قرأت لك.. "حياتنا وإن طالت": إكسير الشباب سهل تحقيقه.. لكن ما الفائدة؟

الأحد، 13 نوفمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. "حياتنا وإن طالت": إكسير الشباب سهل تحقيقه.. لكن ما الفائدة؟ كتاب حياتنا وإن طالت
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أتمنى أن تكون يداك دائما مشغولتين، وأن تكون قدماك دائما سريعتين، وأن يكون لك أساس قوى، عندما تهب ريح التغيير، أتمنى لقلبك أن يكون دائما فرحا، وأن تتردد دائما أغنيتك، أتمنى أن تعيش إلى الأبد فى شباب دائم" هذه إحدى كلمات أغنية "شباب إلى الأبد" التى كتبها الفنان الأمريكى الحاصل على نوبل مؤخرا، بوب ديلان" والتى استشهد بها جوناثان سيلفرتاون فى كتابه المهم "حياتنا وإن طالت.. علم دراسة طول العمر والشيخوخة" والذى صدرت ترجمته عن سلسلة "عالم المعرفة".

 

والمؤلف المتخصص فى علم البيئة ويعمل فى الجامعة المفتوحة بمدينة ميلتون كينز بإنجلترا، يرى أن السؤال الحقيقى الذى يجب أن يوجهه الإنسان لنفسه هو لماذا يطول العمر؟ وفى الكتاب يتتبع بما يطلق عليه هو فسيفساء حيث يذهب إلى أن كتابه عبارة عن سلسلة من الألغاز المتصلة، وأن أحجية طول العمر هى مجرد الأحجية الأولى فى عمر الكائن البشرى على هذه الأرض.

 

وفى الكتاب يعتمد جوناثان على كثير من الثقافات والعلوم فنجد حكايات تاريخية ومقطوعات أدبية سردية وشعرية ونجد نيوتن وشكسبير وداروين معا يحكيان عن الإنسان ماضيه ومستقبله، هذا المزج صنع نوعا من المتعة التى بسطت النظريات العلمية المعقدة وقدمتها بطريقة قابلة للاستيعاب.

 

الكتاب يجعلنا أحيانا نحسد الكائنات ونقول لماذا ليس لنا جميعا حياة قصيرة مثل الميكروبات؟ وهذا السؤال يمكن أن تجد إجابته بعمل مقارنة بين أنواع إحيائية عديدة، لأن كلا من هذه الكائنات الدقيقة تمثل تجربة فى التطور تحمل فى طياتها معرفة جديدة.

 

كما ينطلق الكتاب فى جزئية أخرى مهمة من سؤال هى ما الشيخوخة، وكم نستطيع أن نعيش إن كان من الممكن إلغاؤها؟ كذلك مدى تأثير الوراثة على طول العمر ويكشف بأنه لو حدث تعديل بسيط فى جينات معينة موجودة داخل الحيوانات يمكن أن يؤدى إلى إطالة الحياة بدرجة كبيرة للغاية.

 

ويتوقف الكتاب عند الفلسفة، فيرصد أن أرسطو كان أول بيولوجى لملاحظته أن النباتات هى الأطول عمرا بين الكائنات، كما يتوقف كثيرا عند "دارون" ونظريته "النشوء والارتقاء" ومنطقه "البقاء للأصلح" ويبدو أن جوناثان مؤمنا بها، لأنه يتحدث عن ملايين السنين التى عاشتها هذه الأرض بكائنات وحيدة الخلية، لدرجة أنه يذهب إلى أن الإنسان كائن وحيد الخلية لأنه ينشأ من بويضة ثم يتكاثر بعد ذلك.

 

ويقول المؤلف إن الحياة بدأت مع كائنات دقيقة وسريعة الزوال واستمرت كذلك مليارى سنة، وجاءت الخطوة الأولى من إطالة الحياة من الكائنات وحيدة الخلية إلى تآلف من الخلايا التى تشكل الكائنات المتعددة الخلايا القادرة على الاستبدال والإصلاح الذاتى.

 

يرى جوناثان أن الجميع يبحثون عن إكسير الشباب، ومن هنا يبشر الجميع بأن القارئ للتاريخ البشرى يعرف جيدا أنه رغم أن الإنسان عجز عن هزيمة الشيخوخة لكنه حدثت زيادة هائلة فى معدل طول حياة الإنسان منذ العام 1840، حيث زادت 15دقيقة لكل ساعة فى مدة الحياة على مدى السنوات السبعين الماضية، ويرجع كثير من ذلك إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال، ولكن أيضا ساهم فيها تحسن صحة الكبار، كما يرتبط ذلك بالحالة المادية الجيدة للأشخاص، فكلما كانت الدخول أعلى كان الأعمر أطول.  










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة