سليمان شفيق

وجيه شكرى.. مناضل قبطى من زمن الوطنية المصرية

السبت، 04 أبريل 2015 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقل عن عالمنا د. وجيه شكرى، أمين حزب التجمع بالمنيا، الجراح النابغة، الطبيب الإنسان، المناضل اليسارى، القبطى الوطنى، رحل فى صمت، وشهوده جدرانه الأربعة.. وكما يقول أحمد عبدالمعطى حجازى «فى هذا الزحام لا أحد»!

وحين نظرت إلى صورته المتكئة على الحائط، فوجدته فى القرب وفى البعد جميلًا.. بكيت قليلًا فارتحت قليلًا، لست أدرى هل كنت تتكئ على جدار اليسار الأخير أم أن الجدار هو الذى كان يتكئ عليك؟ هل أبكيك أم أبكى نفسى.. أبكى جيلى.. أبكى اليسار.. أم أبكى فيك وطنًا يتسرب كالمياه من بين أصابعنا؟
آه يا جرحى المكابر، صباح الخير يا وجيه، صباح الخير.. قم احمل فراشك وامشِ، وطننا فى حاجة إليك فى زمن صار فية الأقباط كما قال السيد المسيح «كغنم لا راعى لهم»، وأصبح العبيد هم السادة، والانتهازيون أصحاب الصفوف الأولى فى الكنائس، وفى الإعلام الطائفى فى المقدمة، كنت تناضل من أجل الوطن والكنيسة ضد جماعات الإرهاب، وكانوا هم يلعقون أحذية سادتهم فى الحزب الوطنى المنحل، أو يترشحون على قوائم الإخوان، ويسرقون الصندوق كيهوذا تمهيدًا لخيانة سيده.. كان وجيه شكرى امتدادًا لمدرسة أنور إبراهيم، وفؤاد ناشد، وجنبًا إلى جنب مع أحمد عبدالعزيز وآخرين حملوا راية اليسار فى المنيا وسلموها لنا، كان الجماعات المتأسلمة ترهب الجميع إلا اليسار.. كنا نسير معك وأنت مرفوع القامة تبشر بالزمن القادم من أعماق الجرح، وأحلام المناضلين العشاق، كنا معك من أوائل من أخرجوا الكنيسة للوطن، وبحثنا عن الوطن فى الكنيسة، وحملنا وديعة الإيمان بالوطن والكنيسة فى روحانية وطنية لا تعرف الطائفية، اقترن فيها لاهوت الأرض بلاهوت التحرير، والفقر الاختيارى بالحلم المصرى، والعفة السياسية بالطاعة للضمير الوطنى والفقراء.. فى لقائنا الأخير شكونا لبعضنا أمراض الوطن، والأقباط، والنخب الجديدة التى لا تدرك من النضال سوى ثقافة الاحتجاج، وبعض النخب القبطية التى لا ترى من الوطن إلا مساحة أرض لبناء الكنائس، أو الوقفات الاحتجاجية الفارغة المضمون، ضحايا التعليم المدرسى أو الكنسى أو الاضطهاد الممنهج من المتطرفين، وفجأة شعرت بالانقباض وكأنة اللقاء الأخير.. وقد كان، وها أنا وحيد على الضفة الأخرى.. أنتظر وأتوق إلى القدوم إليك فى عالم أكثر صدقًا وشفافية ومحبة.. وحتى نلتقى عزائى للابنة ميريت وجيه، ولايفيت صموائيل، وصبرى عبدالعزيز، وعادل الضوى، ورفعت السعيد، وسائر أعضاء الحزب والأسرة.

استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى
استشهد الصوت ولم يزل يقاتل الصدى
ووجيه بين الماء والندى
وبين الصوت والصدى
فراشة تطير حتى آخر المدى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف عتريس

لن ننساك يا رفيقى

نعم هذا وعد منى يا صديقى ورفيقى واستاذى - سو ف تظل رمزا من رموز النضال اليسارى فى المنيا وقيادى لحزب التجمع - امانة المنيا - قلب عاشق ريحة الوطن - عقل يرفض امراض الوطن وتشوهاته لم تكن قبطيا تدافع عن حقوق أقليةبحكم العدد بل سربا يناضل من اجل الجميع ويخدم الجميع فى تنظيم كان معارضا لفترة تاريخية كبيرة ثم اندثر - وهذا سبب حزنك المعلن والمخبوء - صديقى نحن ايضا نرفض التبعية والعنصرية وضياع الحقوق للغلابة الذين كنت تؤمن بهم كما آمنت بالسيد المسيح وحبه لملح الارض - الفقراء اشرف عتريس - عضو حزب التجمع - المنيا.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة