إبراهيم داود

شاى

الخميس، 26 فبراير 2015 05:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى صلاة الجمعة بأحد مساجد الكويت سنة 1994 التقيت مصادفة الكاتب الكبير والصديق محمد المخزنجى، كنت هناك أبحث عن عمل، بددت ابتسامته الصافية وحشتى، كانت أياما صعبة، ولكن صاحب رشق السكين الذى كان موجودا فى عزلته العظيمة ينسج حكاياته إلى جوار عمله بمجلة العربى أعادنى برقته إلى صوابى، فعدت راضيا إلى مصر وفى ذهنى حكاية تبدو خارج الموضوع، كان موسيلينى مصابا بجنون العظمة، شعر بالغيرة من ظهور نجم البرتو مورافيا واحتفاء الأوساط الأدبية به فى إيطاليا وأوروبا، طلب أن يلتقى بالكاتب الشاب، واختار أن يستقبله فى مكتبه ذى الأعمدة والسقوف العالية، فقط ليشعره بضآلته.

كان مورافيا قصيرا ونحيلا، تعمد الديكتاتور أن تكون قرب مكتبه هناك لوحة ضخمة لخريطة العالم وتحتها صفين من الأزرار الملونة، استقبله ببدلته العسكرية ونيشاينه وأجلسه على مقعد مقابل مكتبه ومقابل للخريطة .. وبعد تحية المجاملة باغته بالسؤال وهو ينتصب أمام الخريطة حاملا بيده عصا طويلة: هل تعرف سيد مورافيا ما هذا الزر؟ أجابه: لا، قال الدكتاتور منتفخا بالمعرفة: لو ضغطت على هذا الزر ستتحرك قواتى من الهضاب الإثيوبية للانتشار فى القرن الأفريقى، وواصل الحديث.. وهذا الزر لو ضغطت عليه لتحركت قواتى من غرب الأدرياتى إلى شرقه.. وهذا الزر لإعادة انتشار قواتى فى شرق ليبيا.. وهذا الزر.. وهذا الزر.. وفجأة نطق الروائى الإيطالى النحيل البرتو مورافيا: سيدى الدوتشى.. هل هناك زر يمكنك الضغط عليه ليأتينا أحد بفنجانين من الشاى..!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة