فى الذكرى الخامسة لتنحى مبارك.. 1825 يوما خارج السلطة ارتدى فى 1095 منهم البدلة الزرقاء.. حكم نهائى بات ضده فى "القصورالرئاسية".. وتجريده من نياشينه وامتيازاته.. وينتظر النقض فى "قتل المتظاهرين"

فى مشهد تراجيدى سيظل من أهم المشاهد المحفورة فى ذاكرة المصريين لسنوات طويلة، لحظة خروج اللواء، الراحل، عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق على شاشات التليفزيون المصرى، فى دقائق معدودة، ليقرأ خبر تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وتسليم السلطة كاملة للمجلس العسكرى، عقب ثورة الـ25 من يناير.

بعد تنحيه مساء يوم 11 فبراير 2011 م وتسليمه السلطة للمجلس العسكرى للقوات المسلحة، غادر مبارك إلى أحب مكان لقلبه منتجع مستشفى شرم الشيخ فى جنوب سيناء، حيث اعتاد استضافة الشخصيات الأجنبية بانتظام.

ومنذ هذا البيان الشهير وخروج الرئيس الأسبق حسنى مبارك من دائرة السلطة إلى دائرة الاتهام والمحاكمة، قضى 1095 يوما يرتدى فيها البدلة الزرقاء وهى فترة العقوبة للحكم الصادر ضده بالحبس 3 سنوات فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"القصور الرئاسية"، وتنقل مبارك خلال هذه الفترة بين عدد من الأماكن منها مستشفى سجن طرة، ومستشفى المعادى العسكرى، والمركز العالمى الطبى، وتمت محاكمته فى قضيتى قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير.

أصدر النائب العام فى 13 أبريل 2011 أول قرار حبس للرئيس الأسبق حسنى مبارك خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق معه فى اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ و إصدار أوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، ثم أمر بنقله إلى إحدى المستشفيات العسكرية.

مَثُل مبارك فى قفص الاتهام لأول مره صباح يوم الأربعاء الموافق 3 أغسطس 2011 فى أكاديمية الشرطة التى تحولت إلى ساحة قضاء برئاسة المستشار أحمد رفعت، وظهر مبارك راقدا على سرير متحرك داخل قفص الاتهام ومعه نجلاه علاء وجمال، وكان معه فى قفص الاتهام وزير الداخلية السابق حبيب العادلى ومعاونيه، وكان موجودا فى القاعة أكثر من 300 شخص من أسر الشهداء، بالإضافة إلى هيئة الدفاع وممثلى الادعاء وعدد من الإعلاميين، وقام التليفزيون المصرى بتصوير المحاكمه العلنية على الهواء مباشرة.

وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد فى جلسة صباح يوم السبت الموافق 2 يونيو 2012، وقامت هيئة الدفاع عنه بالطعن على الحكم وقبلته المحكمة فى يوم الأحد الموافق 13 يناير 2013م ليتم نقله للعلاج فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة.

وحكمت محكمة الجنح بإخلاء سبيله بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطى يوم 21 أغسطس 2013، لكنه لم يخل سبيله حيث أصدر حازم الببلاوى رئيس الوزراء قرار وضعه تحت الإقامة الجبرية بصفته نائب الحاكم العسكرى للبلاد، وتمت تبرئته مع معاونيه فى جميع القضايا المنسوبة ضده فى 29 نوفمبر 2014 فيما يسمى بمحاكمة القرن، وينتظر مبارك حكم النقض فى قضية قتل المتظاهرين أبريل المقبل.

كما صدر حكم بالسجن 3 سنوات على الرئيس الأسبق مبارك فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"القصور الرئاسية" ليصبح حكما نهائيا عقب تأييده من محكمة النقض، وهو الحكم الماس بالشرف والاعتبار، ويجرد مبارك من نياشينه وامتيازاته ويحرمه من أى تكريم حتى بعد وفاته، كما يترتب عليه حرمانه وأولاده من مباشرة حقوقهم السياسية، حتى يرد اعتبارهم بعد مضى خمس سنوات، وفق نص المادة 2 من قانون مباشرة الحقوق السياسية رقم 45 لسنة 2014.