبب لإظهار هذه الوزارة ووزرائها مظهر المجرمين فى حق الشعب المصرى؟ وحتى يفقد المصريون الثقة فى العدالة ورجالها؟

لا أعرف ولست من المروجين لنظريات المؤامرات الكونية وإن كنت أطرح تساؤلاً فكريًا أشارك فيه الجميع، وما أود أن أقوله إن الكثير من المجتمع المصرى ليس بعادل ولا يعرف العدالة بدليل وجود الفساد والكذب والظلم والتحرش وانعدام قيمة العمل والفهلوة وغيرها من السلبيات ومواطن الضعف، كما أن الحكومة والدولة أيضًا ليست عادلة فى تمكين من يصلح فى كل المؤسسات والوزارات والهيئات والمحافظات وكل أجهزة الدولة وهو ما أسفر عن فشل قطاعات كبيرة وكثيرة بسبب معايير الاختيار العقيمة والمريضة التى تمكن غير القادرين وغير المؤهلين وهنا يكمن الخلل والمشكلة الحقيقية التى تعانى منها مصر.

إننا جميعًا ننتظر مصر جديدة فى كل شيء فى الرؤية والأفق والعمل المؤسسى الذى يبنى على الأسس السليمة والصحيحة فى الفكر والتخطيط والتمكين فقط للكفاءات التى تستطيع إحداث تغيير حقيقى للإفضل، وإلى أن يحدث ذلك سوف تكون الدولة والحكومة ومسئوليها عادلة وبالتى سيكون المجتمع عادلاً لأن القانون والتفكير والتخطيط السليم هو المنهج المتبع وليس الفوضى والعشوائية والتربص بالغير والانفلات الذى أصبح السمة الغالبة التى تحكم وتسير بها مجريات الأمور.. ما زال الأمل موجودًا ولن نفقده لأن التغيير للأفضل قادم لا محالة ولكننا نحتاج إلى سرعة إنجازه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة