أكرم القصاص - علا الشافعي

الانبا ارميا

"شريان الفرح"

الأحد، 09 أغسطس 2015 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا تتعجب من هٰذا الشعب المتماسك المتجانس والمستعد للتضحية، متى أتى بمعجزة أخرى غير الهرم، حتى إنْ أتى بلد بمعجزة الهرم، فهو لن يعجِز عن الإتيان بمعجزة أخرى أو معجزات باهرة تأخذ بالألباب."!!

كلمات حديث دار بين عالمَى آثار أحدهما فرنسى والآخر إنجليزى، من كتاب "عودة الروح"، لا تعبّر إلا عن معجزة الإنسان المِصرى. ومع شعار "مصر بتفرح" فى هٰذه المرحلة التى يعيشها المِصريُّون الآن بعد افتتاح مشروع "قناة السويس الجديدة"، نُدرِك أننا فى رحلة الحياة تمر بنا المواقف التى تسعدنا، وتلك التى تؤلمنا فى أوقات من الحيرة والتعب والشقاء.

ولقد مرت بـ"مِصر" والمِصريِّين مثل تلك الأزمنة الصعبة، والآن: آن لها أن تفرح وتبتهج. والفرح والسعادة الحقيقيتان هما على الأغلب نتيجة عمل وتعب، وجد متواصل يصل من خلاله الإنسان إلى تحقيق هدف يأمُله أو حُلم يرواد خياله؛ وعندما يصبح الحُلم واقعـًا، يشعر الإنسان بابتهاج حقيقى فى أعماقه، منشدًا: هاهو ذا الأمل قد صار حقيقة!

وفى مشروع "قناة السويس الجديدة"، أدى كل إنسان العمل المطلوب منه باتقان وبكل اقتدار وكفاءة، بصبر وجُهد مضنى لا يتوقف، كان دافعه حبـًّا عميقـًا لهٰذا البلد العظيم. يقولون: "الوسيلة الوحيدة لإنجاز العمل بطريقة جيدة هى أن تحب عملك حبـًّا شديدًا."؛ فكان وراء هٰذا العمل محبة الوطن كامنة فى قلوب المِصريِّين جميعـًا، وإصرار على النجاح، والفوز بالوصول إلى الهدف. وكما يَروى لنا التاريخ على صفحاته، واصفـًا المِصريِّين بأنهم لا يقبلون الهزيمة وهٰكذا يُكتب لهم النجاح، رأينا محبتهم نحو بلادهم حين هبُّوا جميعـًا لمساندة المشروع اقتصاديـًّا، مقدمين رأس مال مِصرى للمشروع، ولم يتوانَ أحد فى تقديم ما تحتاج إليه البلاد؛ حتى من لم يشارك فى العمل ارتفعت يداه نحو السماء بالدعاء إلى الله أن يكلِّل مساعى العاملين وجهودهم بالنجاح. أراد هؤلاء العاملين النجاح ورفضوا الفشل، فاستجابت لهم السماء. يقول أحدهم: "عندما أقوم بتأليف فريق لعمل جاد، فإننى أبحث عن أشخاص يحبون الفوز؛ وإذا لم أجد مثل هؤلاء، فإننى أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة.". أمّا عن الشُّعوب، فكما قيل:

إِذَا الشَّـــعْبُ يَوْمـًا أَرَادَ الْحَيَــــــــاةَ فَــلا بُــدَّ أَنْ يَسْــتَجِيبَ الْقَــدَرْ
وإذا المِصريُّون يومـًا أرادوا صنع المعجزات، فهم قادرون على تحقيقها.
والفرح يكون أيضًا حقيقيـًّا حين يستعيد الإنسان ثقته بنفسه وبقدرته على تحقيق الإنجازات، فالأحوال والمواقف التى مرت بـ"مِصر" كانت صعبة وقاسية، إلا أن المِصريِّين دائمـًا على أُهْبَة الاستعداد للعمل من أجل بلادهم؛ وقد أكد هٰذا سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" فى كلمته: "الشعب المصرى، وهو بيعمل «قناة السويس الجديدة»، ما كانش بيعملها فى ظروف طبيعية، كان بيعملها فى ظروف صعبة جدا: اقتصادية وأمنية."، إلا أنهم استطاعوا تحقيق المعجزة.

أهنئ "مِصر" والمِصريِّين والعالم بمعجزة "قناة السويس الجديدة" شِريان خير ورخاء لـ"مِصر" والعالم.
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

.

الذءب فضلا عن الثعلب

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر المصرى

تحياتى للانبا ارميا....

عدد الردود 0

بواسطة:

shaima

Excellent article

Excellent article

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة