ناصر عراق

ماذا بقى من ثورة عرابى؟

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 05:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان السيد عمر مكرم هو أول ثائر مصرى فى القرن التاسع عشر، عندما قاد الشعب ضد الحملة الفرنسية «1798/ 1801»، فإن المصريين ظلوا صابرين على الضيم والقهر والاستعباد نحو 80 عامًا حتى اتقد صدر أحمد عرابى بالغضب ضد الأوضاع المعوجة، فأصبح هو الثائر الثانى فى هذا القرن الطويل!

فى مثل هذا اليوم 9 سبتمبر من عام 1881 تجرأ عرابى، ومعه عدد كبير من الضباط وطوائف الشعب على مواجهة الخديو توفيق فى ميدان عابدين مقدمًا إليه طلبات الشعب المتمثلة فى إسقاط الوزارة المستبدة و«تشكيل مجلس نواب على النسق الأوروبى» كما كتب عرابى بالنص فى مذكراته، وزيادة عدد أفراد الجيش، فلما احتج الخديو وقال بغرور: «كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا وريث ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا»، وإذا بعرابى يهتف فى وجه الديكتاتور صائحًا بعبارته المأثورة: «لقد خلقنا الله أحرارًا.. ولم يخلقنا تراثا وعقارًا، فوالله الذى لا إله إلا هو أننا سوف لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم».

الآن بعد مرور 133 عامًا على الثورة الشعبية الأولى ضد الحاكم فى تاريخ مصر الحديث، ماذا يمكن أن نستفيد من هذه الثورة التى أهانها بعض المؤرخين وأطلقوا عليها «هوجة عرابى»؟
الحق أن قراءة التاريخ تمنحنا فرصة ذهبية لنعرف أنفسنا، وللأسف فإن نصيبنا من معرفة تاريخنا بشكل جيد شحيح للغاية، وإلا ما حاول مبارك ورجاله أن «يورثوا» حكم مصر إلى جمال مبارك، ولو فهم الإخوان تاريخنا جيدًا، ما سعوا إلى السطو على مؤسسات الدولة «وتحصين» قرارات مرسى، هذا القرار الغبى الذى أغضب المصريين، لأنهم شعروا بأنهم أصبحوا «تراثا وعقارًا» يملكهم حاكم واحد يفعل بهم ما شاء حتى لو ادعى أنه يمثل الإسلام!

إننا بحاجة إلى إعادة قراءة تاريخنا البعيد والقريب أكثر من مرة، لنعرف كيف ننظم أنفسنا لمواجهة الظلم، ونعرف كيف نتجاوز أخطاء الثائرين الكبار من عرابى حتى عبدالناصر، ونتجاوز أيضا أخطاء ثورتى يناير ويونيو، فسلام عليك يا عرابى والمجد للشعب على الدوام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

أين الخلاص

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرازق يوسف

التجريح

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرازق يوسف

التجريح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة