روح "روزفلت" تهيمن على سكان البيت الأبيض.. تجدد الحرب بين أوباما وترامب بسبب "الولاية الثالثة".. الأول يؤكد قدرته على هزيمة خليفته والفوز بفترة جديدة.. و"دونالد" يذكره بفشل إدارته ويدعوه بـ"مؤسس داعش"

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 05:24 م
روح "روزفلت" تهيمن على سكان البيت الأبيض.. تجدد الحرب بين أوباما وترامب بسبب "الولاية الثالثة".. الأول يؤكد قدرته على هزيمة خليفته والفوز بفترة جديدة.. و"دونالد" يذكره بفشل إدارته ويدعوه بـ"مؤسس داعش" الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما والمنتخب دونالد ترامب
كتبت نورهان مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتخابات الرئاسة الأمريكية ليست نزهة هادئة، حسب ما يتخيل البعض قياسًا على أن أمريكا دولة ديمقراطية تحترم صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين واختيارات المواطنين، فالحقيقة تختلف عن هذا نوعًا ما، وسباق البيت الأبيض سباق حاد وخشن، ربما تغيب فيه كثير من قيم الديمقراطية والموضوعية واحترام النظام العام، وربما تكون الانتخابات الأخيرة واحدة من حلقات الكشف المهمة عن هذه الخشونة، عبر تصاعد موجة الانحياز لهيلارى كلينتون ومهاجمة دونالد ترامب، قبل أن تكشف اتجاهات الناخبين عن حالة التضليل، يُضاف إلى هذا الشحن والتوجيه ما شهدته واشنطن من تلاسن وحرب كلامية بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب، والرئيس الديمقراطى المنتهية ولايته باراك أوباما، وبعد هدنة قصيرة من هذه الحرب التى دامت خلال فترة الانتخابات، تجددت معركة التلاسن بين الرئيسين مؤخّرًا، فجّرها هذه المرة "أوباما" بافتراض خارج على ضوابط الدستور الأمريكى.

خلال الحرب العالمية الثانية، ومع تصاعد التعقيدات السياسية والعسكرية فى المرحلة الحرجة التى هاجت فيها دول العالم على بعضها، قرر الرئيس الأمريكى آنذاك، فرانكلين روزفلت، الذى دخل البيت الأبيض عن الحزب الديمقراطى للمرة الأولى فى العام 1933، الترشح لفترة رئاسة ثالثة عقب انتهاء فترته الثانية فى 1941، خارجًا على الأعراف الأمريكية وما أقرته ضمنيًّا منذ تأسيس الدولة، ثمّ تمادى فى الأمر ليترشح لولاية رابعة، والتى فاز بها بالفعل، ولكنه مات بعد سنة واحدة، فى العام 1942، ما دفع ماكينة الديمقراطية الأمريكية إلى تصحيح أوضاعها وسدّ ثغراتها بعد ذلك، بنص دستورى يمنع البقاء فى البيت الأبيض أكثر من 8 سنوات، ورغم استقرار الأمر بعد النص الدستورى وإغلاق هذه الصفحة تمامًا، عاد "أوباما" ليطرحه من جديد، متجاوزًا قداسة الدستور الأمريكى وما استقر من قواعد، بالتأكيد على أنه يستطيع اكتساح دونالد ترامب حال ترشحه أمامه لولاية ثالثة، بينما ردّ ترامب مستدعيًا روح فرانكلين روزفلت أيضًا، الذى أسس حملته على آليات للخروج من فترة الكساد الكبير التى شهدتها البلاد منذ أواخر العشرينيات، متغلّبًا على الرئيس الجمهورى همبرت هوفر، بتدابير وإجراءات لتنشيط الاستثمار والصناعة وضمان حقوق العمال وتوصيل الكهرباء للأرياف. 

 

أوباما: ترامب لا يستطيع إدارة حساب تويتر.. والأخير يرد: باراك مؤسس داعش

لم تخل فترة الانتخابات الأمريكية، التى شهدت صدامًا حادًّا بين مرشحى الرئاسة هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، من انتقادات متبادلة بين الرئيس الحالى باراك أوباما والمرشح الجمهورى آنذاك، فرأى "أوباما" أن "ترامب" لا يمكنه إدارة حسابه الخاص عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، فكيف سيدير دولة بأكملها؟! بينما هاجمه الآخر لفشل برنامجه للرعاية الصحية المعروف بـ"أوباما كير"، بين سلسلة انتقادات متتابعة وجهها له، متعهّدًا بإلغاء قانون "أوباما كير" حال فوزه بالرئاسة.

مع انتهاء الانتخابات سيطرت حالة من الهدوء المصطنع والسلام البارد على الأجواء، وبعد فترة من الهدوء الحذر فى التصريحات، التى مال بعضها إلى المجاملة أحيانًا، خرج "أوباما" بتصريحات غريبة يؤكد فيه ثقته فى هزيمة دونالد بو أتيح له الترشح لولاية رئاسية ثالثة، فبحسب حواره مع مستشاره السابق "ديفيد أكسلرود" فى تدوين صوتى نشرت محتواه شبكة CNN الإخبارية الأمريكية قبل يومين، زعم "أوباما" أنه حقق الأمل بفوزه فى الانتخابات فى 2008، قائلًا: "إن الثقافة تغيرت، والغالبية يفضلون فكرة أمريكا واحدة متسامحة ومتنوعة ومفتوحة ومليئة بالطاقة والحيوية".

كما عبَّر باراك أوباما فى التصويت المذكور، عن ثقته فى اقتناع المواطنين الأمريكيين برؤيته التى تبناها خلال توليه المنصب، والتى إذا كان "ترشح مرة ثانية وطبقها، لحشد غالبية الأمريكيين خلفها".

وفى المقابل، هاجم دونالد ترامب، الرئيس المنتهية ولايته فى تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" أمس، قال فيها: "الرئيس أوباما قال إنه يعتقد أنه كان من الممكن أن يهزمنى.. هو يجب أن يقول ذلك، ولكنى أقول له هذا يستحيل! هروب المستثمرين، داعش، أوباما كير... إلخ"، فى إشارة إلى الملفات التى لم ينجح "أوباما" فى إيجاد حلول لها.

وإن كانت إشارة دونالد ترامب لبرنامج "أوباما كير"، كحجة لانتقاد الرئيس المنتهية ولايته، تثير الارتباك، خاصًة بعد أن تراجع الرئيس المنتخب مؤخرًا عن وعده بإلغاء البرنامج، واكتفى فور اللقاء الذى جمعه مع "أوباما" فى البيت الأبيض، والذى استمر لمدة 90 دقيقة، بالتأكيد على أنه يعتزم تعديل البرنامج بدلاً من إلغائه.

جانب من لقاء ترامب بأوباما فى البيت الأبيض (وكالة AP الأمريكية)
جانب من لقاء ترامب بأوباما فى البيت الأبيض (وكالة AP الأمريكية)
 
أما ملف القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، فبدا ذكره تكرارًا لهجوم "ترامب" على الإدارة الحالية إذ وصل الأمر بالرئيس المنتخب إلى وصف "أوباما" بأنه "مؤسس داعش"، ويلقى احترامًا من قياداته. 

وفيما يتعلق بملف هروب الشركات من أمريكا، يمكن وصف الأمر بأنه "استعراض للقوة"، بعد أن أعلن دونالد ترامب عن نجاحه فى وقف مغادرة مصنع لشركة "كاريير" لوحدات التدفئة وتكييف الهواء بعد تدخل مباشر منه، وجاء تعليقه بمثابة رد سريع على تصريحات "أوباما" بعد نشر الحوار الذى تضمن انتقادات من أوباما لحملة كلينتون والديمقراطيين، لعدم تواجدهم على الأرض بقوة وتجاهلهم قطاعات كاملة من الناخبين مثل الأمريكيين البيض، ما أدى لفوز "ترامب".

 

"أوباما" يصفع "ترامب" فى ساحة مجلس الأمن الدولى

كانت مشادة أخرى بين الطرفين قد سبقت تصريحات "أوباما"، وإن كانت قد اقتصرت على التوبيخ الضمنى للإدارة الأمريكية الحالية، التى امتنعت مؤخرًا عن استخدام حق النقض "الفيتو" على مشروع قرار بمجلس الأمن الدولى، ما أدى إلى التصديق عليه، والذى بموجبه تكون إسرائيل مطالبة بوقف بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المحتلة.

 

اجتماع مجلس الأمن للتصويت على قرار إدانة الاستيطان
اجتماع مجلس الأمن للتصويت على قرار إدانة الاستيطان

قبل التصويت على قرار مجلس الأمن بإدانة المستوطنات، الذى قدمت مشروعه أربع دول، هى: نيوزيلندا، وفنزويلا، وماليزيا والسنغال، طالب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بعد مناشدة إسرائيلية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إدارة باراك أوباما بوقف تمرير هذا القرار، الذى قال إنه سيضعف من جدوى مفاوضات السلام، ولكنه تابع فى تحدٍّ: "بالنسبة للأمم المتحدة، فإن الأمور ستختلف بعد 20 يناير"، بحسب سلسلة تغريدات له تعليقًا على القرار.

وأضاف مشهد مجلس الأمن الدولى إلى مساحة التوتر الواضحة، والمتصاعدة، بين الديمقراطيين والجمهوريين، خاصًة بعد سماح إدارة "أوباما" بتبنى قرار ضد إسرائيل لأول مرة منذ نحو 8 سنوات، ما مثَّل مفاجأة وتصعيدًا غير متوقعين، كما ترك الساكن الجديد للبيت الأبيض والداعم لدولة إسرائيل، دونالد ترامب، ليخوض صدامًا جديدًا مع الأمم المتحدة لوقف العمل بالقرار، كما ألمح فى تغريداته.

 

أوباما يهاجم الحزب الجمهورى ويعتبر فوز "ترامب" انحرافا

خلال مقابلة باراك أوباما التى استغرقت 50 دقيقة، أكد الرئيس المنتهية ولايته ثقته فى أن الحزب الديمقراطى لن يكون مصيره مثل أحزاب أخرى اتجهت نحو اليسار المتطرف، وقارنه بالحزب الجمهورى، قائلًا: "إن ترامب خرج فى فترة انجرف حزبه بعيدًا عما نسميه التوافق الجماعى حول القضايا، مثل التغير المناخى، والطريقة التى يعمل بها الاقتصاد".

يُذكر أن أزمة "التغير المناخى" تشكل نقطة خلاف بين الطرفين، إذ أعرب دونالد ترامب عن نيته فى الانسحاب من اتفاقية باريس، المعنية بالسيطرة على التغيرات المناخية وكبح جماح درجة حرارة الأرض، حال فوزه فى الانتخابات، بعدما وصف القضية بـ"الخدعة".

وقبل أسبوع، ألغى الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما برنامج تسجيل دخول كان يستهدف المسلمين والعرب القادمين لأمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وتم تعليق العمل به عام 2011، ليقطع بذلك الطريق على الإدارة الجديدة، من أن تقوم بإعادة إحيائه، خاصة أن "ترامب" ألمح إلى أنه يريد أن يتبنى برنامجًا مشابهًا لمكافحة الإرهاب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة