أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

المعركة مع التطرف والإرهاب ممتدة

الأحد، 02 أكتوبر 2016 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن ما زلنا نتحدث خطاباً قديماً عن توصيات «العطيفى» أو لجنة العدالة الوطنية
 
 
محاولة اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز، والرسالة التى أراد الإرهابيون إرسالها لنا، تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك، أنهم ينفذون من حالة الاسترخاء الأمنى والاحتقان السياسى، خاصة إذا ما قرأنا تلك المحاولة فى سياق الاعتراف السلفى فى اغتيال الشهيد «ناهض حتر».. وليس حال النخب المدنية والمعارضة أسعد حالا من النخب الحاكمة.
 
النخبة المدنية وافقت ضمنا على تديين القضية. تارة بقبول بعضها «الحلول العرفية»، الأمر الذى يعنى أننا نعود إلى ما قبل الدولة. والبعض الآخر يعتمد على «بيت العائلة»، الأمر يعنى أننا نعود لما قبل الدولة الحديثة! ناهيك عن فوضويين يسعون إلى هدم الدولة، ولا أحد يهتم بأن الدولة تتفكك والأمة تتحلل، والسنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك شهدت انتهاء العمر الافتراضى لعوامل الاندماج القومى، ونحن ما زلنا نتحدث «خطابا قديما» عن توصيات «العطيفى»، أو لجنة العدالة الوطنية.. إلخ، وما حدث مؤخرا فى المنيا، والخلاف الذى حدث حول تأييد الكنيسة للرئيس السيسى فى نيويورك، وتسييس ما هو دينى وتديين ما هو سياسى، والتمرد الشبابى ما بين التشدد الدينى والإلحاد.. مؤشرات تنبئ بما لا تُحمد عقباه. منذ أكثر من ثلاثين عاما أتابع قضايا المواطنين المصريين الأقباط، تارة كصحفى، وأخرى كباحث، ولاحظت أن لا أحد ينظر إلى تلك القضية من منظور أزمة الدولة المدنية الحديثة، ولم يلحظ أحد أن أول تجليات الأزمة كان عام 1911 «المؤتمر القبطى» ومن1911 وحتى «أحداث العمرانية» 2010 مضى قرن من الزمان، وتبوأ الحكم فى مصر أربعة ملوك «عباس حلمى، حسين كامل، فؤاد، فاروق»، وثلاثة رؤساء «عبدالناصر، السادات، مبارك». شهد هذا القرن «65»حكومة، «42» فى العصر الليبرالى منذ حكومة بطرس غالى باشا 1910، وحتى حكومة على ماهر باشا 1952، بتكليف من الملك فاروق، و«7» حكومات فى عهد ناصر، و«7» فى عهد السادات، و«9» حكومات فى عهد مبارك، كل ذلك والمشكلة الطائفية قائمة بشكل أو بآخر. فى العصر المسمى الليبرالى، وفى فبراير 1934، فى حكومة عبدالفتاح يحيى باشا، أصدر العزبى باشا وكيل وزارة الداخلية الشروط العشرة لبناء الكنائس التى سببت %76 من الأحداث الطائفية. ارتبط ذلك بإسقاط دستور 1923، وإعلان دستور صدقى 1930، وظهور جماعة الإخوان المسلمين وتحالفها مع صدقى.. بل وفى ظل زخم زعامة النحاس للأمة تم «تجريس» حزب الوفد فى الأربعينيات من القرن الماضى، على أنه «حزب نصرانى».. أسس لهذه الحملة أيضا الإخوان المسلمون، وللأسف شارك فيها كتاب كبار مثل العقاد. ومن العصر الليبرالى إلى العصر الناصرى، لم تشهد المرحلة أى اعتداءات على أقباط أو على الكنائس، ولكن تم إضافة خانة الديانة للبطاقة الشخصية، الأمر الذى انسحب إلى العديد من الوثائق الأخرى، كما تم حرمان الأقباط من الوظائف العليا.. ناهيك عن تحويل جامعة الأزهر من جامعة دينية إلى جامعة مدنية، يقتصر القبول فيها على المواطنين المسلمين، رغم أنها تمول من أموال المصريين مسلمين وأقباطا. ثم جاء مشروع السادات بالتحالف مع الإخوان لضرب الناصريين والماركسيين.. وانتقلت ظاهرة الإخوان المسلمين والتديين من خارج النظام السياسى إلى داخله، وتسللت إلى قمته.. وعبر الانفتاح الاقتصادى ضرب السادات الأساس الاجتماعى للمشروع الناصرى، وبدأت البطالة تطل برأسها، وبدأ تهميش الصعيد، مما مهد الطريق اجتماعيا للإرهاب، فى عصر مبارك، خاصة العشر سنوات الأخيرة. لم تعد الدولة مدنية ولا حديثة، بل صارت دولة مملوكية «ظهر مشروع التوريث».. وعكس ما يتصور الجميع كانت هذه المرحلة هى العصر الذهبى للإخوان، حيث تم تمكينهم اقتصاديا والسيطرة على %55 من تجارة العملة، وبلغت عمليات المضاربة وغسيل الأموال أقصى مدى. وعلى الصعيد السياسى وافق الإخوان على التوريث مقابل التمكين فى مجلس الشعب، إضافة إلى التمكين الدولى وتأسيس التحالف الإخوانى الأمريكى، بل أن بعض مدعى اليسار يزعمون أن مشروع الخلافة مشروع قريب الشبه من «الأممية»، من يضع الملح على الجرح؟ لأن من أخفى علته قتلته.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة