أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

الشيطان يكمن فى التفاصيل

الخميس، 01 يناير 2015 10:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشيطان يكمن فى التفاصيل، ودون دخول فى التفاصيل، فالتحالفات الحالية بشأن انتخابات مجلس النواب تسيطر عليها المطامع الشخصية، ورغبة ورثة الثورة فى التهام كعكة الثورة، كأنها غنيمة حرب يتنافس المنتصرون على نيل أكبر قطعة منها، رغم أن بعضهم لا تتجاوز شعبيته باب الغرفة التى يجلس فيها، وتعدت التحالفات الفاشلة حيز التنسيق إلى الصراعات الأنانية، وخُيل لهم أن الناخبين سوف يبصمون على اختيارهم، ويقدمون لهم فروض الولاء والقبول، مع أن الحسبة غير ذلك تمامًا.
خفى عليهم أنهم «يدلعون أنفسهم بغير عدل ولا أصول»، على رأى الأغنية الشعبية التى تحمل نفس المعنى، وأول قواعد الأصول أن تكون لديهم استطلاعات ميدانية حول المواصفات والأسماء التى يريدها الناخبون فى كل دائرة، فوزن المرشح المثالى فى مصر الجديدة يختلف عنها فى أبنوب والبدارى، فعلى أى أساس تختارون هذا، وتستبعدون ذاك، وهل وضعتم أيديكم أو سماعتكم على نبض الجماهير، أما أنه فرح العمدة ومن يتبوأ الصف الأول إما أن يكون صديق العمدة، أو يدفع أكبر نقطة.
وخفى عليهم أن الرموز الطافية على السطح وتتولى توزيع الكعكة إما منعزلة عن الجماهير وتعيش فى أبراج أسمنتية، أو بينهم وبينها خصام، وبعضهم بشخصه أو حزبه ذاق الفشل مرات ومرات، وانكشف ضعفه دون تزييف أو تزوير، وكم صدمنا فى الأحزاب الكرتونية، والمرشحين الذين ينطبق عليهم وصف «نمور من ورق»، ويزيد الطين بلة أن الأحزاب التاريخية تعانى ضعف الذاكرة، والأحزاب الجديدة مجهولة الاسم والعنوان والهوية، ولا يمكن فرض هذه التوليفة على الناخبين، حتى لو جاءوا بأطنان من الليمون المعصور.
وخفى عليهم أن الحصان الأسود فى الانتخابات البرلمانية السابقة والقادمة هم المستقلون، وحتى فى جبروت الحزب الوطنى كانوا يحصلون على أغلبية المقاعد، وكان الحزب يصعر وجهه لهم حتى يحفظ ماء وجهه، وغالبًا ما تكون المفاجأة هى فوز أجيال شابة ترابط فى دوائرها، وتتواجد بين أهاليها فى الحلوة والمرة، وأسقط الناخبون النواب الذين تبهرهم أضواء القاهرة ويتخذون منها سكنًا ومقرًا، ولا يزورون دوائرهم إلا فى الأعياد وشم النسيم، وبعد 30 يونيو سوف يفتش الناخبون عن هذه النماذج المرابطة، ويلتفون حولهم ويعطونهم أصواتهم، وأعتقد- والله أعلم- أن هذه النماذج الشعبية غير مدرجة فى قوائم نظار التحالفات الانتخابية.
وخفى عليهم أن المستقبل لن يكون رهينة لتحالفات الماضى، وأن المؤشرات تبشر بمولد جيل جديد من البرلمانيين، قد يكونون أقل شهرة، لكنهم أكثر تأثيرًا وفاعلية، وستظهر من بينهم قيادات برلمانية رشيدة وواعية تنفض الغبار عن الصور السيئة التى شابت البرلمانات الماضية، أما لعبة «التلات ورقات» لاقتسام غنيمة ليست من حق الطامعين فيها، فمساوئها كثيرة وليس لها مزايا، وقد تفتح الباب لمتسربى الإخوان والعناصر السيئة السمعة، ولو من خرم إبرة، فى وقت تحتاج فيه البلاد برلمانًا قويًا ومستنيرًا وواعيًا، ليس فيه مبتز، ولا قناص للفرص، ولا هواة الشهرة والصخب والضجيج.
الشيطان يكمن فى التفاصيل، ونظار التحالفات الانتخابية يقدمون خدمة جليلة لوطنهم، إذا أعلنوا عزمهم عدم خوض الانتخابات البرلمانية، وأن يسخّروا جهودهم وأموالهم لدعم لاعبين جدد ومساندتهم، حتى لو كانوا من غير أنصارهم وأتباعهم وأحزابهم، وإذا لم يفعلوا ذلك فكلى ثقة فى أن الناخبين المحترمين سوف يقومون بهذه المهمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الشيطان يكمن فى التفاصيل وابليس يكمن فى المضمون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مفيش دوله محترمه فى العالم تسمح بعودة الفاسدين والفاشلين والعاجزين - اين عقولنا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

صحيح داعش ارهابى ومجرم ولكن عنده المال والسكن والزوجه وكله بلاش

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الوقت يمضى والشباب ينتظر وداعش يتحين الفرصه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة