نادية الجندى:قدراتى جعلتنى نجمة شباك ومبسوطة بعرض "أسرار" خارج رمضان

على مدى تاريخها الفنى تعتبر النجمة الكبيرة نادية الجندى واحدة من أبرز النجمات اللائى استطعن تحقيق إيرادات مرتفعة بأفلامهن السينمائية، من خلال سلسلة طويلة من الأفلام قدمتها على مدى سنوات طويلة، حتى بدأت خلال العقد الأخير طريقها إلى الدراما التليفزيونية، لتأتى هذا العام وبعد فترة ابتعاد عدة سنوات، لتقدم مسلسل «أسرار»، المقرر عرضه خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد خروجه من سباق رمضان الماضى.. عن هذا العمل، وتكريمها مؤخرا بمهرجان الإسكندرية السينمائى، وبعض محطاتها الفنية وآرائها فى العديد من القضايا التقت بها «اليوم السابع».

نبدأ من حيث تكريمك بمسقط رأسك بمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى على مشوارك الفنى الطويل، فماذا يمثل التكريم لك؟

- التكريم بالنسبة لى أو لأى فنان يمثل البهجة والسعادة، والإحساس بأن مجهوده على مدى سنوات طويلة لم يضع هباء، وتكريمى ببلدى الإسكندرية بمهرجانها السينمائى، أسعدنى بشدة أكثر من سعادتى إذا حصلت على الأوسكار، ووقوفى على المسرح أثناء التكريم، جعلنى أتذكر طفولتى بالإسكندرية عندما كنت أهوى التمثيل، وتذكرت أيضا وقوفى على مسرح مدرسة الليسيه لأول مرة، والصعوبات التى واجهتها حتى تمكنت من دخول عالم الفن.

وهل زواجك من الفنان الراحل عماد حمدى كان وسيلة لتسهيل مهمتك لدخول الوسط الفنى؟

- على الإطلاق، أنا تزوجت عماد حمدى وكنت طفلة صغيرة حينذاك، وكان يكبرنى بـ40 عاما، ووافقت على زواجه لأننى كنت عاشقة لفنه، وعاشقة لمعظم فنانى زمن الفن الجميل أمثال فاتن حمامة ورشدى أباظة وشادية وغيرهم، فهم الذين جعلونى عاشقة للفن منذ الصغر، وتمنيت أن أصبح ممثلة بسببهم، ولكن عماد حمدى لم يفدنى أو يتوسط لى مطلقا، فكانت تأتى له السيناريوهات وأجد بها أدوارا تناسبنى ولكنه كان يرفض الوساطة تماما، حتى بدأت أقدم أدوارا صغيرة فى عدة أفلام، ثم بدأت أبحث عن حلم البطولة، فاشتريت من المنتج جمال الليثى رواية «بمبة كشر»، ولم أجد منتجا يقدمها حينذاك وظللت 3 سنوات أبحث عن منتج، وعندما قدمتها حققت نجاحا كبيرا، حيث استمر عرضها فى السينمات على مدى عام كامل.

نعود لجديدك على الساحة الفنية وهو مسلسل «أسرار» المقرر عرضه خلال الأشهر القليلة المقبلة، فهل أزعجتك رغبة منتجه فى عرضه خارج رمضان؟

- إطلاقًا، فالمسلسل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت، وأنا شخصيا تمنيت أن يعرض مسلسلى خارج رمضان، لأن هذه المسألة أصبحت مملة للغاية عند الجمهور، وهو أن يتم عرض أكثر من 40 عملا فى شهر واحد، فلا يستطيع المشاهد أن يركز فى أى منهما، وأحيانا يختار مسلسل أو اثنين فقط، وبالتالى تظلم باقى الأعمال وتحرم من المشاهدة، وأنا شخصيا لم أستطع مشاهدة ولو عملا واحدا، فتابعت مشهدين من مسلسل وعدة مشاهد من عمل آخر، وأيضا تمنيت عرض مسلسلى خارج رمضان لسبب آخر هو أنه يحتوى على العديد من مشاهد الإثارة وتوجد به دراما دسمة، تحتاج لتركيز، فبه خيوط مرتبطة ببعضها، ولابد أن يشاهد الجمهور المسلسل كاملا حتى يتعايش مع أحداثه.

وما طبيعة القضايا التى تتطرقين لها من خلال مسلسل «أسرار»؟

- أتطرق من خلال العمل للعديد من قضايا الفساد التى توجد فى مجتمعنا، منها الغش فى الأدوية الطبية التى تسبب العديد من الأمراض لأبرياء لا ذنب لهم، فضلا عن قضايا أخرى ستكشفها أحداث العمل، ويشاركنى بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين المتميزين مثل عزت أبو عوف وعبير صبرى، ومن الشباب أحمد سعيد عبد الغنى وفريال يوسف وغيرهم، وإخراج وائل فهمى عبد الحميد أحد المخرجين الشباب الموهوبين، الذى لفت انتباهى فى مسلسل «ملكة فى المنفى»، فكان يساعد فى إخراجه، وحينما تعاقدت على مسلسل «أسرار»، قررت التعاون معه.

ما تعليقك على بعض الأفلام التى تقدم حاليا والتى تعتمد على تناول نموذج البطل البلطجى مع عدة راقصات؟

- هذه النوعية من الأفلام لا أحبها على الإطلاق، حيث تقدم العنف والقتل والعشوائيات بلا معنى أو مبرر درامى، وأنا أرى أن السينما مثلها مثل باقى مجالات الحياة تأثرت بفترة الفوضى والعشوائية التى عشناها بعد ثورتين كبيرتين، فظهرت هذه النوعية من الأفلام، ولكن هناك بعضا منها يلقى الضوء على قضايا معينة، ولكنها أفلام قليلة للغاية.

ومن وجهة نظرك، لماذا اختفت ظاهرة نجمة الشباك من السينمات، مقارنة بجيلك أنتِ ونبيلة عبيد؟

- دى قدرات، فالفنان الذى لديه قدرات ويحترم فنه يستمر، لكن من لا يمتلك هذا لا يستمر وينتهى سريعا، وهذا شىء يرجع للجمهور، الذى يدرك جيدا من يقدم له سينما حقيقية ومن يتلاعب به، وهذا ليس له سن معينة أو مقياس، فالمقياس الوحيد هو جودة الفن الذى تقدمه وقدرتك على التغيير من نفسك بشكل مستمر.

وماذا ينقص فنانات الجيل الحالى كى يصبحن نجمات شباك؟

- نجمات الجيل الحالى «مش واخدين الفن بجدية»، فالفن بالنسبة لهن شهرة وفلوس فقط، وأنا مثلا فى عز توهجى الفنى كنت أقدم عملا كل عامين أو ثلاثة، حتى أستطيع أن أدقق فى تفاصيل كل شخصية وأتعايش معها، والمادة لو كانت بالنسبة لى مهمة مثلهن، كنت عملت فى السنة فيلمين وثلاثة، أما الجيل الحالى فيقدم بالـ3 والـ4 أعمال فى وقت واحد، وبالتالى لا يكون هناك تركيز فيخرج العمل بلا جودة ولا يستمر مع الجمهور، وأكثر مايزعجنى أن تجد فنانة كل تاريخها عمل أو اثنان، وتجدها تتحدث كما لو كانت سعاد حسنى.

الرئيس الأسبق حسنى مبارك سيقدم لمحاكمة جديدة يوم 27 سبتمبر الجارى، فهل أنتِ مع العفو عنه، أم مع محاكمته؟

- أنا مع العفو عنه بالطبع، لأنه رجل وطنى من الدرجة الأولى ولم يخن الوطن، كما أنه رجل مسن ومريض، فلابد أن ننظر له من الناحية الإنسانية، ونتذكر إيجابياته مثلما نضع دائما سلبياته أمام أعيننا وهذا هو عدل الله، فلا يجوز أن ندفن كل إنجازاته أمام بعض مساوئه.

وما رأيك فى مشروع قناة السويس الجديدة، وإلى أين ترين مصر ذاهبة؟

- مشروع قناة السويس أحد المشروعات العظيمة التى ستفيد مصر كثيرا مستقبلا، وأتمنى أن يهتم الرئيس السيسى بمشروعات كثيرة مثل هذا المشروع، ولابد أن نقف جميعا بجوار جيشنا العظيم، لأنه حائط الصد الوحيد لأى معتد من الخارج، وأيضا من الداخل مثل جماعة الإخوان الإرهابية، وللأسف فترة حكمهم كانت أسوأ فترة فى تاريخ مصر على جميع المستويات.