أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

عبدالمنعم أبوالفتوح والخلطة السامة!

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حديث عبدالمنعم أبوالفتوح لقناة الجزيرة منذ عدة أيام ينطبق عليه قول: «كثير من السم قليل من العسل»، لأن اعترافه بأن اختطاف الإخوان لـ«الجماعة» هو سبب انهيارهم، جاء مخادعا ومنقوصا، ولم يقر بأن استرداد الوطن الذى حاولوا اختطافه، كان إنقاذا للبلاد من نفس المصير المأساوى، الذى آلت إليه الجماعة، وأن حلم الاختطاف هدف ثابت لا تحيد عنه «الجماعة» بالمفهوم الشامل الدعوى ولا «الإخوان» منذ نشأتهما، والوقائع شاهد إثبات فى أن لعبة الفصل بين الاثنين، مجرد خدعة للعودة إلى المسرح السياسى.

لا فرق بين «الإخوان» و«الجماعة»، فهما توأم ملتصق لا يمكن فصله، وإلا تعرض الاثنان لموت محقق، وترسخ الاندماج منذ النشأة الأولى حتى الآن، وأتذكر أن فؤاد سراج الدين حين كان وزيرا للداخلية فى بداية الأربعينيات، استدعى مؤسس الجماعة حسن البنا، وطلب منه فض الإشكالية بين الدعوة والسياسة، وأن تحدد الجماعة هويتها، فإذا كانت سياسية عليها أن تترك أمور الدعوة، وإذا كانت دينية عليها أن تكتفى بالدعوة وتترك السياسة، لأن الخلط بين الاثنين يسيئ إلى الدين والسياسة معا، وتهرب حسن البنا من الإجابة، وترك الخلطة القاتلة تفرض صراعا دمويا بين الإخوان والدولة فى كل المراحل.

لم يمارس الإخوان السياسة بقوانينها، بل بقانونهم الخاص القائم على العنف والصدام، وأرادوا أن يكونوا مبعوثى السماء ووكلاء الصندوق فى آن واحد، وعندما تحقق حلمهم التاريخى بالوثوب إلى السلطة بعد 25 يناير، اختزلوا شرعية وطن عمره 5 آلاف سنة، فى رغبة محمومة لالتهام الوطن بأقصى سرعة، وقتلتهم خلطتهم السامة بتوظيف الدين لأغراض المطامع السياسية.

وأراد أبوالفتوح أن يستثمر اعترافه بخطيئة اختطاف «الإخوان» لـ«الجماعة»، فى تمرير شعارات فاسدة، فهو يرفض إقصاء الإخوان، مع أن الإقصاء هو صناعة إخوانية، لم يراجعوا أو يتراجعوا عنها، ولم يصدر قانون بحرمانهم من ممارسة السياسة، أو عزلهم من الوظائف العامة، وغيرها من الإجراءات الإقصائية، كما يفعل أردوغان فى تركيا، الذى يتباهى أبوالفتوح بسياسته.

إقصاء الإخوان فى مصر فعل شعبى، لإصرارهم على المضى فى سياسات العنف والتحريض والمعاداة، ولم يشعر المصريون يوما بأنهم كانوا ظهيرا فى قضاياهم الوطنية، بل تتراجع لديهم الهوية الوطنية لصالح المبادئ الإخوانية، التى ترى الوطن مجرد شقة مفروشة، يحب أن تأول ملكيتها إليهم فى النهاية، حتى لو كان ذلك بعقود مزورة، تخلط بنودها بين الدين والسياسة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت الكاشف

أعتقد أن آراء / فؤاد سراج الدين ، مازالت قائمة !

فؤاد سراج الدين يطلب من البنا فصل الدين عن السياسة .. وكذلك الرئيس / السادات كان يردد نفس الكلمات (لادين فى السياسة ، ولاسياسة فى الدين) أعتقد أن هذا المبدأ سليم .. فحينما يكون المرء سياسيا مذهبيا (فسوف يختلف الناس معه مرتين) مرة لسياسته ومرة لمذهبه ـ فليس كل الناس على مذهب واحد ، بل أن آية الحياة على الأرض هى (الأختلاف) حيث يقول رب العزة ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) سورة هود ............ الخلاصة // عسى ربنا أن يرحمنا من الشقاق والخلافات ، وليس الأختلاف !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة