ابن الدولة يرد على فهمى هويدى: سقوط كاتب كبير فى بئر مقال هش.. يستنكر على الإمارات إنشاء مراكز بحثية لمكافحة الإرهاب.. ويسأل قادتها: لماذا لا تنفقون أموالكم على الأعمال الإنسانية؟

الثلاثاء، 21 يوليو 2015 09:00 ص
ابن الدولة يرد على فهمى هويدى: سقوط كاتب كبير فى بئر مقال هش.. يستنكر على الإمارات إنشاء مراكز بحثية لمكافحة الإرهاب.. ويسأل قادتها: لماذا لا تنفقون أموالكم على الأعمال الإنسانية؟ إبن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعضهم يفجر فى خصومته إلى الحد الذى يغيب معه العقل، أو ترتبك معه بوصلة التفكير، ويفشل فى التفرقة بين وظيفته ككاتب، وهوى نفسه السياسى، فيهاجم ما كان يدافع عنه سابقًا، ويرفض ما كان يعتبر الترويج له تقدمًا.

فى هذا الفخ يسقط كثيرون، نعذرهم إن كانوا صغارًا تغلبهم الحماسة، ولا نغفر لهم إن كانوا كبارًا أصابهم من النضج ما يفترض أن يجعلهم قادرين على التفرقة بين هوى النفس، وحق القلم فى أن يكتب عدلًا وإنصافًا، ولهذا يأتى الغضب على قدر المغضوب منه، والمغضوب منه هنا الكاتب الكبير الأستاذ فهمى هويدى الذى نقدر تاريخه، وإنتاجه الفكرى الذى طالما قال إنه خصصه لمكافحة الأفكار المتطرفة، لكنه اليوم يعود بعد كل هذه السنوات ليستنكر على الآخرين أن يبذلوا جهدهم فى مكافحة الأفكار المتطرفة والإرهاب، ويشكك فى نواياهم دون أن يتذكر أنه طالما وصف المشككين فى النوايا بالطغاة الظلمة.

الأستاذ فهمى هويدى الذى طالما عاب على الدولة العربية بخلها فى الأنفاق على العلم والبحث والدرس، وطالما وصفها بالتخلف لأنها لا تواجه الفكرة بالفكرة، يظهر الآن متجليًا فى مقال بجريدة «الشروق» نشره بعنوان «حروب أبوظبى» وهو يستنكر ويشكك ويضرب فى دولة الإمارات العربية لمجرد أنها تؤسس معهدًا أو مركزًا بحثيًا مهمته محاربة الأفكار المتطرفة.

يستنكر الأستاذ فهمى هويدى على الإمارات، وتحديدًا على إمارة أبوظبى، أن تنفق ملايين على إنشاء مراكز بحثية لمكافحة الإرهاب، ويسأل قادتها لماذا لا تنفقون أموالكم على الأعمال الإنسانية؟، ونحن نرد على الأستاذ فهمى سؤاله بسؤال يقول: وهل سيتبقى على الأرض إنسان إن توغل الإرهاب وانتشر؟!

كان الأستاذ فهمى دقيقًا فى اختياراته وألفاظه، لدرجة تفضح ما يريد أن يمرره.. هو يريد أن يضرب بطريقة مباشرة فى الشيخ محمد بن زايد وإمارة أبوظبى، وكأنه يعاقبها على دعمها المستمر لمصر، وهو أيضًا بحديثه عن رفض الإمارات الأخرى فكرة الإنفاق لمحاربة أفكار الإرهاب يريد أن يضرب «كرسى فى الكلوب» فى دولة متحدة ومستقرة، وكأنه يعترف بأنه جزء من مخطط تفكيك الدول العربية الذى يبدأه كتاب وسياسيون بتصريحات ومقالات، وتستكمله تنظيمات الإرهاب بالسلاح.

لا شىء أكثر قسوة وبشاعة فى هذا العالم من أن تعيش حياتك لترى فيها المشهد التالى: كاتب ومفكر كبير يكتب مقالًا يستنكر ويرفض ويسخر فيه من دولة تنفق أموالها على الأفكار والمراكز البحثية، حقًا لا شىء سوى الألم تشعر به وأنت تقرأ لمفكر وكاتب كبير وهو يستنكر إنشاء مراكز بحثية أو فكرية، أو الإنفاق على البحث الفكرى بشكل عام، وتتألم أكثر حينما ترى الأستاذ فهمى هويدى مستنكرًا إنشاء مراكز بحثية لإنتاج أفكار مستنيرة تحارب الفكر الداعشى.

أنه لأمر غريب أن يكلمنا كاتب كبير عن خطورة الإنفاق على محاربة أموال الإرهاب، وهو الذى أنفقت دور النشر الأموال لإنتاج كتبه فى الفكر الإسلامى.

يستنكر الأستاذ فهمى هويدى فى مقاله أن قيادات الإمارات العربية تنفق المال لإنشاء مركز فكرى وبحثى لمحاربة أفكار «داعش» بالتعاون مع أمريكا، وهو الكاتب الذى طالما حث العرب على التعاون مع الغرب والدول المتقدمة فى المجالات العلمية والفكرية، ولم نسمعه يومًا ما يكتب أو يصرح مستنكرًا ورافضًا إنفاق قطر مليارات الجنيهات على المراكز البحثية الأمريكية، أو على تدريب كوادر «الجزيرة» فى واشنطن، أو على كأس العالم، كما لم نقرأ له مقالًا واحدًا ينصح فيه الأمير تميم بأن يوجه أموال دولته للأعمال الإنسانية بدلًا من الأعمال الإرهابية.

أيضًا الأستاذ فهمى هويدى الذى انتقد أبوظبى بسبب إنفاقها المال على محاربة «داعش» فكريًا، لم نقرأ له من قبل مقالًا يستنكر فيه إنفاق إيران ملايين الجنيهات على استضافة النخبة أو بعض من المثقفين، ومنهم الأستاذ فهمى هويدى، لتصحيح صورة الجمهورية الإسلامية، كما لم نسمع من الأستاذ فهمى هويدى سوى كل مديح وإشادة فى شخصية القائد أردوغان، رغم أنه ينفق ملايين على الإخوان لمحاربة أفكار 30 يونيو، فهل تقول عقيدة الأستاذ فهمى هويدى إن قطر وتركيا وإيران من حقها الإنفاق لتمويل الإرهاب، ونشر الأفكار المتطرفة، وشراء مناطق للوجود إقليميًا، بينما لا تستحق الإمارات كذلك لمجرد أنها تدعم مصر؟، هل يكره الأستاذ فهمى هويدى 30 يونيو إلى الدرجة التى فشل معها فى التفرقة بين كراهية مصر، وكراهية توجه سياسى معين؟!

فى مقاله يقول الأستاذ فهمى إن إمارات أخرى غير أبوظبى ترفض مبدأ أبوظبى فى الإنفاق على محاربة الإرهاب، ناهيك عن أن العبارة نفسها غير منطقية، لأنه لا يوجد عاقل فى العالم على استعداد أن يبخل فى الحرب على الإرهاب، ولكن الأستاذ فهمى لم يذكر لمعلومته أى دليل على وجود هذا الخلاف.

مستمرًا فى استنكاره غير المدروس، يأتينا الأستاذ فهمى بأغرب منطق فى التاريخ حينما يكتب فى مقاله عبارة مدهشة فى هشاشتها عن كيف للإمارات أن تؤسس مراكز لمكافحة الأفكار الإرهابية المتطرفة وهى لا تعانى منها، وأبسط رد هنا سنأتى به من الإنتاج الفكرى للأستاذ فهمى هويدى نفسه.

تكتب كثيرًا يا أستاذ فهمى، مشيدًا بتحركات قطر وتركيا فى البحث عن دور إقليمى ودور سياسى فى المنطقة، فهل هذا حلال لتركيا وقطر، وحرام على الإمارات أن تبحث عن دور إقليمى، ألم تعلمنا فى كتبك ومقالاتك أن الدول الكبرى فقط هى التى لا تغيب عنها مشاكل منطقتها.

أنا مندهش فى الحقيقة من استنكار الأستاذ فهمى تجرؤ الإمارات على مكافحة الإرهاب وهى تعانى منه، وأذكره بأن الدرس الأول فى الحياة يقول بأن الدول المحترمة هى التى تعلى من شأن فكرة «الوقاية والاستعداد خير من العلاج»، أليس هذا ما كنت تنادى به يا أستاذ فهمى، ألا تقول دومًا إن الدول الكبرى لابد أن تكون مستعدة لمواجهة المخاطر المحيطة بها.

كنت أتصور أن جماهير الدرجة الثالثة توجد هناك فى استادات كرة القدم، تشجع بجنون، ويغلب هواها لفريقها عقلها وميزان عدلها، ولكن للأسف، بعض منهم موجود هناك يسكن فى زوايا الجرائد والأعمدة الصحفية، يلوى عنق المنطق، ويغلف العدل ويدفنه فى درج مكتبه حتى يستطيع أن يضرب خصومه بغير شرف.


موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: الانتخابات على الأبواب.. والأحزاب فى غياب.. هل استغلت الأحزاب موسم تأجيلات الانتخابات فى إعداد القوائم والاقتراب من الشوارع؟

- ابن الدولة يكتب: درس مكافحة الإرهاب من مصر.. الولايات المتحدة تقود تحالفا منذ شهور يعجز عن مواجهة «داعش».. والرئيس السيسى حذر مبكراً دول العالم من خطر يهدد الجميع

- ابن الدولة يكتب: درس فى الإرادة من قناة السويس.. حفر القناة الجديدة فى عام بدلاً من ثلاثة يؤكد أن المصريين عندما يريدون فإن الله يساندهم ويقوى من عزيمتهم

- ابن الدولة يكتب: إقالة الفاشلين.. هل تكفى؟ مطلوب تطوير أجهزة الرقابة لتتجاوز مراقبة الفساد المالى إلى مراقبة الأداء الوظيفى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة