مجدى الزغبى يكتب: أحلام الكسالى فى القطاع العام

السبت، 06 يونيو 2015 02:04 م
مجدى الزغبى يكتب: أحلام الكسالى فى القطاع العام موظف - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دق جرس المنبه فى الخامسة صباحًا، وكان الأب مستيقظًا كعادته يقرأ القرآن بعد صلاة الفجر، وقد تعود على حديث أبنائه كل يوم فى نفس الموعد فأحدهما يعمل بالقطاع العام وهو كطبيعة عمله يستيقظ فى الثامنة صباحاً والثانى يعمل بالقطاع الخاص ويستيقظ فى الخامسة صباحا، وكل يوم نفس الحديث وهو لا يبدأ فى الصباح ولكنه عادةً يبدأ من الليل فعندما تأتى العاشرة مساءً يخلد الابن أحمد إلى النوم فهو يستيقظ فى الخامسة، لأنه يعمل فى القطاع الخاص وعند عودة شقيقه من الخارج بعد منتصف الليل لأنه يعمل فى القطاع العام ويقوم بفتح نور الغرفة والتليفزيون ويبدأ أحمد بالتقلب على جانبيه ثم يرفع الغطاء من على وجهه ولكن نظراً لعدم اهتمام شقيقه به ورفع صوت المذيع المستفز ينهض أحمد من نومه وبصوت عالى يطلب من شقيقه إطفاء الزفت ده أنا عندى شغل الصبح بدرى ويكون رد الشقيق أنا زيك عندى شغل الصبح وهنا ينتفض أحمد وبصوت خشن يرد شغل إيه ياابو شغل ده أنت بتروح الساعة 10 بترجع الساعة 12 تعالى شوف المطحنة إللى إحنا فيه من 6 صباحاً حتى 5 مساءً وتمادى فى السخرية من شقيقه وكمان عندك ساعة فطار وساعة رضاعة وهنا لم يتمالك الأب الذى يستمع للحديث نفسه وضحك كثيراً مما استفز الشقيق فقال لأحمد أنا موظف حكومة، لكن أنت موظف منازلهم وماضى على استمارة 6 قبل ما تتعين وهنا تنبه أحمد للكارثة يعنى أنا أصحى 5 الصبح وارجع بيتى 6 مساءً ولا أستطيع النوم فى العمل ولا الإفطار ولا الحديث فى المحمول ولا أتحكم فى خلق الله وكمان واخد استمارة 6 طيب أنا حاعارفه مقامه ورد فى سخرية على شقيقه شوف أنا مرتبى كام وأنت مرتبك كام فضحك الشقيق ضحكة مُجلجلة، وقاله ياابنى ده أنتم حتى الحد الأدنى مش عارفين تطبقوه وأنا إجمالى مرتبى بالحوافز بالبدلات أكتر منك ده غير أنا ليه إجازات عارضة وسنوية واعتيادية وأذونات وكمان حتى لو سرقت القانون بيسمح لى بقضاء العقوبة والعودة للعمل وكمان علشان يغيظ أخوه أكتر قاله بصوت عالى وبعد الخروج من السجن بيضموا لى العلاوات والإجازات وبرجع لوظيفتى نفسها وبيرقونى كمان هنا نهض أحمد من على سريره وذهب لوالده وجلس بجواره وقال له من بكرة تشوف لى حاجة فى القطاع العام وعندما رأى أحمد والده والدموع فى عينيه قال له لاتبكى يا أبى فأنا سأذهب لعملى باكرا ولا تثقل على نفسك فقال الوالد لابنه أنا لاأبكى على حالك ولكنى أبكى على حال بلادنا وعلى حال شبابنا فقد كان الموظف ينزل فى الساعة 7 صباحاً يعود من عمله الساعه 3 ظهراً وكنا نتنقل بين البلاد فقد خدمت فى سوهاج وفى العريش وكان الابن فى ذهول يعنى أول ما اشتغلت يا بابا كان شغلك فى سوهاج وأنت من الشرقية قال الوالد نعم ثم نقلونى للعريش وأنت لم تولد بعد وكانت أجمل أيام حياتى وجاء الشقيق ليسأل والده يعنى انا غلطان يابابا فى القطاع العام ورد الوالد فى هدوء وبخبرة السنين يابنى ليس العيب فى القطاع العام ولا فى القطاع الخاص ولكن العيب فى من أفسد القطاعين وكلما حاولت أن تُصلحه أفسدته أكثر والكارثة أنك تخسر كل شىء فأنت تخسر القطاع وتخسر من يعمل فيه نبحث عن العيوب والعيبُ فينا نبحث عن الحلول وهى فى ايدينا وقال الآب لإبنه قوم يا ابنى نام عندك شغل فى الصباح ونام الشقيقان وفى الساعة الخامسة صباحاً رن جرس المنبه لينقلب الحال ويستيقظ النائم وينام المستيقظ والشقيق إلى فتح النور ليلاً هو من يُطالب بغلقه صباحاً ويتجه أحمد لعمله وهو يحلم وكنت أنا أعتقد أنه يحلم بكلام والده عن مميزات القطاع العام فى الماضى ولكنى عرفت وياريتنى ماعرفت أنه كان يحلم بكلام شقيقه عن الإجازات والتحكم فى خلق الله يالها من متعة يارب اكتبها لنا ولأبنائنا من بعدنا واجعل القطاع العام مرتعا للمصريين العاملين به واجعل يارب كل من يحاول إنهاء مصلحة فيه ذليلاً للسادة الموظفين يارب فى هذه الأيام المفترجه زود دخلهم من جيوب الغلابة وقلل عملهم واجعلهم يارب سعداء بما يفعلوه بالمصريين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة