سعيد الشحات

حقيقة الاعتماد على كوادر «الوطنى»

الأربعاء، 25 فبراير 2015 07:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مديح الحزب الوطنى «المنحل» الذى يقود بالتبعية إلى مديح نظام مبارك يقولون، إنه «الوحيد» الذى كان يمتلك الكوادر، والوحيد الذى لم يعان من أى مشكلة فى تقديم مرشحين إلى الانتخابات.

ويقولون فى هجاء وذم المعارضة وأحزابها، إنه لا يوجد لديها غير الكلام، ولا تستطيع أن تخوض معركة انتخابية متكاملة، بدليل أنها تعجز عن تقديم كم يليق بأى حزب محترم فى الانتخابات.

هذا التلاسن تعرفه مصر منذ عودة الحياة الحزبية بقرار من الرئيس السادات عام 1976، واستمر فى زمن مبارك، وازدادت سخونته تدريجيا، حتى تحولت إلى كيد ومعايرة منذ بدء التسعينيات من القرن الماضى، فى «الكيد» كنا نستمع إلى كمال الشاذلى، وهو يقول: «نحن نحتكم إلى الشعب، والشعب هو الذى يختار الحزب الوطنى فى كل انتخابات، وندعو المعارضة أن تتعلم من الحزب الوطنى»، ومع أحمد عز وجمال مبارك ارتفعت وتيرة «الكيد» لتشتمل على لغة من نوعية «المعارضة الفاشلة»،
و«المعارضون ليس عندهم غير الكلام» و«متنسوش نفسكم إحنا اللى جبناكم»، ثم تلازم الكيد مع الغرور فأنتجا شتائم علنية تحت قبة البرلمان، وجهها نواب فى «الوطنى» لزملائهم فى المعارضة، وأحيانا تحولت الشتائم إلى تهديدات، فاشتباكات، وأخرى برفع الحذاء، وهكذا كان المصريون يتفرجون على نوعية «القيادات» التى من المفترض أنها تعبر عنه.

لم تعبر هذه الممارسات عن الديمقراطية من بعيد أو قريب، ولا عن عمق حزبى يمكن أن نستدل منه على أن الحزب الوطنى كان بالفعل حالة حزبية قوية تضرب بجذورها فى الأعماق، وأنه ربى كوادر حزبية حقيقية من القاعدة إلى القمة، كما لا نستدل من هذه الممارسات على أن أحزاب المعارضة ضعيفة وهشة ومفلسة.

القضية أبعد وأعمق فالذين ارتبطوا بأحزاب السلطة كان يعنى ارتباطهم بكل مؤسسات الدولة، والذين ارتبطوا بالمعارضة كان يعنى إما إبعادهم عن هذه المؤسسات وإما توتر العلاقة معها، وحدثت استثناءات قليلة فى هذه القاعدة لنواب معارضين استطاعوا استخدام جماهيرهم كقوة ضغط ففرضوا أنفسهم، ورغم التدخلات الأمنية فإنهم نجحوا رغما عن هذه التدخلات.

الارتباط بالسلطة أدى إلى مزايا كبيرة للأحزاب التى ارتبطت بها، لتشمل تقديم تسهيلات لكوادرها، وبعضهم استثمرها لنفسه فكان الفساد، وآخرون استثمروها لصالح غيرهم، وهناك من استثمرها لنفسه ولغيره، وعبر هذه الحالة تكونت جماهيرية هؤلاء الكوادر، والفضل يعود إلى الارتباط بمؤسسات الدولة عبر الأحزاب التى كونتها السلطة، وهى منذ حكم السادات، حزب «مصر العربى - الوسط»، ثم «الحزب الوطنى».

أقول ذلك، حتى نتبين حقيقة ما يقال حول أن الحزب الوطنى هو الوحيد الذى كان لديه الكوادر، وأن «كل الأحزاب جرت عليهم فى البحث عن مرشحين لها فى انتخابات النواب الجارية»، هؤلاء وكما قلنا اكتسبوا شعبيتهم أو وجودهم السياسى من ارتباطهم بالسلطة، ولأن الناخب البسيط مازال يرتبط بالسلطة فى الخدمة والتوظيف وأشياء أخرى، فهو قد يذهب طواعية إلى التصويت لممثلها الذى هو مرشح الحزب الذى يرتبط بها ويعبر عنها، أو قد يتم شحنه وتزييف إرادته.

نحن الآن أمام حالة لا يوجد فيها حزب للرئيس، ولابد من مقاومة أى تدخل للدولة فى الانحياز لأى طرف يخوض الانتخابات، فذلك من شأنه أن يخلق كوادر سياسية تبنى نفسها بسواعدها مما يصب فى المصلحة الحزبية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مكتوب علينا 50 سنه نرضى بالمتعوس وخايب الرجا معا ودون اى اعتراض

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة