سعيد الشحات

اليمن ومخططات التقسيم

السبت، 04 أبريل 2015 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما انفجرت بؤرة قتال جديدة فى المنطقة العربية، أعود إلى قراءة مشروعات المستقبل التى يضعها الآخرون للمنطقة، والكثير منها ليس سرًا، بل تم تداوله فى حينه، وبمناسبة ما يحدث فى اليمن الآن، وإضافتها إلى أجندة «الغم العربى»، أعود مثلاً إلى الخريطة التى نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على موقعها الإلكترونى فى مطلع عام 2014، وتحدد شكل الشرق الأوسط الجديد بـ 14 دويلة، كانت فى الأصل 5 دول نعرفها الآن.

أعود أيضًا إلى دراسة شاعت فى ثمانينيات القرن الماضى بعنوان «استراتيجية إسرائيل فى الثمانينيات»، من إعداد «عوديد بينون»، الموظف السابق فى الخارجية الإسرائيلية، وكتبت عنها فى هذه المساحة من قبل، وتتحدث عن عمل إسرائيل على تفتيت سوريا والعراق إلى مناطق إثنية ودينية على المدى البعيد، ففى العراق تقوم ثلاث دول أو أكثر حول المدن العراقية الرئيسية الثلاث «البصرة، الموصل، بغداد»، وتنفصل مناطق شيعية فى الجنوب، وسنية فى الوسط والشمال، وكردية فى الشمال «كردستان»، وبذلك يكون التقسيم الطائفى متاحًا على غرار سوريا فى العهد العثمانى.

تفتيت سوريا وفق التركيب الطائفى إلى عدة دول مثل لبنان، بحيث تقوم على ساحلها دولة علوية شيعية، وفى حلب دولة سنية، وفى دمشق دولة سنية أخرى معادية للدولة الشمالية، ويشكل الدروز دولة ربما فى الجولان وفى حوران وشمال الأردن، وتزعم الدراسة أن هذه ستكون ضمانة للسلام فى المنطقة على المدى البعيد.

أما ما يتعلق بشبه الجزيرة العربية، فتؤكد الدراسة أنها بأسرها مرشحة للانهيار بفعل ضغط خارجى، خصوصًا فى السعودية، سواء بقيت قوة اقتصادية أم انخفضت فى المدى البعيد، وأن كل الظروف مواتية لتقسيم اليمن. وعن مصر تتحدث الدراسة عن أن استعادة شبه جزيرة سيناء بمواردها القائمة والكامنة هدف أساسى لإسرائيل، وتحقيق هذا الهدف فى المدى الطويل يقوم على تجزئة مصر إقليميًا لوحدات جغرافية منفصلة، ورؤية دولة قبطية مسيحية فى صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول الضعيفة هى مفتاح التطور التاريخى الذى لا يبدو مستبعدًا فى المدى الطويل، وتتحدث الدراسة عن استثمار الجانب العرقى والإثنى لتقسيم بلاد المغرب العربى وليبيا إلى كيانات تقضى على وحدة الدولة.. الدراسة القديمة لكن تجددها أزمة اليمن، ولهذا أعيد عرضها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة