أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

«نانا».. قصة حب أرمينية

السبت، 25 أبريل 2015 10:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغلق الصحيفة، صدمته صور طابور النسوة الأرمينيات، سبايا عرايا، عاد بذاكرته للخلف.. بيروت «الطاشناج»، الأغنية الأرمينية القديمة التى كانت تقول: «ذبحوا بدون رحمة آلاف الأرمن اضنة جميلة، السيوف واللهب، هدموا وصار خراب.. حتى كان الأرمن العزل سحقوا بدون رحمة»، ترك لخياله العنان، أين صديقتى الأرمينية؟ عيناها السوداوان بريقهما ينفذ إلى قلبه.. لا عيناى عسلية، بالنسبة لى عسلية أم سوداء، فهى وعدى، وصورتك أيقونة لأميرة أرمينية تحمل كل عبق السنين، وشوق طابور النسوة فى الأسر للحب والحرية، آه يا معبودتى قلبى الجريح.. وددت لو وقف فى الطابور مع جدتك.. ووضعت الملح على الجرح.. ووضعت على الجرح السكين.. وعبرنا من بوابة القدس إلى حطين «أنا مش قدك معرفش أقول كلام جامد كده»، رائحة الدم المتخثر تصرخ مائة عام ولا مجيب، الأتراك يساعدون الدواعش، لا يهمنى الذبح أو الكلام.. مشاعرك كرائحة الزهور التى ارتوت من دماء الضحايا، تنفذ إلى القلب دون كلام، آه يا حبيبتى ذات الروح الأرمينية التى بعثت فى صورة عروس بحر فى ثغر الإسكندرية.. تأكل «آيس كريم فى جليم»، وتجمع مع إيزيس أشلاء شهداء المصريين فى طبرق، آه يا حبيبتى الآشورية.. البابلية.. البغدادية.. الدمشقية.. أحبك حب طفل فقد أمه فى المذبحة، وارتوى من ثدييها الداميين.. أحبك حب عاشق هرب من حبيبته ومات تحت سنابك الخيل العثمانلى.. وهو يتطلع إلى مهجة الروح وانطلاق الذل.. مائة عام يا حبيبتى وسيوف وبنادق الأتراك تتبدل وتنطلق من أيدى الدواعش بمعرفة العثمانيين الجدد، «الصورة دى من فرح بنت صديقتى».. فتح اللاب ليشاهد الصورة، طاردته صورة طابور النسوة الأرمينيات، سبايا عرايا، تتبدل الأزمنة والصور، رجال مرفوعو الرأس يواجهون خناجر الدواعش، آشوريات يندبن المسيح تحت الصليب، أين صورة الفرح يا حبيبتى؟ يا إلهى صورتك فى الفرح بملابس سوداء؟ «رقتك تخلى القلب مليان سلام»، سكرت من خمر «شفايفك» التى تعتقت من خمر دماء جداتك فى طابور الموت، وارتويت من عبق سحر كؤوس الحزن فى «يرفان» تنتظر العرس، ومللت من انتظار قرار الاتحاد الأوروبى غير الملزم، وسخرت من طلعات طيران الحلفاء «الهوليديين» ضد الدواعش، وأصم أذنى على بكاء أطفال إدلب الجوعى، وأضحك من عواصف الصحراء والحزم، وأصلى للسيسى بالنصر، وأبحث عن أقدام جداتك فى الطابور لكى أغسلها بدموعى، وأناديكم.. أناديكم.. أشد على أياديكم، وأهديكم ضيا عينى وملء القلب أعطيكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم.. وأقول أفديكم.. أحبك يا «نانا» ونن العين.. أحبك؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة