محمد عطية العبد يكتب: الموظف الكفء الذى نريده

الأربعاء، 10 يونيو 2015 12:11 م
محمد عطية العبد يكتب: الموظف الكفء الذى نريده موظف - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يختلف الكثيرون منا على تحديد المعيار والمقياس المناسب لكفاءة الموظفين، فهل الموظف الكفء هو الموظف الملتزم التزاماً تاماً بمواعيد العمل من ناحية الحضور والانصراف فلا نجده يتأخر يوماً عن المواعيد المحددة للعمل، بل ومن الممكن أحياناً أن يأتى قبل مواعيد العمل الرسمية وقبل باقى زملائه الموظفين، ولا ينصرف إلا بانتهاء الساعات المحددة للعمل تماماً؟، أم هل هو الموظف نظيف اليد والذى لا يسمح لنفسه بتلقى الرشوة كبرت أو صغرت أو أيا كان نوعها (مالية – عينية – مصلحة مقابل أخرى) من أجل التغاضى عن بعض الأوراق المطلوبة لإنهاء العمل.

ما سبق ذكره يعتبره الكثيرين فى مصر المعايير الرئيسية للموظف الناجح الذى يضرب به المثل سواء أثناء الوظيفة أو بعد إحالته للمعاش، فنجد الكثيرين من زملائه يمدحون هذا الموظف ويذكرونه دائماً أنه كان ملتزماً بمواعيد العمل تماماً، وأنهم كانوا يقومون بضبط ساعاتهم على مواعيده أو يمدحونه لعدم تلقيه رشوة بأى نوع من الأنواع، وأنه كان رجلاً طاهر اليد.

ولكننا نغفل أو نتغافل عن جانب على قدر كبير من الأهمية فى معايير كفاءة الموظفين، إلا وهو جانب الصلات الاجتماعية والأسرية والتى قد يضعها الكثير من الموظفين فى الاعتبار أثناء تأدية أعمالهم، وأن هناك الكثير من الموظفين سالفى الذكر ( نظيف اليد – ملتزم بالمواعيد) قد يتغافل عن نقاط معينة فى القانون أثناء تأدية عمله لوجود صلة قرابة أو مصاهرة مع أحد المواطنين المنتفعين بالخدمة، ويقوم بالتوقيع على الأوراق مع علمه بعدم استيفاء هذه الأوراق للإجراءات القانونية المطلوبة، معتقداً أنه بذلك يؤدى لقريبه أو صهره هذا خدمة وحتى لا يقوم بمعاتبته أو أن يشكوه لأحد أقاربه بأنه لم يساعده فى إنهاء المصلحة الخاصة به. وهذا أمر خطير لأنه بهذا يفتح الباب أمام غيره من زملائه فى العمل للقيام بنفس الشىء مع أقاربهم وأصهارهم وفوق كل هذا، ماذا سيكون تصرفه حيال أحد المواطنين الذين لا تربطهم به أى صلة معرفة وأوراقهم غير مكتملة؟ هل سيطبق القانون ويطالبهم باستكمال أوراقهم أولاً قبل التوقيع عليها، أم يفعل معهم مثلما فعل مع أقاربه ويتغاضى عن الإجراءات القانونية المطلوبة؟.

بالفعل أن تحييد العامل البشرى فى إنهاء الإجراءات والخدمات العامة للمواطنين بالدولة يوفر الكثير والكثير، ويجنب الموظفين والمواطنين القيل والقال بل ويجعل الجميع راضياً لعدم إحساسه بالظلم لمحاباة الموظف لشخص وتجاهل الآخر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة