يوسف أيوب يكتب عن صراحة السيسى وتدليس الكاذبين.. الرئيس يسير على خط المصارحة مع الشعب لوضع حد للشائعات.. والحدة ونبرة الصوت العالية رسالة لكارهى "مصر"

الخميس، 25 فبراير 2016 07:12 م
يوسف أيوب يكتب عن صراحة السيسى وتدليس الكاذبين.. الرئيس يسير على خط المصارحة مع الشعب لوضع حد للشائعات.. والحدة ونبرة الصوت العالية رسالة لكارهى "مصر" الرئيس عبد الفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأربعاء، أثناء إطلاق الاستراتيجية الجديدة للتنمية المستدامة "مصر 2030"، لم يكن فى خلد من يتابعون الخطاب الرئاسى الذى امتد لأكثر من 90 دقيقة ارتجل خلالها الرئيس دون أن يقرأ كلمة مكتوبة، أن يغير هذا الخطاب نفوس من اعتادوا الانتقاد دون أن يقدموا شيئاً إيجابياً، فهؤلاء أدمنوا المعارضة على طول الخط، لأنها المعين الذى يسترزقون منه، وحينما لا يجدون شيئاً فإنهم يقلبون الحقائق ويجتزئون من الكلمات ما يحققون به هدفهم الدنىء، وهؤلاء لا أمل فى إصلاح أحوالهم.

هذه مقدمة كان لابد منها خاصة بعدما حاول البعض تحويل أنظار المصريين من خطاب الرئيس الذى اتسم بالمصارحة الشديدة مع الشعب إلى أمور أخرى أتفه من ذكرها، فهؤلاء من أنصاف العقول لا يريدون للدولة أن تبقى لأنهم يعشقون الحياة على أنقاض الدول، لا يعجبهم أن يتحرك المصريين للأمام، لأن هذا التحرك يقتلهم ويدمرهم ويلغى وجودهم، لا يريدون بناء الدولة لتظل مصر الدولة الفقيرة لكى تمد يديها للخارج وتبقى معتمدة على ما تحصل عليه من منح ومعونات خارجية.. هؤلاء صدمهم خطاب الرئيس الذى كشف فيه أمام الشعب ما حدث خلال العشرين شهراً الماضية، وخطته المستقبلية، لم يخفِ خلالها أى شىء حتى التفاصيل التى كان يخشى إعلانها لضرورات الأمن القومى، قالها الرئيس لتكون الصورة واضحة أمام 90 مليون مصرى.

لم يخلُ أسلوب الرئيس عبد الفتاح السيسى من المصارحة التى يعتبرها التيمة الأساسية لكل خطابته، وللمرة الأولى يظهر الرئيس منفعلاً ومهدداً لمن يحاول العبث بالدولة المصرية، نبرة صوته كانت هى الأعلى هذه المرة، مما جعل الحضور يشعرون بأن حدثاً جلل قد ألم بالبلد.. نعم فالرئيس شعر بأن الشائعات تكثر حول الدولة المصرية التى بدأت تفيق من عسرتها، شائعات تحاول النيل من عزيمة وقدرة المصريين على العمل والصمود رغم كل ما يواجهونه من تحديات ليس أقلها الإرهاب بالطبع، فأراد الرئيس أن ينبه المصريين لما يحدث ويضعهم أمام كل الحقائق حتى يعوا حجم ما يواجهونه من مخاطر وتدابير قذرة تدار ضدهم من الخارج .

لن أتحدث عن الأرقام والمشروعات التى قالها الرئيس فى خطابه، لكنى سأحاول رصد أهم ما قاله من رسائل للحكومة وللمصريين ولكارهى مصر، وكانت الرسالة الأولى حينما قال"لو سمحتوا متسعموش كلام حد غيرى"، تلك كانت الرسالة الأهم من الرئيس للمصريين، وهى لا تعنى كما يروج لها البعض بأنها محاولة لغلق أبواب المعلومات، لكن الرئيس أراد أن يؤكد للمصريين أن حرب الشائعات تستهدف الجميع، وأنه لمواجهة هذه الحرب فلابد من التحدث بالأرقام الحقيقية، ومن يملك ذلك هو الرئيس الذى سيصارح الجميع ولن يخفى على أحد أية معلومة، طالباً المصريين بألا يستسلموا للشائعات وأن يثقوا فى رئيس مصر لأنه لن يكذب عليهم، وأنه قادر على أن يقول لهم الحقيقة حتى وأن كانت "مرة"، وليؤكد الرئيس على رؤيته هذه قال إن وحدة المصريين يتم العبث بها من خلال إيقاع مؤسسات الدولة والمصريين معا، مؤكدا أن تحذيره من المحاولات الرامية لإسقاط مصر ليس الهدف منه البحث عن إجراءات استثنائية، وقال " هدفنا الحفاظ على الدولة المصرية، أى دولة غايتها القومية بقاء الدولة والحفاظ على الدولة، وهذا معناه أن الدولة المصرية خلال السنوات الماضية كانت معرضة لتهديد حقيقى ومازال، يا ترى من كانوا يتمنوا ويعملوا من أجل أن يكون مصر كمصير الآخرين، هل مازال ذلك قائما، مازالت الجهود تبذل لكى تسقط مصر".

وعاد الرئيس ليؤكد للجميع هدفه بالحفاظ على الدولة، وأنه لن يترك أى أحد يحاول العبث بها، وكان الرئيس حاداً وجاداً حينما قال " لن أسمح بتمزيق مصر، خلى بالكوا أنا مش هسمح بكدة، محدش يفكر إن طولة بالى وخلقى الحسن معناه إن البلد دى تقع.. قسما بالله اللى هيقربلها لاشيله من فوق وش الأرض.. أنا بقول لكل مصرى بيسمعنى أنتوا فاكرين الحكاية إيه.. أنا مسؤول أمام الله عن 90 مليون مصرى، وسأقف أمام ربى يوم القيامة أقوله أنا خليت بالى منهم.. عايزين تخلوا بالكم منهم معايا، أهلا وسهلا، مش عايزين لو سمحتو اسكتوا"، أنا بتكلم كده عشان مصر برقبتنا كلنا، وأنا لما بقول كدة لا أشكك فى أحد.. بس خلوا بالكم أنا باتكلم مع كل المصريين بكل ظروفهم.. أنت بتفقدهم معنوياتهم ليه"؟.

من الرسائل المهمة أيضاً فى خطاب الرئيس تأكيده على ضرورة احترام سيادة القانون، وقال موجها حديثه للواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية "مش حينفع إن إحنا نهين المصريين، ولازم نعرف إن كلنا واحد، والحق ليس فى نصرة الظالم، ومن أخطأ يحاسب وهذا ينطبق علينا جميعا، ما حدث فى مصر بجهد المصريين فى عام ونصف ميتعملش فى 20 سنة"، مع التأكيد على أن أخطاء بعض أفراد الشرطة لا يجب تعميمها على كل وزارة الداخلية، مؤكدا أن من أخطأ يحاسب وأن هذا الأمر ينطبق على الجميع، داعياً أعضاء مجلس النواب لاسيما الشباب، إلى زيارة السجون المصرية لاقتراح قوائم جديدة للمُفرج عنهم، وكذلك التعرف على أوضاع واحتياجات المواطنين فى المناطق النائية مثل سيناء والنوبة والمنطقة الغربية.

الرسالة الأخرى هى مطالبته للمصريين بالحفاظ على 3 جهات مؤسسية وهى "الحكومة والبرلمان والمؤسسات السيادية"، حيث طالب بعدم التقليل من مجهود الحكومة والضغط الذى تعمل تحته والانتقاد الذى تتعرض له ليل نهار، فيما أبدى عدم رضائه على حملات التشويه التى يتعرض لها مجلس النواب والتقليل من قيمته والإنجاز الذى حققه المصريون.

رسالة أخرى وجهها الرئيس للمسئولين حينما طالبهم بالتدخل فى جميع التفاصيل الفنية والمالية الخاصة بالمشروعات الجارى تنفيذها من أجل مكافحة الفساد والحفاظ على المال العام والحيلولة دون إهداره .

معدلات الإنجاز السريعة والمتسقة مع الكفاءة أيضاً هو ما يريده الرئيس من الجميع، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد والتى تحتاج إلى بنية تحتية جديدة وشبكة طرق، وقال الرئيس موجها كلامه للمسئولين: "لو كنتوا عملتوا مدينة دمياط للأثاث من سنة كانت زمانها بتسلم للشباب ألف ورشة دلوقتى، "الروبيكى"، اسألوا عليا فى الجيش، أنا مابشتغلش غير مرحلة واحدة، الغلابة والناس مش هاتستحمل، أنا ماعنديش غير مرحلة واحدة".

هذه بعض من الرسائل التى حملها خطاب الرئيس الصريح للشعب، والذى يمكن اعتباره خارطة طريق تسير عليها الحكومة ويتابعها الشعب إلى حين التنفيذ والوصول إلى النقطة التى نتمناها جميعا، وهى بناء الدولة القادرة على مجابهة الإرهاب وكافة المصاعب، لكن ذلك مقرون بأن يعى الشعب ما يحاك له، وأن يدرك حقيقة السموم التى تبث إليه يومياً عبر وسائل التواصل الاجتماعى من كارهى الدولة المصرية والراغبين فى القضاء عليها وتعجيزها.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة