سحر عبد الرحمن

حتى لا ننسى .. مصر مش تونس

الأحد، 24 يناير 2016 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما اشتعلت الثورة التونسية فى 17 ديسمبر 2010 تضامنا مع الشاب "محمد البوعزيزى" الذى قام بإشعال النار فى جسده فى نفس اليوم، تعبيرا عن غضبه من عدم وجود عمل وبطالته ومصادرة العربة التى كان يبيع عليها من قبل "الشرطية" فادية حمدى، حيث أدى ذلك إلى خروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه انتشار البطالة وعدم وجود عدالة اجتماعية، وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم، ونتج عن ذلك سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين، نتيجة تصادمهم مع الشرطة وقوات الأمن وأجبرت الرئيس "زين العابدين بن على" على إقالة عدد من الوزراء وتخفيض الأسعار، ووعود بحل مشاكل المتظاهرين وفتح المواقع المحجوبة فى تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات من الحجب، وإعلانه عدم عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014، إلا أن الغضب تصاعدت حدته حتى وصلت إلى المبانى والمؤسسات الحكومية، مما أجبر "الرئيس بن على" على مغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية الجمعة 14 يناير 2011.

وتولى "فؤاد المبزع" رئيس مجلس النواب منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال الفترة من 45 إلى 60 يوما.

وشكلت الثورة التونسية المفجر الرئيسى لسلسلة من الاحتجاجات والثورات فى عدد من الدول العربية، وإذا تحدثنا عن مصر فإن خروج الآلاف من الشباب والنساء والرجال يوم 25 يناير 2011 كانت شعارتهم "تغيير - حرية - عدالة اجتماعية" بعد 30 سنة على حكم "مبارك" بكل ماله وما عليه ولم يكن الهدف من الاحتجاجات والثورة على النظام من أجل التدمير أو التخريب أو إراقة الدماء أو تمكين القتلة الإرهابيين من جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعهم من السلفيين المتآمرين، ولكن هؤلاء ومن على شاكلتهم من الذين يضمرون الشر والكره والضغينة لمصر ولشعبها وعانت مصر وشعبها الأمرين خلال السنوات التى تلت الثورة، خاصة بعد خطف هؤلاء الإرهابيين حكم مصر ودفع المصريون ثمنا باهظا من الإرهاب ووقف الحال وتردى الأوضاع الاقتصادية، وأصبحت المعاناة فى كل بيت مصرى إلى أن خرج المصريون فى ثورة عارمة ألهمت العالم كله بالملايين فى 30 يونيو من أجل القضاء على الخونة والإرهابيين الذين استباحوا دماء المصريين واستعاد المصريون وطنهم المعتدى عليه من قبل الخونة.

واستقرت الأوضاع شيئا فشيئا بعد تولى الرئيس "السيسى"، وقلت المعاناة الاقتصادية بعد استقرار الأمن والأوضاع إلى حد كبير، بالرغم من كل ما يحيط من مصر من مكائد ومؤامرات داخلية وإقليمية ودولية "وأكبر دليل على الرغبة فى تركيع مصر اقتصاديا ما حدث فى حادث طائرة شرم الشيخ وتداعياته من وقف الطيران الروسى والإنجليزى لضرب السياحة والاقتصاد المصرى".
والآن ونحن على أعتاب الاحتفال بثورة 25 يناير لابد أن نذكر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل بقاء الوطن من الشباب ومن رجال القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الذين استشهدوا بالآلاف حتى اليوم من أجل مصر وشعبها وعلى الجميع أن يعلم أن البداية دائما من مصر والمبادرة مصرية 100/100، ولا يجب أن نشبه ما يحدث فى تونس الآن بمقدمة لما سيحدث فى مصر، لأن تونس مازالت تدفع ثمنا لإدماج الإرهابيين القتلة فى العملية السياسية، وهو ما أثمر عن العمليات الإرهابية المتكررة، وعدم الاستقرار وتردى وسوء الأحوال الاقتصادية الذى نتج عنه ارتفاع وتيرة العنف والانتحار أيضا بين أبناء الشعب التونسى على نحو غير مسبوق، ولم يعتاد عليه التونسيون.

وأذكر عندما كنت أسافر إلى تونس فى رحلة عمل للمشاركة فى مؤتمر أو غيره وقد كانت سفريات كثيرة ومتعددة لم أجد إلا بلدا جميلة نظيفة، لم أكن أرى متسولا على الإطلاق، بسبب تحسن الحالة الاقتصادية، وارتفاع نسبة التعليم إلى أكثر من 90%، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها .. أما الآن أو بعد الثورة عندما ذهبت لتونس أثناء حكم "الغنوشى" وأتباعه وجدت بلدا حزينة وشعبا ينزف ألما من سوء وتدنى الأحوال الاقتصادية والمتسولين على أقراع الطرق من المطار إلى شوارع العاصمة، وما تشهده البلاد الآن من عنف وتخريب وتدمير وحظر تجول أرجو أن يعافى منه هذا البلد والشعب العربى الأصيل، وعلينا أن نحافظ نحن المصريون على وطننا ومقدراته وعلى قواتنا المسلحة العظيمة ورجال الشرطة وكل الأوفياء المخلصين من أبناء الوطن الغالى، لأن ثورة البناء الحقيقية تحتاج إلى استقرار وأمان وسيادة للقانون وشعب مخلص واعٍ بحقوقه وواجباته ولا يجب أن ننسى أن كلمة السر هى "مصر" وشعبها الذى قهر الخونة والإرهابيين ومازال متربصا بكل أعداء الوطن حتى نؤسس لمصر الجديدة التى نحلم بها ولا ننسى أن "مصر" لا مثيل لها ولا تشبه أحدا على الإطلاق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدووو

تسلم ايدك

تحيا مصر ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة