أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

أسلحة الحرب ضد الفساد

السبت، 05 نوفمبر 2016 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يعرف الناس أسرار الفساد ويخافون من البوح بها، يكون المجتمع فى أزمة حقيقية، فتنتشر الشائعات التى تضرب الشرفاء والأبرياء مع الفاسدين والمرتشين، وفى مصر المشكلة مزدوجة وتنطلق الاتهامات بسرعة الصاروخ وتسير الإجراءات ببطء السلحفاة، فتتحول العدالة من ناجزة إلى مؤجلة، ويأخذ الفاسدين هدنة مريحة يعيدون فيها ترتيب أوراقهم والتلاعب فى أدلة اتهامهم.
 
الفساد يتسلل متخفيا مثل الشبح، والأهم من اكتشافه ان تنجح الدولة فى ضربه بيد من حديد، والصعوبة اختلاط الثروة بالنفوذ والقوة وأصحاب لنفوس الضعيفة، وإياد مرتعشة تخاف من التصدى والمواجهة فينكل بها الفاسدين، وهنا مربط الفرس وأصل الحكاية، وطوبير طويلة من رجال الأعمال يحصدون خيرات الوطن دون دفع حقوق الوطن، بل يبحثون عن المزيد.
 
توحش الفساد ينبع من قوة الفاسدين، فهم يستطيعون شراء الذمم والضمائر والألسنة والأقلام والفضائيات، ويجدون متطوعين وبالأجر يدافعون عنهم ويحاربون معاركهم وينكلون بمن يحاول الاقتراب منهم.
 
والحل فى الشفافية التى هى بنت الديمقراطية، والاثنتان لا تُمنحان بالقوانين والإجراءات فقط، وإنما بنظام صارم يكشف ولا يخفى ويتجرأ ولا يخاف، فهل نحن على استعداد، مثلا، لترسيم الحدود بين السلطة والثروة، والاستفادة من تجربة الماضى القريب، حيث كان «المكوشين» على خيرات البلد فى عهود سابقة، هم أول القافزين من السفينة عندما تعرضت للغرق، وتنقلوا فى سلاسة وبجاحة من حضن الإخوان إلى ميادين 30 يونيو؟، وغيروا هوياتهم وأسماءهم وألسنتهم ووجوههم، جريا وراء السلطة أينما تكون.
 
يقول المثل «إذا أردت أن تنظف سلم بيتك ابدأ بالدرجات العليا»، يعنى الكبار وأصحاب المناصب والنفوذ يجب أن يكونوا القدوة والمثل، وأن تطبق القوانين على الملياردير قبل الموظف الغلبان، وأن يكون السادة الوزراء قدوة ومثلا، حتى لا يتم توظيف السلطة لخدمة الثروة، وهى لا تقل خطورة عن توظيف الأديان.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة