2015 يرسم خريطة جديدة للحياة الحزبية.."المصريين الأحرار" يتصدر المشهد السياسى ..و"مستقبل وطن" الحصان الأسود..الانضباط يضع حزب حماة الوطن بين الكبار..و"الوفد"يصمد أمام الانقسامات و"النور" أكبر الخاسرين

الخميس، 24 ديسمبر 2015 01:07 ص
2015 يرسم خريطة جديدة للحياة الحزبية.."المصريين الأحرار" يتصدر المشهد السياسى ..و"مستقبل وطن" الحصان الأسود..الانضباط يضع حزب حماة الوطن بين الكبار..و"الوفد"يصمد أمام الانقسامات و"النور" أكبر الخاسرين مجلس النواب
كتب أحمد حمادة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام قليلة وتطوى صفحات عام 2015 وتبدأ الحياة السياسية والبرلمانية مرحلة جديدة فى مصر عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث رسمت نتيجة الانتخابات البرلمانية ملامح المرحلة الحزبية المصرية خلال الدورة البرلمانية القادمة.

عام 2015 حمل معه ازدهاراً وصعوداً لعدد من الأحزاب التى حجزت مقاعد لأنفسها فى المرحلة القادمة نتيجة استراتيجيات وخطة ساهمت فى تحقيق أهدافها فى التواجد داخل البرلمان، وأن تكون شريكاً أو محركاً للحياة السياسية، كما شهدت انهيار وسقوط لأحزاب لم تستطيع مواكبة المرحلة الحالية بسبب الضعف المادى لتمويل الحزب أو انتهاج سياسيات وممارسات ليست مناسبة لتلك المرحلة.

"اليوم السابع" يرصد أبرز مراحل الصعود والهبوط التى شهدتها الساحة السياسية المصرية خلال هذا العام.

حزب المصريين الأحرار أبرز الصاعدين


يأتى حزب المصريين الأحرار فى صدارة الأحزاب الصاعدة فى عام 2015 والتى أصبح بها أهم حزب على الساحة السياسية وفرض نفسه على الساحة السياسية فى ظل حالة التوهان السياسى الذى تعيشه مصر إلا أن الحزب نجح فى زيادة شعبيته وعمل جاهداً ليتصدر المشهد السياسى على مدار العام، فضلا عن عمله طوال ما يزيد عن العام دون تولى أحد لمنصب رئيس الحزب والأكتفاء بوجود عصام خليل قائماً بأعمال الرئيس.

مواقف المصريين الأحرار فى عام 2015 بدأها مع لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بقيادات الأحزاب، حيث طلب الحزب بضرورة وضع ميثاق شرف حزبى ينظم عمل الأحزاب خلال المرحلة، أهم مبادئه عدم التجريح، ووضع مبادئ للنقد سواء نقد الدولة البناء أو نقد الأداء الحزبى، والتعلم من أخطاء الماضى، وهو ما نال ترحيب من الرئيس السيسى، واتخذ الحزب منذ ذلك اللقاء استعدادا مكثفاً لخوض معركة الانتخابات البرلمانية ليحصل على أغلب المقاعد الحزبية، ومر الحزب بمرحلة شد وجذب مع القائمين على تشكيل قائمة موحدة تجمع الأحزاب تحت رايتها منذ أن كان الدكتور كمال الجنزورى منسقاً لتلك القائمة واستمر الصراع حتى وصل إلى قائمة فى حب مصر ورغم ان الحزب كان على ثقة فى مرشحيه بالبرلمان إلا أنه فضل الانضمام للتحالف حتى لا يغرد خارج السرب.

واختتم المصريين الأحرار عامه بنجاح باهر بعد أن أذهل الجميع فى الانتخابات البرلمانية وحصل على أعلى نسبة نواب داخل البرلمان بـ65 نائب، وكان موقف الحزب واضحا تجاه ائتلاف دعم الدولة المصرية منذ اعلان نتيجة البرلمان، حيث رفض الانضمام لذلك الائتلاف، معترضا على سياسته، واتهمه بأنه سيعيد نظرية السمع والطاعة داخل البرلمان.

حزب مستقبل وطن الحصان الأسود لعام 2015


حزب مستقبل وطن كان بمثابة الحصان الأسود فى عام 2015، فالبرغم من أن رئيسه محمد بدران هو أصغر رئيس حزب عرفته الحياة السياسية المصرية، إلا أن الواقع السياسى فى هذا العام أثبت أن الحزب له استراتيجية وله خطة نجح فى تحقيق جزء كبير منها خلال العام والذى كان بمثابة عام الانطلاق للحزب الشاب.

"مستقبل وطن" دخل العام فى هدوء تام، وبدأ فى تنفيذ ملامح استراتيجيته بالنزول إلى الشارع والتواصل مع شخصيات عامة لها ثقل انتخابى فى دوائرها ، كما واصل الحزب جولاته ولقاءاته مع عدد من السفراء لدول عربية وأجنبية لتقديم صورة صحيحة عن الحياة السياسية فى مصر.

نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وحصول حزب مستقبل وطن على 53 مقعد فى البرلمان جعلت منه حزب له رقماً فى المعادلة السياسية المصرية فى هذا العام وكان موقفه الأخير برفض بنود اللائحة الداخلية لائتلاف دعم مصر بمثابة التكشير عن الأنياب، وتأكيداً بأن الحزب له هوية يريد أن يحافظ عليها، وله أهداف ورؤى واستراتيجية وليس حزب وليد الصدفة أو مدعوماً من الدولة، بل أنه يريد أن يكون له أجندة تشريعية تستحق التطبيق.


حزب حماة وطن مفاجأة العام


كما شعد عام 2015 صعود حزب جديد هو حماة الوطن، والذى لم يمر على أشهاره عامين، ولكن الانضباط والروح العسكرية التى فرضتها طبيعة معظم أعضائه برئاسة الفريق جلال هريدى صاحب التاريخ العسكرى الكبير ومعاونة قيادات الحزب، ومنهم اللواء محمد على بلال، واللواء كمال عامر، واللواء أسامة أبو المجد، والكثير من أبناء القوات المسلحة المتقاعدين وانضمام عدد من أساتذة الجامعات والشخصيات العامة له، جعلت الحزب يجمع بين الانضباط العسكرى والفكر السياسى المستنير، وهو ما ظهر خلال خوض الحزب لمعركة الانتخابات البرلمانية.

الكثير لا يعلم أن الفريق جلال هريدى رئيس الحزب خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى هو من قدم مقترحا بضرورة أن يكون هناك ائتلاف يجمع الأحزاب السياسية فى الانتخابات البرلمانية، وذلك لتوحيد صف الأحزاب والعبور بالمرحلة الحالية إلى بر الأمان.

الانتخابات البرلمانية كانت أعلنت عن إدراج اسم الحزب الذى لم يكن متوقعاً أن يكون منافساً بهذه القوة على المقاعد الفردية، وحصل مرشحيه على 18 مقعد فى البرلمان، وبالرغم من حالة التوتر التى يشهدها البرلمان بشأن ائتلاف دعم مصر إلا ان الحزب مازال يحتفظ بقراره وثابت على موقفه بضرورة أن يكون هناك ائتلاف يوحد الصفوف داخل البرلمان ويدعم قيام الدولة المصرية مع الحفاظ بالهوية الحزبية.

المؤتمر والشعب الجمهورى دخلا بين الكبار


نتائج الانتخابات البرلمانية دفعت بمؤشر حزبى الشعب الجمهورى والمؤتمر للصعود فى عام 2015، فحصول الشعب الجمهورى على 13 مقعد والمؤتمر على 12 مقعد ترك لهما بصمة فى الحياة الحزبية.

مواقف الحزبين متشابهة تقريبا فالحزبين انضما لقائمة فى حب مصر منذ تأسيسها ولكن مع تشكيل ائتلاف دعم مصر لم يتخذ الحزبين القرار النهائى بعد بسبب ملاحظتهما على شكل الائتلاف وبعض بنوده، ومنها ضرورة الحفاظ على هويتهما الحزبية.

صمود الوفد بتاريخه


عام 2015 كان بمثابة عام الصمود لحزب الوفد صاحب التاريخ الطويل وأقدم الأحزاب المصرية، شهد الحزب فى هذا العام حالة توتر عقب الانتخابات الداخلية للحزب وصراعاً بين تيار إصلاح الوفد وبين جبهة الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب فاشتد الصراع بين الجبهتين حتى وصل إلى ان دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى الطرفين للتهدئة وعودة الاستقرار للحزب.

ورغم الصراع الذى شهده الوفد داخلياً إلا أن الطرفين وحدا الصفوف خلال الانتخابات البرلمانية وتركا قيادة الحزب تتولى الملف، حيث تم تهدئة الوضع داخليا لحين الانتهاء من الانتخابات، وبالفعل نجح الوفد فى عدم الابتعاد عن مكانته فى التواجد ضمن أحزاب الكبار داخل البرلمان فوجوده بـ45 نائب حافظ على مكانته فى الحياة السياسية، وبالرغم من ذلك إلا أن الأزمة الداخلية فى الحزب مازالت مستمرة.


حزب النور أكبر الخاسرين


مسلسل الهبوط فى 2015 تصدره حزب النور السلفى، والذى تعرض لصدمة قد تعجل بنهاية الحزب، منذ بداية العام وظل حزب النور يتخذ مواقف تدينه أمام المجتمع، من بينها حديث رئيس حزبه يونس مخيون عن الأقباط، حيث أكد أنه لولا القانون لما رشحوا أقباط على قوائمهم، وهو ما أثار حفيظة المرشحين الأقباط على قوائمهم بالإضافة إلى فتاوى ياسر برهامى المستمرة والغريبة، وكل ذلك تسبب فى فقدان ثقة أعضاء الحزب والمتعاطفين معه لقياداته والتى مازالت تتعامل مع أعضائها على غرار السمع والطاعة .

وفى ماراثون الانتخابات، اختار الحزب أن يعمل بصورة منفردة بعيدا عن الأحزاب، متوهما بأن حصوله على 124 مقعداً فى البرلمان السابق سيؤهله لحصد عدد كبير من المقاعد فى البرلمان الحالى، بل أن تصريحاتهم المستمرة بأنهم لا يريدون أغلبية البرلمان، وأنهم سيكتفون بقائمتين فقط فى الصراع الانتخابى رسم حولهم هالة وكأن شعبيتهم مازالت كما هى، وجاءت النتيجة لتكشف أن كل ما يقال عن شعبية الحزب مجرد وهم ولا أساس لها على أرض الواقع، وحصول الحزب على 12 مقعد فقط جعل الحزب يبحث عن صراعات مع صحفين وسياسين ومفكرين من أجل التستر على فشل قياداته فى الانتخابات البرلمانية.

استمرار معاناة اليسار


عام 2015 يستحق أن يطلق عليه عام سقوط اليسار فالأزمات المالية المتلاحقة التى تواجه الأحزاب اليسارية وعلى رأسها حزب التجمع ساهمت بشكل كبير فى سقوط الأحزاب اليسارية، والتى حاولت التوحد فى ائتلاف، ولكن لم تفلح كل هذه المحاولات، إضافة إلى التوحش المالى الذى ساد الحياة السياسية وأصبح المال جزء كبير من العمل السياسى.

نتيجة الانتخابات البرلمانية أثارت العديد من التساؤلات حول مصير أحزاب اليسار فى المرحلة القادمة فعدم حصولها على مقاعد مؤثر بالبرلمان جعلها فى مرتبة متأخرة فى الحياة الحزبية، وأصبحت تائهة وسط الزخم السياسى فهل صدمة الانتخابات تكون بمثابة نقطة الانطلاق لليسار للعودة مرة أخرى وإعادة ترتيب الأوراق والتوحد خلف حزب واحد يحمل لواء اليسار للحفاظ على التاريخ اليسارى المصرى، أم تكون نهاية مأساوية لتيار لها تاريخ فى الحياة السياسية المصرية والعربية.

حزب شفيق يراهن على الفرس الخسران


حدد عام 2015 مع نهايته الحجم الحقيقى لحزب الفريق أحمد شفيق الحركة الوطنية والأحزاب المنضمة فى جبهته، فزعم أنصاره المستمر طيلة العام عن عودة شفيق ليتولى منصب رئيس البرلمان تارة ، وأخرى أنه سيعود ليشرف على الانتخابات البرلمانية، وما اثير حول وضع صوره مرة أخرى فى الشوارع لمطالبته للعودة لمصر ليكون رئيسا للجمهورية، لم تفلح ليكون للحزب كتلة برلمانية قوية تمثله فى مجلس النواب، الانتخابات البرلمانية كشفت النقاب عن الشعبية الغير موجودة على أرض الوقع خلف الفريق شفيق وأنصاره.

التيار الديمقراطى وحمدين انسحاب غير مبرر


لعل الخطوة التى أقدم عليها أحزاب التيار الديمقراطى الـ6 برعاية حمدين صباحى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فى توحيد صفوفهم فى جبهة واحدة لمواجهة الفقر المالى لأحزابه ومواجهة قوة الأحزاب الكبرى كالوفد والمصريين الأحرار كانت بداية جيدة، ولكن اختفى أثرها تدريجياً حتى تلاشى وجودهم مع الانتخابات البرلمانية، التى أعلنوا مقاطعتهم لها، ولكن من الغريب أن هذا الانسحاب كان متوقعا فى ظل عدم قدرتهم على استقدام أعضاء جدد يمكنهم المنافسة فى الانتخابات، وخطوة الانسحاب فى حد ذاتها، كانت بمثابة اعتراف مبكر بالهزيمة وقللت من تواجد التيار فى الساحة السياسية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

kazemtop222

مصر وشعبها اولا

عدد الردود 0

بواسطة:

kazemtop222

مصلحه مصر والشعب فوق الجميع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة