الفتنة قادمة.. من المستفيد؟

الثلاثاء، 05 يناير 2016 10:58 م
الفتنة قادمة.. من المستفيد؟ محمد منير
بقلم - محمد منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأحداث الأخيرة الملتهبة فى المنطقة العربية والتى تنتمى أبرز ملامحها إلى الطائفية الدينية والعنصرية العرقية، إنما تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك مخططا منظما يحمل جذورا تاريخية لإعادة الهيمنة على المنطقة ودولها من قبل الدول الكبرى.

إعدام السعودية لـ 48 عنصرًا إرهابيًا لم يقف مردوده عند حدود دولة تحمى نفسها من الإرهاب وتحافظ على أمنها، وهى حدود مشروعة فى ظاهرها، إنما امتدت آثارها إلى تفسيرات طائفية بين السنة والشيعة وهو ما جعل إيران فى موقف عدائى من هذا الإجراء وتتوعد بالانتقام، خاصة وأن أحد الذين تم فيهم حكم الإعدام ينتمى للفكر الشيعى وإن كانت جنسيته سعودية، وهو ما يشير فى ذاته إلى تغليب الطائفية الدينية على القومية، مما دفع إيران إلى الدفاع عن مواطن من دولة أخرى لمجرد أنه ينتمى لنفس العقيدة الدينية السائدة فى بلاد الفرس!

ما يحيط بهذه الأحداث من التهاب أمنى وسياسى فى المنطقة وسيادة الروح العدائية بين دول المنطقة وما يرتبط بها من أعمال وعنف وتخريب وانهيار إنما يشير بقوة إلى أن كل دول المنطقة تقف على حافة بركان يقترب من ثورة مدمرة شديدة العنف.

المشكلة أن قيادات الدول فى المنطقة الملتهبة وحكامها عندما بدأوا يستشعرون الخطر المحيط بهم لجأوا إلى حل ينتمى نسيجه إلى النسيج الطائفى الدينى، وذلك عندما أعلنوا التحالف الإسلامى بدلا من أن يرتكنوا إلى تحالفات وتوحدات قومية لضمان خلق قوة إقليمية موحدة من كل العناصر المكونة للمنطقة.

موقف الدول الكبرى وتدخلها فى إدارة أزمات المنطقة بشكل يصل إلى حد التوغل فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة إنما يعيد إلى ذاكرتنا أحداث منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ودور الدول الكبرى فى المنطقة، والذى تجلت أبرز صوره فى معاهدة لندن عام 1840م، واتفاقية سايكس بيكو عام 1916م، الأولى عكست تفاهما بين الدول الأوروبية للقضاء على قوى صاعدة فى المنطقة بقيادة محمد على، وفتح باب السيطرة العسكرية على المنطقة التى تمثل أهمية استراتيجية شديدة للقطبين الاستعماريين آنذاك، وأقصد إنجلترا وفرنسا، والثانية «سايكس بيكو»، فقد عكست تفهما أيضا بين نفس القطبين بمباركة روسيا ودول غربية أخرى لتقسيم المنطقة بينهم وتقنين الهيمنة الاستعمارية.

ربما اختلفت الأدوات وتغير شكل الهيمنة الاستعمارية إلى أشكال أخرى من الهيمنة الاقتصادية والسياسية، إلا أن الشاهد اليقين يؤكد أن الأهداف الغربية للسيطرة على المنطقة مازالت قائمة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة