نبيل شرف الدين

تنظيم الكناسين

الثلاثاء، 08 يوليو 2014 08:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعدما كشف تفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة بمحيط قصر «الاتحادية» عن قيام أربعة أشخاص يرتدون زى عمال النظافة بزرع المتفجرات بالجزيرة الوسطى بشارع الأهرام أمام القصر الرئاسى الاثنين الماضى مما أدى لسلسلة تفجيرات أسفرت عن استشهاد ضابطين وإصابة 8 آخرين، ولن أخوض فى جوانب القصور التى شابت الجريمة الإرهابية، فقد قُتلت بحثًا ويجرى التحقيق بملابساتها، لكننى سأرصد ظاهرة تحول عمّال النظافة لمتسولين بسماجة مقززة بإشارات المرور، فضلا على طائفة أخرى ممن احترفوا دون مسوغ قانونى توفير أماكن لركن السيارات.
وفرت الدولة وظائف لعمال النظافة وبعدما تحول تسولهم لظاهرة تستحق التقصى، علمت أن رواتبهم تتراوح بين 800 و ألف جنيه، وأن ظروفهم تحسنت نسبيًا مؤخرًا، لكن ظاهرة التسول تفشت ووصلت لمراحل ابتزاز مُثير للشفقة والغثيان، فتوجهت بأسئلتى لمسؤولى هيئة النظافة الذين أنكروا ظاهرة تسول عمال النظافة التابعين للهيئة، قائلين إن هؤلاء (متسولين محترفين) يرتدون ملابس عمال النظافة. ناقشت عشرات العمال وتأكدت أنهم يعملون فعلا بهيئة النظافة وليسوا (متسولين محترفين) كما زعم مسؤولو الهيئة، وأطلعونى على بطاقات الهوية واستفاضوا فى شرح ظروف الحياة الصعبة التى تضطرهم للتسول، فحملت أسئلتى لشرطة المرافق المعنية بالأمر للتمييز بين العمال والدخلاء، فلم يهتموا، فرفعت الأمر لإدارة الإعلام والعلاقات التى وعدت بدراسته واتخاذ اللازم.
تجاوز خطر ظاهرة (العمال المتسولين) حدود تشويه صورة مصر أمام السياح، والإلحاح المُزرى لقائدى السيارات، لمرحلة خطورة استخدامهم بحرب الإرهاب، سواء برشوتهم وتجنيدهم، أو ارتداء أزيائهم فى ظل غياب الرقابة، سواء من قبل «هيئة النظافة»، أو «شرطة المرافق»، والمباحث الجنائية.
ثمة ظاهرة أخرى أخطر، وهى الأشخاص الذين يقومون بركن السيارات بشتى أنحاء القاهرة، وللأسف يتعامل معهم بعض أفراد المرور مقابل «إكراميات» من أصحاب السيارات، وهذا يُشكل مخالفة صريحة للقانون بأن يعمل هؤلاء دون ترخيص، وأعتقد أن الجميع يرون الظاهرة بعيونهم، وحان وقت مواجهتها برقابة صارمة من إدارات المرور على الأفراد (أمناء، مندوبون، ضباط صف.. إلخ) لمحاصرتها. أدق جرس إنذار مبكر بأن هذه الظواهر تُمثل «الحلقات الأضعف» التى يُمكن للتنظيمات المتطرفة عبرها اختراق منظومة تأمين المنشآت والشخصيات المهمة، فمن يتسول لن يرفض الرشوة لزرع قنبلة، فضلا على أنها ظاهرة تُشّكل إهانة صارخة لمظهر الموظفين الحكوميين، الذين تحولوا، لسبب أو آخر، لمتسولين وبلطجية يفرضون إتاوات على قادة السيارات، فمعظم النار من مستصغر الشرر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د اديب عطا الله

مقالة رائعة

مقالة ممتازة اتمني ان يقراها المسؤين ويعملوا بها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة