محمد حمادى يكتب: إعلام "السوشيال ميديا" والرأى العام

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2015 06:00 م
محمد حمادى يكتب: إعلام "السوشيال ميديا" والرأى العام فيس بوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى هى المنبر المفتوح للجميع للتعبير عن الرأى بكل أشكاله وألوانه وصوره ومما لا شك فيه فإن هذه المواقع كان لها دور رئيسى فى قيام ثورات الربيع العربى، وهو المكان الوحيد الذى من خلاله لأى شخص أن يعبر عن رأيه بسهولة ويسر وبتلقائية ووجد الكثير من الشباب ضالتهم فى العالم الافتراضى؛ ليعبروا من خلاله عن أحلام وطموحات باتت مستحيلة، ويطلقون سهامهم دون رحمة على مظاهر الاختلال والديكتاتورية بحملات إلكترونية، هزت عرش رأس النظام السابق وحاشيته، إلى أبعد الحدود، لهذا ملايين الشباب أطلقوا صرخاتهم الغاضبة عبر العالم الافتراضى لرفض الظلم واستنكار ما يتناقض مع قيم وعادات المجتمع.

ومواقع التواصل الاجتماعى لها الفضل فى توجيه الرأى العام فى مصر فى الفترة الحالية، ولها دور فعال وإيجابى لايمكن أن ننقصه أو نستثنيه بأى حال من الأحوال فى القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الوطنية فعلى سبيل المثال عقب نجاح ثورة 25 يناير، وصعود جماعة الإخوان إلى سدة الحكم فى البلاد، وعدم تحقيق الأهداف التى خرج من أجلها الشباب، خاصة مع الإخفاقات التى صاحبت العام الأول من حكم جماعة الإخوان، ثارت مواقع التواصل الاجتماعى من جديد، وبدأت فى تحريك جموع المصريين للقيام بثورة 30 يونيو، التى ساندها الجيش.

وبدأت دعوات حركة "تمرد" تنتشر عبر مئات الصفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك"؛ للتعبير عن رفض المصريين لحكم الإخوان والدعوة لمظاهرات 30 يونيو2013، وتبعتها عشرات آلاف من التغريدات على موقع "تويتر".

وظهر ما يسمى بحرب "الهاشتاجات"، وكانت محاولات شبابية لنقل الأفكار بين أبناء جيلهم، وكانت حروب الـ"هاشتاج" جزءًا لا يتجزأ من الصراع الدائر لإسقاط الإخوان.

واستخدم النشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فى الحشد والتعبئة، فكانت دعوات حركة "تمرد" للتوقيع على استمارة تدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ونشرت بياناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ما أدى إلى انتشارها بشكل كبير وسريع.

وخرج المصريون بجميع طوائفهم، فى مشهد يعيد سيناريو 25 يناير مع اختلاف الأحداث، وتم الإطاحة بنظام جماعة الإخوان، وتصحيح مسار ثورة يناير وإعلان خارطة طريق جديدة.
كان لها الفضل فى وقف برنامج إسلام بحيرى وتعامله مع التراث الإسلامى، أيضًا كانت سببًا فى استقالة وزير العدل السابق، أيضًا كانت سببًا فى إقالة محافظ الإسكندرية هانى المسيرى، وأخيرًا وليس آخرًا وقف برنامج الإعلامية ريهام سعيد وغيرها.
ولكن من الضرورى أن ننتبه جيدًا من هذا الإعلام الجديد الذى لا حدود له، وخطورته المهيمنة على صانعى القرار، ففى الماضى كان يلقبون الصحافة الورقية "الجرايد" بـــ"صاحبة الجلالة" لما لها من القدرة فى توجيه الرأى العام، وتوضيح الحقائق والمعلومات ولكن كل هذا تحت رقابة الدولة، أما فيس بوك أو تويتر فهما لا رقابة لهما ومن هنا يأتى الخطر، لأن كل دقيقة ينهمر سيلاً من المعلومات والقضايا والأقاويل ولا نعلم مصدرها أو حقيقتها من أشخاص أو صفحات مجهولة هوية صاحبها، ويتم التفاعل معها بشكل مباشر وتتم سرعة تداولها سرعة البرق، وبهذا يكمن الخطر لترويج الشائعات والأخبار الكاذبة بشكل فج.

إن هذا الإعلام الكبير الذى يجلس أمامه بالساعات ملايين من البشر، يتلقى كل ثانية الأخبار والمنشورات والمعلومات المبهمة، منها الحقيقى ومنها المغرض هنا يأتى دور الإعلام الرسمى المتمثل فى الصحف اليومية والإذاعة والتليفزيون لتوثيق الخبر أو المعلومة وأنه لا ينقاد فى بحر مواقع "السوشيال ميديا" وأن يكون هو المتحكم فى الخبر والمعلومة الأكيدة والموثقة كما كان فى السابق وكما كان معروفًا بــ"صاحبة الجلالة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة