ناصر عراق

الرواية التاريخية... الضرورات والنتائج

الأحد، 29 مارس 2015 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا يلجأ بعض الروائيين إلى استرجاع فترات تاريخية معينة وإعادة صياغتها فى قالب روائى حديث؟ وهل اتكاء الروائى على التاريخ يعنى أن الواقع الحالى لا يحمل من الوقائع ما يثير شهيته الإبداعية؟ ثم لماذا زاد الاهتمام الروائى بالتاريخ فى السنين الخمس الأخيرة، حتى أصبح كثير من القراء يقبل على هذه الروايات بشغف.حول هذه القضية الإبداعية دارت الندوة التى نظمتها مكتبة الإسكندرية أول أمس على هامش فعاليات معرضها السنوى للكتاب، وقد أحسن الدكتور خالد عزب والأستاذ حسام عبدالقادر وفريق العمل بالمكتبة فى تفعيل نشاط المعرض بندوات متنوعة ومثيرة. شارك فى ندوة الرواية التاريخية كل من: الدكتور أحمد صبرة، والدكتورة شيماء الشريف، وكاتب هذه السطور، وأدارها الكاتب الصحفى الكبير مصطفى عبدالله!

كما قلت، إن لجوء الروائى إلى عوالم تاريخية قديمة ينبعث من عدة أسباب أهمها، إحساس الكاتب بأن الواقع الذى يعيشه متوتر..مضطرب... ضبابى.. له صدى شبيه فى فترة زمنية سالفة، الأمر الذى يجعله ينقض على هذه الفترة بالبحث والدراسة عسى أن يصل إلى استيعاب أفضل لهذا الواقع المتوتر. لقد كتب نجيب محفوظ رواياته التاريخية فى نهاية الثلاثينيات، وقد اختار محفوظ فى «كفاح طيبة» الحديث عن احتلال الهكسوس لمصر، وكيف استطاع أحمس مواجهتهم وطردهم، وأنت تعلم أن مصر فى زمن صدور الرواية كانت خاضعة لاحتلال إنجليزى بغيض، أى أن محفوظ استلهم التاريخ ليجيب عن الأسئلة الشائكة المعاصرة.

اللافت كما قال الناقد الدكتور أحمد صبرة - صاحب رواية المغامر وهى عن محمد على - إن أول روايتين نالتا جائزة البوكر العربية دارتا فى أزمنة تاريخية، ويقصد «واحة الغروب» لبهاء طاهر، و«عزازيل» ليوسف زيدان، الأمر الذى يشير إلى أن هناك رغبة جارفة متبادلة بين الروائى والقارئ لخوض غمار بحر التاريخ.

فى لفتة ذكية أكدت الدكتورة شيماء الشريف أن المرء يجب أن يطالع العديد من الكتب والوثائق عن الفترة التى ينوى استلهامها تاريخيًا، حتى يأتى العمل مقنعًا ومؤثرًا، وفى النهاية كما قال مصطفى عبدالله.. المهم أن تكون الرواية ممتعة. أجل.. الإمتاع شرط حاسم لأى إبداع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة