أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

سعد زهران.. مرثية لليسار

الجمعة، 08 أغسطس 2014 02:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما نعى الناعى سعد زهران.. القائد اليسارى الشيوعى.. تذكرت البطولات الأسطورية للشيوعيين المصريين، (1920/1964) من تأسيس الحزب الشيوعى المصرى إلى حلة بناء على طلب من نظام ناصر 1964، بعد أن سجنوا وعذبوا وطوردوا فى كل العصور الملكية والجمهورية، تذكرت الحركة الجديدة 1975 وحتى الآن، تذكرت مما كتب عمنا سعد: (..لا يملك أحد أن يخرج أحدا من من دائرة الإيمان والنضال، حتى لو كان فى تعصب محاكم التفتيش أو فى جبروت ستالين، بل إن فى هذه الصفحات القليلة من صدق ومعاناة لهو مساهمة ـ مدفوعة الثمن غاليا ـ لجذب أكبر عدد من الناس لقضية الدفاع عن الحريات السياسية وحقوق الإنسان فى بلدى، وفى كل البلاد التى مثل بلدى.. هكذا لخص عم سعد "كعب أخيل" الشيوعيين المصريين..لا يبالون بالسجن أو التعذيب، ولكن يفت عضدهم "شعارات" قائد ملهم سواء كان ناصر أو إعادة إنتاجه للهروب من الدفاع عن الحريات السياسية وحقوق الإنسان؟!!

حل الشيوعيون الحزب ليس بسبب التعذيب بل بسبب القرارات التى سميت بـ"الاشتراكية"، وانتقلوا من النضال الطبقى إلى جدران "مجلة الطليعة" التى ترأس تحريرها الراحل لطفى الخولى، وضحى مفكرو جيل الوسط بنضالهم مقابل الالتحاق بمركز دراسات الأهرام (يالا لعنة الأهرام مع الشيوعيين)، والآن تنقسم الحركة إلى مناضلين يبحثون عن إعادة استنساخ ناصر فى السيسى، وآخرين "فوضويين" يسعون لهدم الدولة ؟!

هنا من حقى بكاء عم سعد زهران.. المناضل الذى رفض كل المغريات وعاش كالراهب فى محرابة..يفكر ويكتب..زاهدا رافضا لكل المغريات حتى لو كانت من أقرب الناس، ما أحوجنا لهذا المفكر المناضل الذى كانت له رؤية فى كيفية أعادة بناء الدولة، وربما هو أحد ثلاثة كتبوا عن "الدولة" وأنماط الإنتاج جنبا إلى جنب مع الشيوعيين: أحمد صادق سعد وشهدى عطية، قدم عم سعد هذه الرؤية للجزائر فى مرحلة إعادة بناء الدولة فى مزيج ما بين (العسكرى والمدنى) وكانت له خلطة فكرية تجمع (الماركسية والتروتسكية والعروبية).. أتذكر عم سعد وأنا أرى اليسار "ملح الأرض" ينطبق علية قول لينين: "إنه من الخطر البين إفساح مجال العمل للصياحين ومنمقى الجمل والذين يؤخذون ويفتتنون بالثورية البراقة ويعجزون عن إدراك العمل الثورى الدائب العاقل المتزن الذى يراعى المراحل الانتقالية ".. وداعا لمن حول الإدراك إلى معرفة ومزج كلاهما فى رؤية.. بعيدا عن سلاح المال أو شيطان السلطة أو شهوة الإعلام.

لم يمت عم سعد بل لازال يعيش فى ما تبقى من زاهدين يساريين يحاولون إعادة بناء الدولة وترشيد المجتمع.. بعيدا عن الأموال المشبوهة وصخب الإعلام الأمنى، سلام عليك وعلى نضالك وفكرك، مهما حاول خصومك الفكريين تفريغ أفكارك من ثوريتها تحت معسول كلام الرثاء!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة