أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

وداعا أبانا الذى فى الصحافة

الأربعاء، 17 فبراير 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل عن عالمنا الأستاذ محمد حسنين هيكل، علما من أعلام الصحافة المصرية قلما يجود الزمان بمثله، ورمزا من رموز الوطنية المصرية والعربية، عن عمر يناهز الـ92 عاما بعد صراع مع المرض، بعدما قدم للصحافة المصرية والعربية ما لم يقدمه أحد مثله طوال أكثر من ستين عاما من العطاء المهنى والوطنى، فى العديد من المواقف والكتابات التى غيرت مجرى التاريخ للوطن والمنطقة، كان هيكل أحد رموز الحكمة التى استعان بها الزعيم عبد الناصر ومستشاره الصحفى الأول، وامتد عطاؤه مع الرئيس الراحل السادات، وكتب هيكل الأمر العسكرى لحرب أكتوبر المجيدة ولكنة اختلف معه حول إدارة البلاد، الأمر الذى أدى لسجنه فى 1981، ليضيف إليه شرف دفع ثمن كلمته، وامتد العطاء مع الرئيس مبارك ولكنة اختلف معه وأيد ثورة 25 يناير ثم عارض حكم الإخوان ووقف إلى جوار ثورة 30 يونيو، وحتى قبل رحيله بقليل كان الفقيد فى صدارة المشهد، هكذا مات محمد حسنين هيكل واقفا فى معسكر الوطنية المصرية، لم يبخل بجهد من أجل مستقبل مصر والصحافة وقال كلمة الحق ولم يخش الثمن ودفعه .

سيظل جيلى جيل السبعينيات يشعر بالعرفان والامتنان للرجل ولكتاباته التى تتلمذنا على الحوار حولها سلبا أو إيجابا، وأذكر له موقفين: الأول يوم جنازة الراحل الدكتور علاء حمروش أستاذ الفلسفة ورئيس اتحاد طلاب مصر الأسبق.. وكنت بصحبة الراحل الدكتور أحمد عبد الله رزة القيادى لجيل السبعينيات، وكنا فى الخلف من الأستاذ هيكل وسألنى د . أحمد عبد الله حينذاك: "ماذا يريد هيكل من جيلنا ونحن نرحل واحدا تلو الآخر ؟" ولكن الأستاذ هيكل التفت إلينا قائلا: "كملوا المشوار" وتقابلنا معه فى اليوم التالى لقاء استمر ثلاثة ساعات، وكانت هى المرة الأولى التى التقى فيها معه.. وشعرت بحب جارف وأبوة غير معهودة تجاه الرجل.

اللقاء الثانى كان عام 1994 وكنت منسق مؤتمر الملل والنحل والأقليات الذى عقده مركز ابن خلدون فى ليماسول، واختلف الأستاذ هيكل مع المؤتمر، وقاد الحملة ضد المؤتمر.. وفوجئت باستدعاء تليفونى منه عبر الأستاذ ماجد عطية - أطال الله عمره - وذهبت والتقيته واستمعت لكلمته الذى امتد لأكثر من ساعة، وأشهد أننى منذ ذلك اللقاء قررت التعاطى مع الأمر بمنهجية وطنية، وللمرة الأولى أذيع أن هذا اللقاء كان السبب الأول لاستقالتى من المركز بعد شهور قليلة، وهاهو الأستاذ يترجل فى صمت نحو السماء، وصاحبة الجلالة تتوشح بالسواد ولا تجد من يملئ الفراغ، فى ظل تلك الفوضى الإعلامية وسطوة رأس المال على العقول .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة