أكرم القصاص - علا الشافعي

الانبا ارميا

"التقدير والاحترام"

السبت، 13 يونيو 2015 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ردد كلماته وهو يشعر بألم يكاد يعتصر قلبه وكِيانه. وظل يتردد فى فكره وقلبه السؤال نفسه: لماذا؟ لماذا لا يقدّر صديقه محبته وعطاءه؟ لماذا لا يشعر به، وهو أول من يمُد إليه يديه فى لحظات الضعف والألم ليسانده؟! أفيه هو الخطأ أم فى صديقه؟ وظلت تتردد الكلمات والتساؤلات إلى أن أسدل الليل أستاره، وعمت غرفته ظلمة مُوحِشة، وسرت فيه رجفة مصدرها ذٰلك الألم الذى يشعر به أكثر من النسمات الباردة التى تسللت إليه من النافذة. وصمت كل شىء من حوله ما عدا صرخات الألم تلك التى تمزقه".

إن تحطيم الثقة لا يُستعاد عند كسره، وإن كسر قلب البشر يترك آثارًا ترافقهم طوال العمر، وإن كان على الإنسان أن يرمم الجسور بينه وبين الآخرين لا أن يحطمها؛ فما تزال هناك أنواع أخرى من الكسور التى لا يجبرها الزمن.

ومن الأمور التى يجب أن تهتم بها فى الحياة: أن لا تَكسِر إنسانـًا يقدِّم إليك من مشاعره وقلبه، ويسعى أن يكون لك ضياء وسْط ظلمات ليل الحياة؛ فإنك لن تجنى سوى ضياع الطريق. فمن يحبونك بصدق قليلون ويصعُب أن تجدهم، لأن الإنسان الصديق المحب عُملة نادرة فلا تضيعها أو تُهملها لأنك لن تستطيع تعويضها. إن هؤلاء المحبين هم من يُنصتون لكلماتك، ويفهمون صمتك، ويشاركونك آلامك وأفراحك.
أيضـًا لا تَكسِر كرامة أى إنسان، وإن كان لا يستحق فى نظرك، فالإنسانية كرامتها عظيمة! إنك حين تحترم الآخرين وتقدر كرامتهم، فأنت تعبّر عن أصالتك وسُمو أخلاقك. قرأتُ كلمات لأحد الأشخاص تقول: "إذا احترمتنى احترمتُك، وإذا لم تحترمنى احترمتُك أيضـًا لأننى أمثل ذاتى!". كذٰلك فإنك حين تقدم الاحترام ستجنى الاحترام. ولا توجد عَلاقات ناجحة بين البشر سقط منها الاحترام. وعندما نختلف، فإن قواعد الاحترام هى ما يصون كرامة كل منا وإنسانيته.

وإن أخطأ فى حقك إنسان وجاءك معتذرًا فلا تَكسَره، يكفيه مشاعر الندم المؤلمة فلا تضاعف من آلامه. كُن إنسانـًا يساند ويَعضُد الضعفاء لا يَهدِمهم، فمن يشعر بالندم من أجل قول أو فعل هو إنسان يعانى ألمـًا، فساعده على أن يخفف آلامه، ودَعه يتعلم دروس الحياة برفق ولطف لا بالقسوة أو الرفض.

تحضُرنى عبارة تقول: "«لا شىء يعود كالسابق»؛ لذٰلك احفظ هٰذه العبارة جيدًا، وانتبه لئلا تَكسَر شيئـًا جميلـًا.". نعم، على الإنسان أن يُدرك أن الأمور لا تعود إلى سابق عهدها إذ الكلمات والأحداث والخبرات تغير الإنسان إيجابيـًّا أو سلبيـًّا، وكما يقولون: "أنت لا تنزل البحر نفسه مرتين"؛ لذا، دَع ما تقدِّمه إلى الآخر يأخذ طريقـًا إيجابيـًّا فى معاملاتك معه، وفى توطيد أواصر المحبة والتآخى مع جميع البشر. وتمهَّل قبل أن تستخدم كلماتك فإن لها قوة عظيمة؛ فاستخدمها بحكمة لتساعد وتبنى بها الإنسان.

* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

.

.

صلى من ءجل ضعفى فإنى فى ءشد احتياج

عدد الردود 0

بواسطة:

نايتي الجميلة

التقدير والاحترام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة