ناصر عراق

ماذا بعد تبرع السيسى؟

الخميس، 26 يونيو 2014 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المفاجأة المدوية التى فجرها الرئيس عبد الفتاح السيسى أول أمس تستحق الإشادة لا ريب، فهى المرة الأولى التى يعلن فيها رئيس الدولة فى مصر عن قراره بالتبرع بنصف راتبه، والتنازل عن نصف ثروته للإسهام فى إيجاد حلول عاجلة للأوضاع المختلة بالبلاد، وإذا كانت هذه الخطوة تكشف مدى تعفف الرئيس، وهو أمر محمود لا شك، فهل نستطيع الجزم بأن فكرة التبرع كافية لإحقاق النهضة وإنجاز العدل؟

فى ظنى أن الحديث عن إنقاذ الاقتصاد المصرى وتوفير فرص العمل اللائق لملايين العاطلين، وتحسين أحوال ملايين العاملين.. كل هذا يحتاج خيالا فكريًا خلاقا، وإرادة سياسية جبارة - والرئيس السيسى يمتلك ذلك وقبل ذلك - ينبغى تحديد الطبقات الاجتماعية التى تنوى الحكومة العمل على تحقيق مصالحها، لأنه من المحال أن تعدل بين صاحب الملايين والمحروم من الملاليم!

عليك أن تختار.. كيف ستعيد توزيع الثروة القومية؟ هل ستتخذ قرارات تزيد أعباء الفقراء، أم ستفرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء؟ وقبل أيام رفعت الحكومة سعر الغاز إلى أكثر من الضعف، الأمر الذى سيؤدى بالضرورة إلى ارتفاع العديد من أسعار السلع الأخرى، فى الوقت الذى لا تقترب فيه الحكومة من مليارات الجنيهات المخصصة للمستشارين فى كل وزارت مصر، ولا تسعى بجدية إلى تشغيل المصانع المتوقفة؟ دعك من العمل على إنشاء مصانع جديدة والعمل على تأسيس مدن حديثة حتى نتحرر من التكدس السكانى المريع!

لقد رفض الرئيس السيسى أول أمس الموافقة على الموازنة العامة للدولة لأنها تزيد العجز لأكثر من تريليونى جنيه (الأهرام 25 يونيو)، وهو رقم مخيف كما ترى، وطلب من الحكومة ترشيد إنفاق مؤسسات الدولة، وهذا مطلب جوهرى وبالغ الأهمية، لأن كثيرًا من أموال الدولة – التى هى أموال الشعب المصرى – تذهب فى الإنفاق على الأبهة والمظاهر الكاذبة، فبعض الوزراء فى حكومات ما بعد ثورة يناير 2011 كان تحت تصرفه 17 سيارة مخصصة لمعاليه ولذويه!

أجل.. إن تبرع الرئيس فعل طيب من باب ضرب المثل فى التعفف، لكننا نحلم بمصر ناهضة.. قوية.. بالعمل والانضباط وتحقيق العدالة.. لا بالهبات والتبرعات فقط!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بركات

صح والله كلامك سليم ومعقول

التعليق فووووووووووووق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة