إسراء عبد الفتاح

الإعلام والكتلة الحرجة

الجمعة، 06 يونيو 2014 02:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن مصر كان لديها القدرة، والاستطاعة، والخبرة الكافية أن تدير الاستحقاق الانتخابى بطريقة أفضل وأمهر من تلك الطريقة التى أديرت بها هذه الانتخابات. بداية من إعطاء اليوم الثانى للتصويت إجازة رسمية، وكأننا نتجاهل عن عمد طبيعة المصريين التى تتمثل فى أن نزولهم العمل فى حد ذاته هو حافز لأن يذهبوا للتصويت، لأنهم بطبيعة الحال استيقظوا وسيذهبون لأعمالهم، أما إعطاؤه إجازة فذلك لن يحفز المصريين على أن يستيقظوا ويخرجوا من منازلهم وفقط للتصويت مع الارتفاع الحاد لدرجة الحرارة فى تلك الأيام. وكان هذا بمثابة أول مؤشر رسمى على قلة نسبة التصويت فى اليوم الأول، والظن الخاطئ بأن الإجازة الرسمية سترفع نسبة التصويت، وكأن الحكومة تجهل الشخصية المصرية العاملة. واستمر مسلسل القرارات الخاطئة فى مد التصويت يوما آخر، وهذا لم يكن له أى مبرر منطقى نهائيا وأدخل الشك فى عقول الكثيرون فى أن هذا اليوم سيكون ضد النزاهة الانتخاببة، وسيتم استغلاله بشكل سيئ، وقد رفض هذا التمديد كل من المرشحين. ناهيك عن تبرير أعضاء اللجنة العليا للانتخابات بأن هذا كان مطلب القنوات الفضائية ومذيعى التوك شو، وهو ما أحدث لى أنا شخصيا صدمة، حيث كان أفشل ما حدث أثناء الانتخابات هو الأداء الإعلامى للقنوات ومذيعى التوك شو، فكيف يكون هذا الفشل هو السبب فى إصدار قرارات من العليا للانتخابات! قرارات خاطئة خطأ لا يغتفر، كنا فى غنى عنها تماما، ولكن مدرسة مبارك فى الغباء السياسى ما زالت متمكنة للأسف عند البعض!

وحدث ولا حرج عن عملية الفشل الذريع التى أخرجها الإعلام المصرى فى تغطية هذه الانتخابات، وظهوره وكأنه يتسول المصوتين، ويصور أن اللجان خالية من المصوتين، ويصدر الاتهامات على الشعب المصرى بالخيانة وانعدام المسؤولية، وفى نفس ذات الوقت بعد مرور ساعات قليلة من المد التصويتى نجده على النقيض يعلن أن الشعب المصرى يبهر العالم بالطوابير الانتخابية، ونجد أن 25 مليونا صوتوا فى الانتخابات، وكأن اليوم الإجازة ده كان للترفيه، ومد التصويت كان فراغا، واستغاثات المذيعين كانت فوتوشوب، وأصواتا متركبة!

ولكن للعقلاء فقط إذا وجدوا لابد أن يستوعبوا أن الإعلام المصرى حصد فى أيام التصويت فشله الذريع فى توجيه الرأى العام لتحمل مسؤولية حقيقية فى أوقات فارقة، وشكل وعيا خاطئا ومدمرا، فلابد أن تتم عملية هدم كلى لهذا الهيكل الإعلامى، ثم إعادة بناء على نظافة ومعايير، ومهنية عالية، وحيادية وشفافية، إذا كنا نبغى أن يكون لدينا إعلام حقيقى واعٍ يريد لهذا الشعب التقدم وتحمل المسؤولية فى المرحلة القادمة، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ثم تأتى أزمة السخرية من أصوات حمدين صباحى دون إدراك أنه لولا نزول حمدين هذه الانتخابات لن تكون هناك انتخابات من الأساس، وسيكون استفتاء على المشير السيسى، وسيكون الحضور بالتأكيد أكثر إبهارا من التصويت فى الانتخابات! انتخابات صدر الإعلام للرأى العام الداخلى والخارجى بطريقة غير مباشرة وساذجة أنها محسومة فلا داعى للتصويت، فما بالك عندما يكون استفتاء على شخص، ودون أن يدركوا أن أصوات حمدين مع بعض الأصوات المبطلة هم الكتلة الحرجة التى حركت هذه البلاد، وبدأت تناضل الفساد منذ 2004، وهى من جعلت نسب التصويت فى مصر تصل إلى هذا العدد، وخاصة فى انتخابات 2012، ومنهم أصوات «تمرد» التى قادت ثورة يونيو ولكن آفة حارتنا النسيان.

الكتلة الحرجة التى نزلت يوم 25 يناير ودعت إلى النزول وشاركت فى الصفوف الأولى تكاد تكون هذه النسبة تقريبا المليون صوت أو أكثر، نفس الكتلة الحرجة التى أبطلت صوتها فى الإعادة بين شفيق ومرسى، وهى الآن تصوت لحمدين أو تبطل صوتها، لتوصل رسالة معينة أننا «كنا الصوت لما كانت الدنيا سكوت»، هذه الكتلة الحرجة هى التى حركت وتحرك المياه الراكدة، هذه الكتلة الحرجة هى التى تملك أدوات التغيير السلمى، هذه الكتلة الحرجة لم تتأثر بتشويه العشر أشخاص الذين يقود الإعلام ضدهم حملة شرسة، زاعما أنهم خونة وعملاء، فينفض الناس من حولهم، فهم لا يدركون أنهم فقط عشرة، والباقى بين المليون والثلاثة ملايين. نعم أقلية يشوهون الآن، ويتهمون بالعمالة والخيانة، وعدم إدراك المسؤولية، لكنهم موجودون ولهم صوت وأحيانا صوت عال! فلن تستطيع أن تذيع ملايين المكالمات لهم، وتلفق لهم جميعا اتهامات كاذبة لاغتيالهم معنويا، فالحياة عبارة عن أجيال تذهب وأجيال تأتى، ولن ينتصر الظلم كثيرا! الكتلة الحرجة والتى تضم بعض المبطلين، والذين أعتقد أنهم ليسوا من الإسلام السياسى، فهم ليس لديهم ثقافة الوقوف فى الطابور ساعات فى الحر الشديد فقط لإبطال صوتهم.. المبطلون أغلبهم فى تحليلى المتواضع شباب يعطى رسالة كل من أخطأ فى إدارة هذه المرحلة الانتقالية. الكتلة الحرجة التى وجه إليها مبارك كلمته الشهيرة «خليهم يتسلوا»، الكتلة الحرجة أو كما يطلق عليها الدكتور مصطفى حجازى التيار الرئيسى هى من تخون الآن وتهاجم وتسب فى كل المحافل الإعلامية، الكتلة الحرجة هى التى لا توجه لها السلطة الآن أى خطابات، وتتجاهلها لأنهم على رأيهم أقلية!!!! لكن تذكروا فقط ماذا فعل هؤلاء الأقلية من قبل، وماذا يستطيعون أن يفعلوا فى المستقبل إذا لم تدركوا وجودهم وتأثيرهم فى الوقت المناسب، وتستغنوا عن التكابر عليهم، واحتقارهم، واستمرار مسلسل الغباء السياسى ضدهم، أدركوهم قبل فوات الأوان. اللهم بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

رضا الحسن

الشعب أصبح أكثر وعيا ولن تحركه كتلة حرجة من عدمه ، إنما سيتحرك وفق قناعاته ، ولن يتحرك لأ

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حسن

شكراً لرقم واحد، أوجزت فأنجزت

...

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو العربى

الى رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

...

ظلمتم حركة 6ابريل

عدد الردود 0

بواسطة:

مستشار سيد عبد المنعم

المليون صوت الذين أبطلوا صوتهم أغلبهم أخوان على سلقيين يا سيدتى !!

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور حسن حجاج

مليون صوت ليست كتلة حرجة يا سيدتى ولا كتلة غير حرجة فى بلد 90 مليون ..

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الوهاب البرلسى بالنقض

93 % صوتوا لعودة الأمن و الأستقرار و الدولة و 3 % صوتو لشعارات 25 يناير الجوفاء

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الوهاب البرلسى بالنقض

93 % صوتوا لعودة الأمن و الأستقرار و الدولة و 3 % صوتو لشعارات 25 يناير الجوفاء

عدد الردود 0

بواسطة:

على برهان سفير سابق

بطمنك الشعب راضى تماما عن سير الأنتخابات الرئاسية ولا عزاء لنشطاء 25 يناير

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري بيحب مصر

انتو السبب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة