سحر عبد الرحمن

الأسد يسترد عرينه.. حلب الصامدة

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطالعنا وسائل الإعلام اليومية بمشاهد وأحداث مؤلمة وجارحة لما يحدث لأهالينا ونسائنا وأطفالنا فى حلب الباسلة التى عانت وما زالت من جحيم ونار الإرهابيين والمتطرفين وكل من جاء من قوى الشر من كل مكان لاحتلال ونشر الإرهاب والدماء وتدمير التاريخ والحضارة لهده الأرض الغالية على كل إنسان وعلى كل سورى وأيضًا عربى، ولمن لا يعرف حلب فهى أكبر المدن السورية حيث تخطى عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة، كما تعد أقدم مدينة فى العالم حيث تعاقبت عليها حضارات عدة مثل الحيثية والآرامية والأشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، كما تعد حلب من أقدم المدن المأهولة بالسكان فى بداية الألفية السادسة قبل الميلاد، كما تعتبر عاصمة اقتصادية لسوريا فى العصر الحديث لأنها تضم أهم المعالم الصناعية كما تشكل مركزًا للمناطق الزراعية، كما صنفتها اليونسكو من أهم مواقع التراث العالمى عام 1986 كما كانت عاصمة الثقافة الإسلامية للمنطقة العربية عام 2006، وتميزت "حلب" بتعدد الطرز المعمارية الموجودة بها وبالأسواق التاريخيه مثل سوق خان الحرير الذى بنى فى القرن الـ16 وغيره من الأسواق والساحات العتيقة كما كانت مركزًا مهمًا للعلم والتعليم والفن والفنون والتجارة والصناعات التقليدية والحديثة ومركزًا سياحيًا ورياضيًا ومسقط رأس العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين ورواد الفن والإبداع.. لكل ما سبق وأكثر يكون الألم شديدًا عندما نرى الدمار والخراب والدماء التى ارتوت بها هذه الأرض الطيبة من الشهداء الذين فقدوا حياتهم جراء القتل المستباح من قبل المتطرفين والإرهابيين من جبهة النصرة وداعش والميليشيات المجرمة التى تم تمويلها من دعاة التخريب والدمار للوطن العربى والذين تلوثت أياديهم بدماء الرجال والنساء والشباب والأطفال العزل الذين خرجوا من ديارهم وأوطانهم وفقدوا حياتهم وأحباءهم وأهاليهم.
وعندما نتابع عمليات الإجلاء والنزوح التى تجرى الآن لأهالينا من سكان حلب من قبل النظام السورى وبمساندة الروس وبالتنسيق من تركيا وإيران نشعر بالألم والأسى بعد ما أصبحت سوريا فريسة للتدخل الخارجى ومسرح لتصفية الحسابات بين الدول والأنظمة المتناحرة ويزداد المشهد عبثًا عندما نرى الشجب والمباحثات التى تجرى وتحدث فى مجلس الأمن والأمم المتحدة والبيانات التى تخرج من مندوبى ومتحدثى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من الدول التى مولت بكل ما تملك الإرهاب والدمار والخراب فى حلب وسوريا كلها ومصر وليبيا واليمن وكل المنطقة العربية من أجل إشعال النيران فى المنطقه بأكملها. 
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل سيستمر النظام السورى ورئيسه "بشار الأسد" فى تحرير باقى المناطق السورية التى سيطر عليها واحتلها الإرهابيون تحت مسمى وشعار المعارضة التى تؤيد الثورة وتطالب بالحرية والديمقراطية والتى تتلقى الدعم والتمويل من الأنظمة الفاشية الديكتاتورية الذين هدموا سوريا وقتلوا وشردوا شعبها من أجل القضاء على شخص "بشار الأسد" الذى يتعاون مع روسيا وإيران من أجل إنقاذ سوريا الدولة والوطن والشعب الذى أجبر على الخروج من وطنه وبيته للموت على شواطئ الدول الغربية وفى مخيمات اللاجئين.. فهل ستحرر باقى المدن السورية وهل سيتم تطهيرها من الإرهابيين وهل ستجفف منابع تمويل مجرمى داعش والمعارضة وجبهات الخراب بعد ما أثبت فشل مخططاتهم ومحاولاتهم المستديمة لإسقاط سوريا والقضاء عليها.. وأنا هنا لا أدافع عن شيء إلا الوطن والشعب السورى العظيم الذى يستحق الحياة بكرامة فى وطنه.. لم تكن الثورة التى يريدها الشعب السورى وكل الشعوب من أجل الدمار والخراب والقتل لكنها من أجل الحرية والكرامة والتنمية التى لم يريدها القتلة والإرهابيون.. فلترفعوا أيديكم عن سوريا وشعبها ولتتركوا الشعوب تقرر مصائرها فى ظل الشرعية ومؤسسات الدولة والحفاظ على مقدرات الأوطان، لقد ضرب "بشار الأسد" ونظامه المثل فى الصمود أمام مخططات إسقاطه والقضاء عليه والتى لم يكن يختلف عليها أحد منذ بداية الثورة السورية وإن كان عليه أن يسدد فواتير التعاون مع روسيا وإيران من أجل الحفاظ على الوطن والشرعية ولم تكن مهمته بالسهولة التى يتصورها البعض وهو يواجه العالم كله الذى اتحد من أجل إسقاطه وتمزيق وتقسيم سوريا، وما زالت الحروب المعلنة وغير المعلنة قائمة بالرغم من التغيير الذى طرأ على موازين القوى وصراعات الدول بعد انتخاب "الرئيس الأمريكى ترامب" الذى أعلن موقفه للإبقاء على نظام بشار الأسد وتعهده بالتعاون معه للقضاء على الإرهابيين ومطالبة السعودية وقطر بإعادة بناء سوريا بعد تدميرها، وكذلك إجبار روسيا لتركيا لدعم الشرعية ونظام بشار الأسد"، واليوم والرئيس السورى يجنى ثمار صموده عليه أن يثبت لشعبه أولاً قدرته على الحفاظ عن الوطن وصموده ضد التدخل الأجنبى فى سوريا تحت أى ذريعة حتى تستعيد حلب وكل سوريا حريتها وكرامتها وقوتها ومقدرتها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الاسد والقرود

الاسد يسترد عرينه والقرود تعود لكهوفها

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابو ادم

الدب يسترد عرينه الشرق الاوسط

صدام بالرغم من افعاله فى العراق الا انه لم يستعن رسميا بدولة اجنبية كامريكا وروسيا لقتل شعبه بعد الصاق تهمة الارهاب عليه بشار لاشىء بدون بوتين والخمينى ونصر الله ؟وااااااهم من يظن ان الوضع انتهى فى سوريا وعم السلام او سوف يعم السلام بعد ان يستولى بوتين على المدن السورية من (الارهابيين) طالما بشار البابيت البوتينية فى سدة الحكم لن تهدأ سوريا و يجب استبدالها بابيت اخرى بوتينية على الاقل حتى يكون هناك بصيص ضوء و امل للحل السياسى ووحدة الشعب السورى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة