سحر عبد الرحمن

السجن للإبداع.. تحيا دولة القانون

الثلاثاء، 23 فبراير 2016 05:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة غريبة يعيشها مجتمعنا هذه الأيام من الهجوم والتربص بالمبدعين وأصحاب الفكر المختلف الذى اعتاد عليه الجميع خلال السنوات الماضية، وأصبحت المادة 67 من الدستور المصرى التى تكفل حرية الإبداع الفنى والأدبى وتلزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب مجرد حبر على ورق وأصبح التاريخ الأسود لحرية الفكر والإبداع يطل علينا بوجهه القبيح فى أحكام بالسجن والغرامة والاغتيالات وقضايا الحسبة التى تفرق بين الزوج وزوجته مثل ما حدث من قبل مع الأديبة الكبيرة نوال السعداوى، والدكتور فرج فودة ود. نصر حامد أبو زيد، وحديثا مع إسلام بحيرى، وفاطمة ناعوت، وأخيرًا مع ،حمد ناجى الذى حصل فى يناير الماضى على حكم البراءة من تهمة خدش الحياء العام بعد نشر فصل من روايته فإن النيابة قامت بالاستئناف على الحكم ليصدر حكم محكمة جنح مستأنف بحبس الكاتب سنتين وتغريم رئيس تحرير أخبار الأدب طارق الطاهر، 10 آلاف جنيه موقعًا بذلك أقصى عقوبة على الكاتب بعد نشر "ناجى" فى أغسطس 2014 الفصل الخامس من روايته الأخيرة "استخدام الحياة" فى العدد الذى يحمل رقم "1097" لجريدة أخبار الأدب عندما قرأ المواطن هانى توفيق الذى قرر تقديم بلاغ ضد أحمد ناجى وطارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب بتهمة خدش الحياء العام.

ولمن لا يعرف أحمد ناجى 31 عاما هو كاتب صحفى بدأ العمل فى الصحافة عام 2004 وله رواية بعنوان "روجرز" عام 2007 كما يمارس الكتابة الدورية من خلال مدونة "وسع خيالك" بالإضافة لعمله فى مجال الأفلام الوثائقية والكتابة الحرة فى عدد من المواقع والدوريات الثقافية، ومن الواضح أن هناك خللاً كبيرًا يسود منظومة تعامل مؤسسات الدولة مع حرية الفكر والتعبير بالرغم ما جاء فى الدستور وهوجة الأحكام الصادرة بحق قضايا الرأى والتعبير أصبحت مرعبة لأن مجابهة الفكر تكون بالفكر ولا تكون بالمحاكمات التى تجبر المبدعين والمفكرين على تقييد إبداعهم وآرائهم.. وبصرف النظر عما جاء فى رواية "ناجى" ومن سبقوه فإن الأعمال الأدبية والفنية لا تحاكم بمنطق الحلال والحرام وإنما بالنقد والجودة والاهتمام أو عدمه ولا يجب أن ينحدر المجتمع إلى هذا المستوى من التفكير فى الحكم على الإبداع، لقد كانت مصر دائمًا وأبدًا رائدة عظيمة بمبدعيها ومفكريها وصناعى الخيال والإبداع وكانت الأعمال الإبداعية تخلد نفسها والأعمال الرديئة تخبو وتنتهى إلى زوال بدون أحكام بالحبس ومن هنا نشأت وتأسست الحياة والحالة الثقافية والإبداعية المصرية غير المسبوقة فى المنطقة العربية إلى أن ظهر مخربى العقل والفكر الذين دنسوا العقل والفكر المصرى بالتطرف والمغالاة والقبح واستباحوا دماء وأرواح المفكرين والمبدعين الذين يغيرون مجتمعاتهم للأفضل وأوجدت لهم الدولة بكل مؤسساتها البيئة المناسبة لقتل ونبذ كل ما هو مختلف كل ما يحض على استخدام العقل والفكر ونجحوا فى سلب المجتمع المصرى أعظم ما يميزه من الإبداع والفنون والثقافة، ولذلك على المجتمع الذى ثار وغضب وقام بثورتى 25 يناير و30 يونيو أن ينتبه إلى حقه الذى كفله الدستور وعلى الدولة وبكل مؤسساتها أن تلتزم بحماية أبنائها المبدعين لأن القضية ليست قضية الدفاع عن فرد ولكنها قضية الدفاع عن وطن وهوية وحرية لابد أن تصان ولا تترك للعابثين والباحثين عن الشهرة والمرضى النفسيين، ولابد أن نتعلم من أخطائنا ونقرأ تاريخنا جيدًا ونتصدى لخفافيش وطيور الظلام الذين يضمرون لمصر الشر والخراب، وأعتقد أننا مستعدون لثورة الحرية للفكر والإبداع وتجديد الخطاب الدينى والثقافة والفنون وسيادة القانون لأن مصر لن تنهض إلا بذلك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

طظ فى الإبداع وحرية الرأى والتعبير والشباب وكل مصطلحات 25 هبابه

عدد الردود 0

بواسطة:

أماني امام

الرد على الكاتبة سحر عبد الرحمن

عدد الردود 0

بواسطة:

د.مجمد نجيب

هل تعريف ما معنى الابداع.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعد زغلول سالم

المكان اللائق للمبدعين المصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي

ما هو الابداع من وجهه نظر الاستاذه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة