القاهرة 2019.. احتفال مهيب

لو كنت مكان حكومتنا الرشيدة لشرعت فورا فى الإعداد لتنظيم احتفال عالمى مهيب فى يوليو 2019 بمناسبة مرور 1050 على وضع حجر الأساس لمدينة القاهرة، ولكان شعار هذا الاحتفال (القاهرة عشرة خمسين)، ذلك أن القاهرة ليست مجرد مدينة عادية أو عاصمة مثل بقية العواصم، بل هى مدينة بمثابة أمة بأسرها، أو عاصمة تضاهى دولة كبرى.

لا تقل لى إن الوقت مازال مبكرا على يوليو 2019، وأن زيادة ارتفاع أسعار الوقود - وبقية السلع بالتبعية – ينسف أية آمال يمكن وضعها فى هذه الحكومة، لأنى سأقول لك إن التخطيط لهذا الاحتفال يجب أن يكون تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، وإن اللجنة التى سيوكل إليها تنظيم الاحتفال المزمع ينبغى أن تعمل من الآن بمعزل عمن يكون على رأس هذه الحكومة أو غيرها.

أنت تعرف أن البرازيل تستعد لتنظيم أولمبياد كأس العالم منذ عام 2010، وربما قبل ذلك، أى منذ ثمانى سنوات على الأقل، والقاهرة مدينة عمرها أكبر من البرازيل، وبها حكومة مركزية قبل أية حكومة فى العالم.

يجب أن نبدأ الدعاية المحلية والعالمية من الآن، وأن نعلن للعالم أجمع أن القاهرة التى وضع حجر أساسها جوهر الصقلى فى 6 يوليو 969 ميلادية تستعيد المجد العظيم، والبهاء المفقود. كما يتحتم أن تشرع اللجنة المنظمة فى وضع تصورات الاحتفال وبرنامجه، على امتداد شهر كامل (يوليو 2019)، على أن يدعى لحضور الاحتفال كبار رؤساء الدول ومحافظو المدن العتيدة مثل لندن وباريس وروما وأثينا ودمشق وأريحا ومكة والمدينة وصنعاء.

لا يغيب عن فطنتك بطبيعة الحال أن هذا الاحتفال فى حاجة إلى أموال طائلة كى يخرج على الناس فى أبهى صورة تليق بعاصمتنا الفريدة، وهو أمر يجب التفكير فيه منذ الآن، ولا تنس أن الأرباح المنتظرة ستكون وفيرة وبالغة الأهمية إذا قمنا بالتخطيط السليم.
إننى أطالب وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور أن يبدأ فى الإعداد لاحتفالية (القاهرة عشرة خمسين)، وأن يتعاون مع وزارات الآثار والسياحة والبيئة ومحافظى القاهرة والجيزة وغيرهم، فالأحلام الكبيرة فى حاجة دوما إلى مجهود كبير.