أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

يهود.. مسيحيون.. مسلمون.. رمضان كريم

السبت، 20 يونيو 2015 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أهم التهانى وأسعدها إلى قلبى بحلول شهر رمضان المعظم جاءتنى من الأخت العزيزة ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، وابنة المناضل الوطنى الراحل المحامى شحاتة هارون، تأملت تهنئة ماجدة «المصرية اليهودية» لشخصى «المصرى المسيحى»، وقلت «عمار يا مصر»، ومهما تقابلك محن سننتصر، والبابا تواضروس الثانى يبدأ عظته بتهنئة المصريين بشهر رمضان، ويلتحم صيام رمضان بصيام الرسل للمسيحيين، وينسى المسيحيون الحلول العرفية والتهجير القسرى، ويسارعون إلى تهنئة أشقائهم المسلمين بالشهر الكريم، ترى ما هو السر وراء احتفاء الكل برمضان؟ وما السبب فى عشق المصريين للصيام؟ إلى حد أن المواطنين المصريين، مسيحيين ومسلمين ويهود، يصومون 467 يوما من الـ365 يوما! ولم يدرس أحد حب المصريين للصيام.. هل هو خوف أو حب لله؟ أم أن كثرة المظالم التى ألمت بهم جعلتهم يرتبطون بالصيام وقيم الحرمان النسبى، أم أنهم يصومون ويتقربون إلى الاعتاب وأولياء الله الصالحين والقديسين رغبة فى تخطى الصعاب، ويتذكرون كيف انتصروا على التتار والمغول فى رمضان 656 هجرى، وفى العاشر من رمضان انتصروا على الصهاينة، وينتظر الجميع الشهر الكريم، التجار لرفع الأسعار وجمع المكاسب والأسر للتجمع فى المناسبات وتقوية الأواصر الاجتماعية.

يهل علينا الشهر الكريم.. ودماء الشهداء لا تتوقف، والإرهابيون يشنون حرب استنزاف على الدولة المصرية، والقطاع الخاص يصرف حوالى المليار جنيه على المسلسلات، والمواطنون ينفقون قرابة المليارين على الطعام، والجماعة الصحفية مشغولة بمحاولات المصالحة بين د. أسامة الغزالى حرب وأحمد موسى، وعلى هامش موائد الرحمن الرمضانية برزت موائد رحمن إعلامية لإعادة تقديم الجنرال أحمد شفيق مرة أخرى للرأى العام وللرئاسة، وتطرح مبادرات من أجل عودته لا تقل عن الجهود الحثيثة المبذولة للمصالحة بين موسى والغزالى، والفريق عنان يكذب الفريق شفيق، واللواء موافى ينفى ما صرح به الفريق شفيق، والأحزاب السياسية لا تجد ما تفعله سوى مراقبة أنشطة المرشحين الذين شغلتهم شنط رمضان والدورات الرمضانية، وصراع خفى حول القوائم، وتبادل الشائعات حول موعد الانتخابات، والفريق القومى لقائمة فى حب مصر يبحث عن مدير فنى جديد، وقوائم الوسط وقاع الدورى السياسى تهدد وتتوعد، والمواطنون على المقاهى يشاهدون مسلسل «مولد وصاحبه غائب»، ورجال الأعمال من ممولى الأحزاب للمعركة الانتخابية يفضلون مشاهدة «حق ميت».

آه يا مصر يا أرض العجايب، شعبك أصيل والخصم عايب، لن يقوى عليكِ الإرهاب ولا الإرهابيين، لا فتن طائفية أو مذهبية، يوحدك الصيام والألم وبكاء الشهداء، وموائد الرحمن، وليالى رمضان، والسخرية من مرسى والإخوان، تحيا مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة