"كلمة" تصدر "إمبراطورية التفويض السماوى" للإيطالى باولو سانت أنجيلو

الأحد، 09 أغسطس 2015 10:00 ص
"كلمة" تصدر "إمبراطورية التفويض السماوى" للإيطالى باولو سانت أنجيلو غلاف الكتاب
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان "امبراطورية التفويض السماوى: الصين بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر"، للباحث الإيطالى باولو سانت أنجيلو، وترجمه إلى العربية، ناصر إسماعيل.

ورغم الأهمية الكبيرة والمتنامية التى باتت تحتلها الصين فى التاريخ العالمى للقرن الواحد والعشرين، وفى المشهد الدولى الراهن، إلا أن مكتبتنا العربية لا تزال تفتقر إلى أعمال رصينة، تتناول بالبحث والتمحيص الحضارة الصينية، ولا سيّما خلال الفترة ما قبل الحديثة والمعاصرة.

فى الواقع، لا سبيل لفهم الصين المعاصرة سواء كان هذا على مستوى البعد الجغرافى السياسي، أو على مستوى القوة الاقتصادية، أو على مستوى الهوية الاجتماعية والثقافية بمعزل عن تاريخ الإمبراطورية الصينية.

وانطلاقا من ذلك فإن هذا الكتاب لمؤلفه أستاذ تاريخ شرق آسيا فى جامعة روما الإيطالية، باولو سانت أنجيلو، وأحد أهم الباحثين الإيطاليين المتخصّصين فى الدراسات الصينية، يأتى ليسدّ نقصا فى المكتبة العربية، ويتيح خيارا متجددا للقارئ العربى.

يتناول العمل فى ثلاثة عشر فصلا كافة مظاهر الحياة والمجتمع فى الإمبراطورية الصينية، فى الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر خلال حكم سلالتى مينغ وتشينغ. فيعرض أولا لتاريخ العلاقات الصينية الأوروبية، منذ إرهاصاتها الأولى فى القرن السادس عشر، وتطور هذه العلاقات من خلال مقاربة تتجاوز النزعة المركزية الأوروبية التقليدية التى دأبت على التعاطى مع التاريخ الصيني، وفق قوالب نمطية استشراقية قديمة.

وينتقل بعدها المؤلف إلى تسليط الضوء على تنظيم السلطة الإمبراطورية فى تلك الفترة، وعلى علاقاتها مع الشعوب التابعة والمجاورة لها، وتقديم شرح مفصل للحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وتطورها مع التركيز على تحليل العوامل التى ساقت إلى خسارة الصين لتفوقها العلمى والثقافي، وإلى اضمحلال الإمبراطورية أمام الضغوط الغربية واليابانية فى القرن التاسع عشر.

كما كرّس الكاتب بعض الفصول لتناول التقسيم الطبقى والهرمى للمجتمع الصيني، مبرزا دور البيروقراطية الصينية والمرأة والعشيرة والتنظيمات النقابية فى حياة الصينيين، إبان حكم سلالتى مينغ وتشينغ.

وركزت الفصول الختامية على الجوانب الدينية والفكرية للإمبراطورية الصينية، وعلى المؤسسات الثقافية والمدارس الفكرية والأدبية، التى بلغت قدرا مدهشا من التطور فى تلك الفترة، وساهمت مساهمة رئيسية فى إثراء الحياة الثقافية والسياسية.

وترجع أهمية هذا العمل إلى محاولته الجادة والحثيثة لإعادة النظر فى التصورات والأحكام الشائعة عن الحضارة الصينية، استنادا إلى رؤية شاملة ومتعددة الأقطاب، لكافة مظاهر هذه الحضارة.

جدير بالذكر أن مؤلف العمل هو باولو سانت أنجيلو أستاذ تاريخ شرق آسيا والدراسات الصينية فى جامعة روما الإيطالية، لاسابيينسا، والمشرف على بعض الدوريات العلمية الهامة والمتخصصة فى الدراسات الصينية والآسيوية، علاوة على نشره للعشرات من الأبحاث والدراسات العلمية فى العديد من الدوريات الأكاديمية الدولية. من مؤلفاته الأخرى فى هذا الشأن "العواطف فى الصين الإمبراطورية" (1997)، و"مشاعر الحب فى الصين من خلال بعض الأعمال الأدبية" (1999)، و"تاريخ الصين" (2005)، و"تاريخ الفكر الصينى"(2012).

أما مترجم الكتاب فهو المترجم المصرى ناصر إسماعيل، والحائز على درجة الدكتوراه من جامعة كاليارى فى سردينيا، يدرس اللغة والآداب العربية فى جامعة جنوة الإيطالية، سبق أن ترجم كتاب "الفكر الجمهورى"، وروايتى "الإقالة من الحياة" و"حكاية الدهّان"، وصدرت هذه الكتب ضمن منشورات مشروع "كلمة".


موضوعات متعلقة..


فرنسا وإسبانيا تتحدان من أجل إنقاذ لوحة لـ"بيكاسو"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة