أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام شلتوت

الجوهرى بطل الكرة.. أعاد جنود 67.. ومعاه رحنا المونديال

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لا يعرف البعض، أو جيل كامل، أن جنرال الكرة المصرية والعربية والأفريقية، لم يكن نجما كرويا لاعبا ومدربا فقط، بل إنه ضمن قائمة تضم 15 مدربا هم الأفضل فى العالم، بحسب الفيفا فى العام 2004.. وكرمه الاتحاد الأفريقى بتونس العاصمة فى العام نفسه على هامش «كونجرس» الكاف.. وبطولة أمم أفريقيا بتونس أيضاً.
 
العام 2004 كان بداية وصول المهندس هانى أبوريدة لمقعد المكتب التنفيذى للاتحاد الأفريقى فى يوم عصيب وأمام منافس شرس هو صهر الرئيس التونسى المطرود على زين العابدين.. سليم الذى فاز بمقعد الفيفا تحت تهديد السلاح!
 
للأجيال التى لا تعرف إلا جوهرى مونديال 90.. وبدء الاحتراف.. وتدريب اللدودين.. الأهلى والزمالك.. بل إطلاق الأشقاء السعوديين عليه اسم «سانتانا» العرب.. حين كان صاحب الاسم هو المدرب البرازيلى ذائع الصيت وصاحب أفضل عروض مع السامبا وقت فالكاو.. وسقراط وجونيور.
 
• يا سادة.. الجوهرى، رحمه الله.. كان مثل العديد من نجوم كرة الهواية لا عمل له، لهذا فإن المشير عبدالحكيم عامر، رحمه الله، كان مولع بالكرة، قام بتجنيد العديد من النجوم وإعطائهم رتبًا شرفية.. ومنهم الجوهرى!
الرجل كان محسوبا على سلاح الإشارة.. لهذا.. وحين حدثت نكسة «67» بادر مسرعا للوصول لقيادة الإشارة ليتسلم مهامه!
 
• يا سادة.. الراحل الكبير بعمله.. فاجأ قيادته بأنه «إشرجى» جامد!
 
نعم.. فقد وجدوا فيه رجل الإشارة القوى والعليم ببواطن علوم السلاح!
 
أوكل للجوهرى مهمة الربط بين القيادة ورجال الجيش على الجبهة، بعدما بدا واضحا أن عودة المشاة بعد الانهيار أمر شاق، وكان يفترض تقليل المخاطر بالطبع.
 
• يا سادة.. الجوهرى، رحمه الله.. الذى لم يكن يعمل هاويا أبدا فى زمن الهواية.. تعامل كمحترف مع سلاح الإشارة.. كما حكى لنا.
 
الجنرال أكد أنه فور علمه بالالتحاق بسلاح الإشارة.. قام بشراء واستعارة كل الكتب وذهب لحضور العديد من المنتديات التى يمكن له أن يتزود عبرها بما يعينه على فهم وهضم أدوات الإشارة، بل والتعامل كأحد أفراد هذا السلاح.
• يا سادة.. الرجل ذهب وتسلم مهماته وسريعا بدأ العمل.. وفى يده أوراق الشفرات.. وحلولها، ومعه الأجهزة!
 
الحكاية بدأت.. والرجل وضع العديد من الحلول عقب كل أمر كان يوكل له توصيله للجبهة، ليسهم فى عودة رجال مصر بأمان، وقيل إن نسبة الخسائر البشرية هبطت بشدة مع وجود محمود الجوهرى على جهاز، أو أجهزة الإشارة!
• يا سادة.. رغم رفض الجوهرى، رحمه الله، الكلام عن أسرار عسكرية حين قص علينا قصة الإشارة.. فإنه أكد أن رجالاً فى هذا البلد، لا يوجد لهم مثيل.. فهم جنود بقلوب أسود لا تعرف الخوف، وصدور فسيحة تعرف الإنسانية وترفض النجاة بأنفسها، موضحا أن قيادات كان يمكنها المغادرة من تحت قصف الطائرات الإسرائيلية، لكنهم ظلوا فى مواقعهم حتى يخرج جنودهم إلى مناطق آمنة!
 
• يا سادة.. المفاجأة.. أن قيادة القوات المسلحة عقب إقرار النكسة، وبدء تجديد دماء قواتنا المسلحة.. وتنحية كل من لا تؤهله إمكانياته عن مقاعد القيادة.. بدأت فى تكريم كل من قدم لمصر عملاً جليلاً حتى وهى فى مرحلة «نكسة»!
 
المفاجأة.. كانت إبان التكريم.. فبين الأسماء شهداء وأحياء.. إلى أن أعلن مذيع تجمع التكريم باحد قاعات منشآت قواتنا المسلحة.. ولاحظوا لم يذكر المكان رغم مرور أربعة عقود.. يعنى 40 سنة وأكتر!
 
تمت مناداة اسم محمود الجوهرى.. الكامل.. ليقف متوجهاً إلى حيث توجد القيادات!
 
كل خطوة.. كان يمشيها.. جاءت كفيلة بزيادة حالة الدهشة فالوجه الذى يقترب من المنصة هو وجه مألوف!
 
بالطبع هو النجم وقتها محمود الجوهرى... ومن لا يعرفه!؟
 
• يا سادة.. صعد الجوهرى وعيناه مغرورقتان بالدموع.. لأن تكريمه يأتى والبلد فى حالة نكسة!
 
• يا سادة.. علنى تذكرت تلك الحكاية اليوم، التى قالها لى الجنرال فى العام «1997».. لأعطى لأجيال قادمة بارقة أمل فى أن هذا الوطن يحتاج لأبنائه.. فهل يسمعوه!
 
يلا بينا نترحم على الجنرال.. ونقول: مصر فى حاجة لكل جوهرى يعمل ويؤمن بالعلم والمعرفة!

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة