د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: الأيام المباركات

إن العشر الأوائل من ذى الحجة هى بحق أيام مباركة، ولها فضل عظيم، وللعمل الصالح فيها من الثواب ما ليس لغيرها من أيام السنة كلها حتى إنها تعادل الجهاد فى سبيل الله.

والأيام العشر هى فرصة تربوية يستطيع كل مربى أن يستغلها فى التوجيه إلى معانى الفضائل والأخلاق، هى من المواسم النيرات والنفحات المباركات. فيها تضاعف الحسنات وتمحى السيئات وتتنزل الرحمات، وتجاب الدعوات، فالسعيد من يتعرض لتلك النفحات. ويتقرب إلى الله بشتى العبادات. ويجب أن نغتنم الفرصة فى هذه الأيام المباركات بالعمل الصالح والذكر والنوافل وقراءة القرآن، والتهليل والتحميد والتكبير، ومن أعظم وأجل القربات الصيام فى هذه الأيام اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويكفى هذه الأيام شرفًا ذكرها فى القران فلقد اقسم بها الله فى سورة الفجر قال تعالى ( والفجر وليال عشر) قال معظم المفسرون أنها العشر الأوائل من ذى الحجة. والعمل الصالح فيها مضاعف كما ذكر رسول الله ( ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام يعنى العشر قالوا ولا الجهاد يا رسول الله قال ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفس وماله فلم يرجع من ذلك بشئ).

أيضا يكفى هذه الأيام فخًرا وشرفًا وتعظيمًا أن فيها يوم عرفه وهو يوم التاسع من ذى الحجة وصيامه سنة مؤكدة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فعن رسول الله صلى الله على وسلم قال صيام يوم عرفة احتسب على الله انه يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده). ودليل فضل هذه الأيام ذكرها فى القران كما ورد فى سورة الفجر. وفى المسند والسنن عن حفصة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يدع صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر وتسع ذى الحجة. وللأيام العشر سمات وخصائص منها : أن الله اقسم بها فى كتابه والقسم يشير إلى شرفها وعظمتها. وكذلك الله سماها فى كتابه الأيام المعلومات.( ويذكروا الله فى أيام معلومات).كذلك فيها يوم التروية وهو يوم الثامن من ذى الحجة والذى تبدأ فيه أعمال الحج. وفيها يوم عرفة ويوم النحر. أن هذه الأيام المباركات تعد مناسبة سنوية متكررة تجتمع فيها شتى العبادات كما أشار فى ذلك ( ابن حجر) يقول أن الذى يظهر أن السبب فى امتياز عشر ذى الحجة لاجتماع أمهات العبادة من حج وصلاة وصدقة وذكر وغيرها. ويجب أن نقوم ببعض العبادات لكى نأخذ الثواب الكثير فى هذه الأيام مثل الذكر، قراءة القران الصوم الصدقة التكبير والتهليل والتحميد. فقد ورد عن بعض السلف انم كانوا يخرجون للأسواق للتكبير بصوت مرتفع. هيا بنا نغتنم هذه الأيام التى هى أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله. فلا نضيعها فى اللهو الذى ليس ورائه منفعة. أن الثواب مضاعف فى هذه الأيام، فهى أيام نفحات ومباركة، اقسم بها المولى عز وجل. السعيد من حافظ على الأعمال الصالحة فى هذه الأيام من ذكر وصيام وقراءة قران وتهجد. اللهم بحق هذه الأيام المباركة اغفر لنا وتوب علينا واعتق رقابنا من النار ووحد شمل الأمة الإسلامية.