الرئيس والخطوط الحمراء!

من يخالفك الرأى ليس دائمًا هو الخائن، ومن يوافقك ليس هو الوطنى على طول الخط، فهذا معيار مطاط وكاذب، وشهد تقلبات مثيرة فى السنوات الأخيرة التى شهدت ارتقاء من تحولت مواقفهم، ليكونوا دائمًا فى أحضان السلطة التى تحكم، حتى لو كانت الجماعة الإرهابية، منتفعين ببريقها وفارين من غضبها، غير أن الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد الآن لا تحتمل آلاعيب «الثلاث ورقات» وتتطلب الاجتهاد، لإعادة ضبط معايير «الخيانة» و«الوطنية».. وبعد هذه المقدمة النظرية الفلسفية إليكم التفاصيل:

أولا: على مستوى الأحداث السياسية، لم تعد مؤامرة الغرب ضد مصر مجرد استنتاجات أو تخمينات، وتأكدت بالقرارات المتعسفة التى أعقبت سقوط الطائرة الروسية، والتى تحركها بريطانيا بآلاعيب استعمارية قديمة، تصاعدت من تعليق الرحلات الجوية إلى طلب حماية المطارات المصرية بقوات بريطانية، والخيانة هنا وصمة عار لمن يشمتوا ويحرضوا من عناصر الجماعة الإرهابية فى الداخل والخارج، لأن سيادة مصر وعدم التدخل الأجنبى فى شؤونها خط أحمر، وليس مجرد حرية رأى فى مزاد الديمقراطية.

ثانيًا: على مستوى مكافحة الإرهاب، فقد تصاعدت المواجهة إلى مستوى حد السيف، بالكشف عن المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الجمهورية قبل افتتاح قناة السويس، والسعى لإيقاع البلاد فى مستنقع الفوضى والعنف، فالهدف ليس رئيس الدولة بل الدولة، وليس شخص عبدالفتاح السيسى بل مصر كلها، وإسقاط رئيس الدولة خط أحمر وليس حرية رأى، لا يسعى لذلك إلا الخونة والمتآمرون، أما أن ننقد سياساته فهذا ما يحدث الآن، ولا خلاف عليه.

ثالثًا: على المستوى الاقتصادى فأنصاف الخونة هم الذين يلعبون عمدًا فى الخطوط الخلفية، لتخريب الاقتصاد المصرى، وخنق غالبية المواطنين وحرمانهم من لقمة العيش، أملًا فى الوصول إلى حالة «ثورة الجياع»، وأسميهم أنصاف خونة، لأنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة الخيانة الكاملة وما زالوا مترددين، ويواجههم حائط صد قوى من غالبية رجال الأعمال الشرفاء، الذين آلوا على أنفسهم أن يصمدوا ويقاتلوا، حتى تعبر البلاد منطقة الأزمات العابرة. فلنختلف مع الرئيس حول كل شىء، إلا مصر ووحدة أراضيها وأمنها واستقرارها وسلامة شعبها، فالإرهاب لم يعد مقصورًا على العبوات الناسفة التى تنفجر، وإنما أيضًا الذين يعبئون قنابل مختلفة الأشكال والألوان.