سحر عبد الرحمن

الثورة قادمة يا سيادة الرئيس

الثلاثاء، 26 يناير 2016 09:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحمد والشكر لله لقد انتهى وولى يوم 25 يناير على خير، ولم يكن فيه إلا درجة حرارة شديدة البرودة مصحوبة بسقوط مطر كثير طالما انتظرناه واشتقنا إليه بعد موجات الأتربة والطقس السيئ فى الأيام الماضية، كما كانت الشوارع والطرق هادئة وسيولة محببة للمرور على اعتبار أن اليوم إجازة رسمية بمناسبة ثورة 25 يناير، وفضل المصريون البقاء فى البيوت والاستمتاع بالدفء العائلى.

ولا نستطيع أن ننكر أن الذكرى الـ5 لثورة 25 يناير أصبحت منهكة ومستنزفة لطاقات المصريين الفكرية والعصبية والنفسية وحتى الاجتماعية بشكل غير طبيعى، وبدأ الصراع والاقتتال مبكرا على مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة الفيس بوك "بين الطرف الذى يؤمن بأنها ثورة أطاحت بنظام فاسد والآخر الذى يؤمن بأنها مؤامرة أضرت بمصر والمصريين وساهمت فى زيادة معاناة الناس وتحولت صفحات الفيس بوك لمعارك للتخوين والغضب والاتهام بالنفاق والعمالة والتطبيل إلى آخره".

وطبعا أنا لا أتحدث هنا عن القتلة تجار الدين والدم من أتباع الجماعة الإرهابية وحلفائهم من السلفيين، لأن هؤلاء الإرهابيين لا يستحقون الذكر لأنهم أعداء الوطن، وانقسم البعض إلى مؤيد للاحتفال بعيد الشرطة المصرية فقط خاصة فى ضوء التضحيات التى يتكبدها رجال الشرطة فى حربهم على الإرهاب والإرهابيين والبعض إلى الاحتفال بثورة 25 يناير التى غيرت مصر والتى ضحى فيها الكثير من المصريين بأنفسهم من أجلنا، واحتدم الصدام والصراع والغضب عندما تحدث الرئيس "عبد الفتاح السيسى" فى كلمته مهنئا الشعب بثورة 25 يناير، وقال: سيظل التاريخ يذكر شهداء يناير بالفخر والاحترام والتقدير وأثنى على التضحيات التى قدمت من أجل الوطن وعلى الشباب الذى أطلق شرارة الثورة، كما اعتبر أن الشباب لم يخطئ وإنما تم استخدامه لتحقيق مصالح شخصيه إلى آخره.

واشتعلت الحرب مرة أخرى بين أنصار ومحبى الرئيس السيسى، واشتعل الغضب لأنه يعترف ويعطى شرعية لثورة 25 يناير التى أتت بالإخوان الإرهابيين الذين دمروا البلاد والشعب وتآمروا عليه وبعض الشباب الذين تآمروا مع قوى خارجية، لتدمير وتخريب البلد، وغضب منه الكثيرون بالرغم من أنه لم يأت بجديد وهو مؤمن بثورة 25 يناير إيمانا كبيرا ولم يتحدث عنها إطلاقا على أنها مؤامرة منذ أن كان وزيرا للدفاع أى أن كلامه لم يكن مفاجئا لأحد وبالرغم من هذا غضب منه الكثير من محبيه ومازال الجدال ساريا حتى الآن وقد يستمر حتى آخر يناير.

وأنا لا أستطيع أن أؤيد أو أعارض أحدا فالكل على حق وصواب طبقا لوجهه نظره وفكره وقناعته، ولم يكن أحد من الطرفين خائنا أو كارها لبلده أو شعبه، أما بالنسبة لى فأنا من مؤيدى ثورة 25 يناير كما شاركت فيها منذ اليوم الأول فى تظاهرة صغيرة، خرجت من الزمالك فى اتجاه ميدان التحرير مع عدد من الأصدقاء باعتبارى مواطنة مصرية أولا تحلم بالتغيير وصحفية تريد أن تكون شاهدة على الأحداث لتوثيقها وكتابتها على المستوى المهنى كما شاركت تقريبا فى كل الأحداث والفعاليات ولم أشعر بالغضب والخوف إلا عندما شاهدت الإخوان الإرهابيين وأتباعهم السلفيين فى الميدان، لكن دون ذلك كان المصريون فى كل مكان من شباب ونساء ورجال من كل الأعمار وكان الشعار "تغيير - حرية - عدالة اجتماعية" فقط هذا ما اتفق عليه الكل وطالب به فى احتجاج وطاقة غضب كامنة تحولت إلى ثورة شريفة انحرفت عن مسارها، بسبب الإرهابيين الذين اغتصبوها وسلبوها من ناس ليس لها أى مصالح أو أهداف غير إصلاح البلد من أجل الانقضاض والسيطرة والهيمنة على البلد، وقد كان لهم ما خططوا له، كما لا ألوم الغاضبين من الثورة الذين فقدوا عملهم واشتدت أزماتهم الاقتصادية وضيق الرزق والبطالة التى أتت على الجميع والمصانع التى أغلقت والسياحة التى توقفت تماما بعد ما سجلت أعلى معدل لها فى 2010 بمقدار 12 مليار دولار والبيع والشراء الذى توقف والأزمة المالية الطاحنة التى ألمت بغالبية المصريين فى كل مجال، والمصريين الذين سحبوا أموالهم وهاجروا للخارج بسبب الثورة وسيطرة جماعة الإرهابيين، والأهالى التى فقدت أبناءها من الشباب والأبناء الذين فقدوا آباءهم من رجال القوات المسلحة والشرطة والأمهات اللاتى فقدن أغلى ما لديهن، وغيرهم ممن أثرت فيهم الثورة تأثيرا مؤلما وقاسيا لا أستطيع أن ألومهم على مشاعرهم وقناعتهم بالثورة من عدمها.

ولكن ما أريده الآن أن نرحم أنفسنا ونتوقف عن إهدار ما تبقى لنا من قوة وطاقة، ونعد أنفسنا بأن أمس قد ولى، وأن غدا بانتظار الثورة الحقيقية التى لن ولم يختلف عليها المصريون وهى ثورة العلم والتعليم والفكر وتجديد الخطاب الدينى والثقافة والفنون والتمكين لمن يستحقه من الكفاءات سواء للمرأة أو الرجل أو الشاب، ثورة العمل الذى يبنى مصر الجديدة التى ارتوت بدماء أبنائها المخلصين.

هذه الثورة لم تبدأ يا سيادة الرئيس بالرغم من كل الجهود التى تبذلها وهى كثيرة، لكننا بانتظار الثورة التى لم تبدأ، والتى يجب ألا تتأخر، لأن بدون تلك الثورة لن يمنحك التاريخ ما تستحقه، ولتطلق أنت شرارة الثورة هذه المرة، لأن الكل جاهز ومستعد وسيكون سندا وداعما بقوة وإيمانى وقناعتى بك تؤكد قدرتك على قيادة هذه الثورة التى نتمناها ونحلم بها وننتظرها.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

قبطان سمير جودة

يجب الصبر على السيسى حتى يقوم بأصلاح الخراب و الدمار الذى حدث فى مصر بسبب 25 يناير

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

غبية منها فيها

يعني يعمل إيه بالضبط

عدد الردود 0

بواسطة:

Saeed Alabbassy

وماذا فعلنا نحن؟

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد زلطة

سلمت يداك ومتفق مع حضرتك في كل كلمة في هذا المقال الرائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة