أكرم القصاص - علا الشافعي

طارق الخولى

عام 2015.. مصر بين الألم والأمل

الإثنين، 28 ديسمبر 2015 10:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ها نحن نودع عام 2015 وقد حملت شهوره وأيامه، أحداثا كثيرة، اعتاد المصريون على تتابعها السريع وكثافتها، منذ يناير 2011، فمازالت مصرنا متألمة من طعنات، جماعات ميكافيلية متأسلمة، وحائرة تائهة، بين قوى سياسية متناحرة، تبكى فراق أبنائها، أبطال السلاح، شجعان وجدعان، ميادين القتال، زهور بلدنا، شباب الجنة، بإذن المولى، حيث مازلنا بجهادهم صامدون فى وجه تيوس الجماعة التى لم تتوقف عن دفع الوطن نحو سيناريوهات التفكك والفوضى، لتبقى شوائب إرهاب تمثل تحديًا تجب مواجهته والإجهاز عليه، حتى آخر رمق فيه.

فقد شهد مطلع العام، الشارف على الرحيل، ذبح 21 مصريًا فى ليبيا، على يد تنظيم داعش الإرهابى، ليعلن الرئيس السيسى فى كلمة وجهها للمصريين أن «مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد فى الوقت المناسب»، ليوجه سلاح الطيران، بعدها بساعات معدودة، ضربة جوية مركزة، ضد 13 هدفًا إرهابيًا لداعش، حيث تمت العملية على 3 موجات متتابعة.

لتأتى فى منتصف العام، لحظات من التضحية والألم، حيث وقع اغتيال النائب العام هشام بركات، على إثر إصابته، فى تفجير إرهابى استهدف موكبه، ليتبعه المجند عبدالرحمن، حيث استشهد فى سيناء خلال مشاركته ضمن عناصر الجيش، فى التصدى لأكبر هجوم إرهابى شهدته المنطقة، حيث كشف قائده عن مثابرته وتمكنه من قتال 12 عنصرا إرهابيا رغم الإصابات الخطيرة التى لحقت به إلى أن نال الشهادة، بعدما ضرب أروع الأمثلة فى التضحية والفداء.

لتكون مصر، على موعد مع الأمل، فى مطلع شهر أغسطس عندما شق يخت المحروسة، مياه قناة السويس الجديدة، إيذانًا بافتتاحها، فى الساعة الثانية ظهرًا، فى يوم حمل تقويمه رقم 6، وعليه الرئيس مرتديًا حلته العسكرية، فقد كان مشهدًا عبقريًا حيث تجلى يخت المحروسة، فى الترميز، لعظمة سفينة الحضارة المصرية، كما امتزجت، الحلة العسكرية وتوقيت العبور فى رسائل مفادها التذكير بانتصار أكتوبر العظيم، وامتداد مسيرة الحفاظ على الأمن القومى المصرى، بإحراز النصر على الإرهاب والفقر، بالسلاح والتنمية.

لتعاودنا لحظات الألم فى أكتوبر الماضى، حيث سقوط طائرة روسية فى سيناء ومقتل 224 سائحا كانوا على متنها ليتبعها قرار روسى بتعليق الرحلات الجوية لمصر، وسط أنباء ومعلومات وردت من الجانب البريطانى ثم الروسى عن احتمالية سقوط الطائرة نتيجة عمل إرهابى منظم وليس لأى سبب فنى، ليفسر البعض الحادث بأنه ضربة مخابراتية موجعة لروسيا، بسبب حربها على داعش، ولمصر لتعطيل نهضتها الاقتصادية، بضرب السياحة، ولهدف مشترك أكبر وأبعد، وهو إحداث حالة توتر، فى العلاقات المصرية الروسية، وهو ما تداركه الشريكان، فى شهر نوفمبر، أى بعدها بأسابيع قليلة، فى إنعاش الأمل، بتوقيع عقد إنشاء محطة نووية فى الضبعة، بين الحكومة المصرية، ممثلة فى هيئة الطاقة النووية، ودولة روسيا، ممثلة فى شركة «روز أتوم»، العاملة فى مجال بناء المحطات النووية.

ليشهد نهايات العام إتمام خارطة الطريق، التى وضعت فى 3 يوليو 2013 بانتخاب البرلمان، لتكتمل المؤسسات، وتثبت دعائم الدولة، وهو ما يمنحنا الأمل فى حتمية الانتصار لكن يبدو أن الطريق للأمل ملطخ بالتضحية والألم، فمنذ أيام قدم المجند محمد أيمن، ابن الحادية والعشرين ربيعًا، روحه فداءً للوطن بمشهد ملحمى، عندما احتضن الجندى البطل، الإرهابى المجرم، الذى بادر بتفجير نفسه بالحزام الناسف ليجنب أيمن رفاقه، الموجة الانفجارية الضخمة، ليسقط شهيدًا على أرض الفيروز، التى سالت عليها، من قبله، دماء الآلاف من أجداده، محررين الأرض من نجس بنى صهيون ليتبعهم الشهيد أيمن ورفاقه فى تحريرها من خوارج هذا العصر. ففى عام 2015، شقت مصر قنوات الأمل بالألم، ونهضت الأمة، لتتذكر عظمة ماضيها، وتحديات حاضرها، وزهو مستقبلها، لتصبر وتصمد، فى وجه من يؤلمها، ويسعى لدحرها، لندعو المولى عز وجل، أن نكون فى موعد مع الانتصار، فى عام 2016.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة