أكرم القصاص - علا الشافعي

سعد الدين الهلالى فى لقاء مع طلاب جامعة القاهرة: الخطاب الدينى أغفل 4 أخماس الدين.. الحاكم والوزراء مسئولين عن تيسير أمور البشر.. البعض قدم التدين كعضوية فى جماعة.. والقرآن لم يقل أن الإنجيل محرفا

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 12:21 ص
سعد الدين الهلالى فى لقاء مع طلاب جامعة القاهرة: الخطاب الدينى أغفل 4 أخماس الدين.. الحاكم والوزراء مسئولين عن تيسير أمور البشر.. البعض قدم التدين كعضوية فى جماعة.. والقرآن لم يقل أن الإنجيل محرفا سعد الدين الهلالى فى لقاء مع طلاب جامعة القاهرة
كتب وائل ربيعى – أحمد حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عقدت جامعة القاهرة، لقاءا مفتوحا بين الطلاب والدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، قال فيه إن كل إنسان سيد قراره، بقول الله تعالى: "وكل إنسانًا ألزمناه طائرًا فى عنقه"، مشيرا إلى ما قاله رئيس جامعة القاهرة فيما يتعلق بأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، مستنكرًا التحدث بصفة الجمع وباسم الشعب، فلا يتحدث باسم الشعب سوى الشعب.

 

وأضاف الهلالى، خلال لقائه المفتوح بجامعة القاهرة، "أنا مش عايز عصبية أنا عايز أمر العقل، اللى أنت شايفه صالح اعمله"، مضيفًا: "دلوقت أنت كبير ما ينفعش تعتمد على حد..  ولو رئيس جامعة القاهرة أمرك بإحضار ولى أمرك ستشعر بالخجل، وكذلك فى العمل والدين".

 

وأردف الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الدين جاء ليخدم البشرية وليس العكس، موضحًا أنه لولا حاجة البشرية للدين لم يكن الله لينزله، قائلًا "لو كنا جايين علشان نخدم الدين كان بقى ممنوع تفسيره وكان كل شئ أخبره الوحى للنبى لكن انقطع الوحى وجعل البشر هم من يطوعون النص على عدة محاور متعددة"، مضيفًا: "هناك مقاصد متعددة لألفاظ الدين ولهذا السبب اختلف الفقهاء فى المسائل الشرعية"، لافتًا إلى أن كلهم على صواب لأن المعنى يحتمل الاجتهادات.

 

وذكر الهلالى، أن الخطاب الدينى أغفل 4 أخماس من الدين وركز على المناسك فقط تاركا النفس والحياة، مضيفا: "اعتبر الدين زى ماما بتخاف عليك، لما تلاقى واحد وزير أمه تقوله اللى يهمنى صحتك وليس الوزارة وأنت كدة هتضيع نفسك تغور الملايين أهم حاجة صحتك".

 

وتابع الهلالى، أن الدين يقول نفس ما تقوله الأم لولدها فيقول له حافظ على نفسك، قائلا: "الدين بيقولك خلى بالك من نفسك وعلمك وحياتك، فإن لبدنك عليك حق ولعينك عليك حق، مارس رياضة أوعى تسيب نفسك لشىء يقهرك وحافظ على مالك وعرضك وعقلك وليس الصلاة والصوم فقط".

 

وقال الدكتور سعد الدين الهلالى: "ما يحزننى أن البعض قدم  لنا التدين على أنه عضوية جماعة، وغفلوا أن تدينى لله وليس للجماعة، ودينى لله وليس لجماعة أو غيرها".  وأضاف أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال تعافوا الحدود فيما بينكم بمعنى استروا على أنفسكم، وقال أيضا: ادرءوا الحدود بالشبهات"، قائلا: "خلى قلبك حنين مثل قلب النبى، الذى رفض إقامة الحد على أحد المسلمين، وقال له اتق الله وارجع واستغفر الله وتب واذهب وارجع فقد غفر الله لك حدك".

 

وتابع الهلالى أن هناك قولا نصفه حنفى ونصفه شافعى أن التوبة تسقط الحد وبابها مفتوح، مؤكدا أن الخطاب الدينى يؤدى إلى فتنة فى الدولة والقانون، قائلا: "لما تلاقوا مخرج مش عاوزين ترحموا الناس ليه، ومن حقك تختلف وتتفق مع الفقه".

 

وأكد الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، أن الدين هدىٌ داخلى بين العبد وربه ولا علاقة لأحد به، قائلا: "الحاكم والحكومة والوزراء مسئولين عن تيسير أمور البشر وليس لهم علاقة بالدين".

 

وأردف الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه، إنه على الشخص عدم إلزام الآخرين بقناعته، فمن يؤمن بالإنجيل يؤمن والعكس صحيح، مضيفا: "الله قال لرسوله الكريم: كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله، وعيسى بن مريم أتيناه الإنجيل فيه هدى ونور، مصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين"، مؤكدا أن هذا الكلام جاء للرسول عليه الصلاة والسلام ولم يقل إن الإنجيل محرف، مستشهدا بقول الله تعالى فى كتابه الكريم: "ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون".

 

وتابع الهلالى، "اتركوا الدين لله لأنه لا يستطع أحد احتكار الدين والقول بصحيح الدين وبطلانه، وإذا رمينا بعضنا بالبطلان ستكون حربا، اترك غيرك يذهب للإجابة التى يراها، اختار من الدين الذى يهواه قلبك واللى تاعبك شيله واللى مريحك امشى عليه".

 

وقال: "الدين أصبح نكد داخلى وخارجى من يسافر أوروبا وأمريكا يعرف النكد الحقيقى فى التفتيش ونظرات الريبة التى ينظر بها إليه الجميع لأن هناك تصديرا لقضية الحاكمية فى أننا كمسلمين جئنا لنحكم الأرض ولا نعترف بحكم الإنسان لأخيه الإنسان على أى دين"، مشيرا إلى أن النكد على المستوى الداخلى يأتى فى الاختلاف على إطلاق اللحى من عدمه مثلا، قائلا: "اللى مربى دقنه مسلم ممتاز ومن لم يطلقها مسلم درجة ثانية، فصار التمايز بيننا بشكل نعتقد أنه دين وكل ما يقال مسائل فقهية اختلف فيها الفقهاء".

 

وأكد، أن ما يستهدفه أعداء الوطن هو "التطييف"، وأنهم يحتاجون لنجاحه زعامة دينية، قائلا: "قدموا لنا الدين على أنه قانون والحقيقة أن الدين هدى، والقرآن الكريم يحمل وجوها وليس وجها واحدا، وهو هدى وليس قانون أو دستور، ومقولة القرآن دستورنا خاطئة، فهو هدى مثل النور".

 

وأضاف الهلالى، أن الدين أصبح سببا من أسباب التمايز بيننا، قائلا: "النكد ده كله أتى من فكرة التطييف وجعل المسلمين طوائف وجماعات، وفى كازاخستان يعتقدون أن النبى محمد حنفى المذهب لحبهم فى هذا المذهب".

 

وعلق الهلالى، على أحد الأسئلة خلال لقائه بطلاب جامعة القاهرة، حول حرية الملحدين فى الابتعاد عن الأديان، بعد تصريحه بأنه لابد من ترك الناس يفكرون واعتناق ما يرتاحون له، قائلا: "الإجابة موجودة فى الآية رقم 29 من سورة الكهف التى قال فيها الله عز وجل: وقل الحق من ربكم فمن شا فليؤمن ومن شاء فليكفر".

 

من جانبه، قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن الله خلق الكون على قاعدة الاختلاف فى كل شىء، وأنه لابد من الحرص على قيمة الاختلاف، قائلاً: "كيف نتفق ونختلف ونحن أصدقاء وأحباء وندرك أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية"، مؤكدا أن الدين واحد إنما التدين متعدد، فالدين دين الإسلام، وعندما كان الوحى وأصلاً من السماء للأرض لا أحد يتحدث غير الوحى والنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما انقطع وحى السماء عن الأرض أصبح هناك نصوص يتم فهمها بإقامة تدين على أساسها وفهم البشرية قد يختلف من عالم لآخر ولا يجوز لأحد أن يحتكر فى هذا الفهم الحق.

 

وقال: "لا يجب أن يتسلط أحد على تدين أحد لأن التدين يرتبط شخص ولن يدخل أحد الجنة بعمله ولكن بأمر الله عز وجل لذلك فأمر كل منا له عز وجل، وعندما ضاق عقل المسلمين أصبح كل منا قيما على الآخر، الذى ينصب الميان بالقسط ويحكم بين الناس هو الله عز وجل".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة