ناصر عراق

الأحزاب والمماليك!

الخميس، 15 يناير 2015 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل ستخوض الأحزاب المصرية الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة كما اقترح الرئيس السيسى عندما التقاهم قبل يومين؟ هل هناك فرصة حقيقية لاندماج هذه الأحزاب؟ وعلى أى أساس سيتم هذا الاندماج؟

فى ظنى أن أكبر مشكلة تواجه المصريين - ليس الآن فقط وإنما طوال التاريخ الحديث - تتمثل فى عدم قدرتنا على تنظيم أنفسنا فى كيانات سياسية قوية ومؤثرة، فكل الأحزاب المعلنة تتسم بهشاشة فى التنظيم وضحالة فى الرؤى، الأمر الذى جعل ضباط يوليو - على سبيل المثال - يقررون إلغاء الأحزاب دون أن يحدث ذلك القرار العنيف أى أثر فى الشارع، فلم يخرج أعضاء هذه الأحزاب فى مظاهرات ترفض قرار حل الحياة الحزبية، ولم تتكدر أمزجة الجماهير لأن الحزب الشعبى "الكبير" صار من الماضى، بل ما رأيناه أن الشعب بكتلته الضخمة التف حول عبد الناصر راضيًا به زعيمًا. حتى عندما قرر السادات إعادة الحياة الحزبية فى 1976 تشكلت الأحزاب بشكل عشوائى، ولم تستطع أن تفعل شيئا فى حياتنا السياسية لدرجة أن نظام مبارك ظل متشبثا بالسلطة ثلاثين سنة يفسد ويخرب ولم تتمكن الأحزاب من إحداث أى تغيير فى حياة الناس، ولما انتفضت الملايين فى يناير 2011 أطاحت الحزب الوطنى المنكوب، الذى دخل التاريخ بوصفه أكثر الأحزاب رداءة وإفسادًا لحياتنا السياسية!

ما السبب فى أن أحزابنا تشبه الكيان الكرتونى لا أثر لها فى الشارع؟ هل غاب عنا مفهوم الحزب؟ هل لأنها تتأسس بشكل فوقى؟ بمعنى أن مجموعة من المشتغلين بالسياسة قرروا إنشاء حزب، وليس من خلال حركة اجتماعية فكرية دائمة ومستمرة تعبر عن مصالح طبقة معينة، وفى النهاية تتحول هذه الحركة النشطة إلى حزب سياسى يمثل الطبقة التى يعبر عنها كما حدث فى أوروبا وأمريكا واليابان وروسيا والصين؟

إن أحزابنا الحالية تشبه جماعات المماليك فى العصور الوسطى، فكل جماعة تتقاتل من أجل نهب أكبر قدر من ثروة مصر، تاركين الشعب يتضور غمًا وجوعًا، وكلنا يذكر صراعات المماليك على حكم مصر.للأسف.. المسافة واسعة بيننا وبين وجود حزب حقيقى يعبر عن مصالح الغالبية العظمى من المصريين!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

.

.

عدد الردود 0

بواسطة:

.

.

راجه سفر التكوين فى اجابات وافيه وبراهين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة