أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد أيوب

هل تحمى منظمة العمل العربية السخرة القطرية؟

الجمعة، 11 نوفمبر 2016 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالمال تفعل ما تشاء، ليس مهما أن تكون محترما، لكن بالمال تملك أن تشترى سمعة الاحترام، حكمة قطرية ثابتة، أكدتها الأحداث والأيام، فضيحة خطف تنظيم كأس العالم بالرشاوى يعرفها الجميع وكانت أحد الأسباب التى أطاحت بمجلس إدارة الفيفا، لكن بقيت البطولة فى قطر ببركة الدولارات، ورغم ذلك فكل هذا مقبول ومتوقع لكن ما لم أكن أتوقعه أن تغير منظمة عريقة مثل منظمة العمل العربية ضميرها وتضحى بسمعتها وتخالف مبادئها من أجل قطر، فتصدر تقارير تجاملها على حساب العمال الغلابة وعلى خلاف الواقع وعكس الحقيقة.
 
القصة ببساطة أن قطر أرادت أن تنفى الاتهامات التى تلاحقها دوليا بسبب سوء معاملة العمالة الأجنبية الموجودة لديها والتى تصل إلى حد السخرة.
 
كانت مشكلة قطر فى مواجهة هذه الاتهامات أنها لم تستطع أن تنفيها لترد على تقارير المنظمات الدولية أو حتى ما كتبته صحف ومجلات غربية، لأن تلك الوقائع ثابتة بالدليل وبشهادات من الضحايا أنفسهم، ولهذا كان الحل أن تبحث دويلة تميم عن جهة تملك التأثير عليها لتصدر تقرير يغير الواقع ويبدل الحقائق.
 
ولم يكن أمامها أفضل من استغلال الدورة 85 لمنظمة العمل العربى المنعقدة فى الدوحة نهاية أكتوبر الماضى فطلبت من المنظمة تشكيل لجنة عاجلة لزيارة المنشآت العمالية بها لإعداد تقرير عن ظروف العمل وأحوال العماله وبيان مدى التزامها باتفاقيات العمل العربية والدولية.
 
كان الطلب القطرى مغلف باستغاثة تبدو بريئة باعتبارها دولة عربية تحتاج تقريرا من المنظمة يساندها ويبرئها من الجرائم تلاحقها ويعزز موقفها لتنظيم كأس العالم 2022.
 
ولأن قطر تعرف كيف تحقق أحلامها وكيف تؤثر فى اتجاه القرار فى الكثير من المنظمات فقد استجابت منظمة العمل العربية سريعا وشكلت فريقا نفذ ما طلبته منه الدوحة حرفيا، فلم يرى أى إساءات للعمال ولم يسمع عن أى انتهاك لحقوقهم ولا سخرة فى معاملته ، ولا استعباد له ، وإنما صك مسودة تقرير سيصدر قريبا لا يوجه أى لوم لقطر، بل أبدع فى الإشادة بالمعاملة القطرية للعمالة، فوصف التجهيزات المتعلقة بسلامة العمالة بالممتازة، وأكد أن العامل فى قطر يحظى بمعاملة كريمة، يعنى من الآخر لا سخرة ولا إساءة ولا إهدار كرامة، فحسب مضمون تقرير المنظمة العربية فدويلة قطر تعطى العمالة أكثر مما يستحقون.
 
وحسب ما أكده أحد مسئولى المنظمة الغاضبين مما حدث، فهذا التقرير المجامل لدويلة قطر والذى تجاهل عمدا كل التقارير الدولية التى تكشف فضائحها فى حق العمال، إن صدر فهو يسىء للمنظمة نفسها ويجعلها هى وكل من يعملون بها موضع شبهات، ويطعن فى أى تقارير يصدرها عنها بعد ذلك، فالقاصى والدانى يعرف كيف تعامل العمالة فى هذه الدولة، وكيف تهان كرامتهم، فأغلب العمال الأجانب فى قطر وبينهم، وهذا ما تخشاه الدوحة،  العمال المشاركون فى إنشاء البنية التحتية لكأس العالم 2022، يتعرضون لاستغلال جسيم، يشمل العمل القسرى حتى أن بعض التقارير الدولية وصفت حال العمال فى قطر بأنهم "عبيد القرن الـ21" فهذه العمالة أيا كانت جنسياتهم، - إلا طبعا من ينتمون لدول تملك حمايتهم -  لا تتمتع بأى حقوق، فالرواتب تدفع لهم فى فترات متأخرة أو لا تدفع أصلا لا يملكون الاعتراض، يعيش أغلبهم فى أماكن تشبه الأوكار التى لا تصلح أبدا لسكن البشر ولا يستطيعون أن يطلبوا بديلا، يعملون بالإجبار فوق ساعات العمل، ويؤدون أعمال فيها من الخطورة ما يعرضهم للموت، ولا يملكون حتى المطالبة بحمايتهم.
 
كل هذا يحدث فى قطر، ومسودة تقرير لجنة منظمة العمل العربية يؤكد أن قطر واحة الأمان للعمال، فهل هذا منطق تقبله المنظمة وقياداتها على أنفسهم.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة