عنجهية الشرطة مازالت مستمرة!

الحديث عن الشرطة فى مصر محفوف بالمخاطر على الدوام، فإذا امتدحت أداءها فأنت ضمن زمرة المنافقين، وإذا انتقدت سلوكها الفظ مع المواطنين البسطاء أو المعارضين السياسيين فأنت كاره للدولة المصرية، فى أفضل الأحوال، أو داعم للإخوان فى أسوأها! ولأنى مؤمن بأهمية الدولة المصرية ودورها التاريخى النادر، كما أنى من الرافضين تماما للإخوان وأفكارهم المتخلفة، فسأكتب عن الشرطة وأمرى إلى الله!

قبل أن أستفيض أشهد أن الشرطة فى الشهور الأخيرة بذلت جهودا جبارة فى مواجهة الإرهابيين، وأنها تفقد كل يوم رجلا نبيلا من رجالها الأكفاء، وأنها حققت نجاحات مهمة فى التصدى للعنف، ومع ذلك يبدو أنها تتفنن فى إفساد علاقتها بالشعب على الدوام، وسأسرد عليك الواقعة التى حدثت أمامى أمس الأول فى حى المهندسين بالقاهرة فى حدود الخامسة عصرا، لتحكم بنفسك!

أمام موقف السيارات وقفت سيارة الشرطة (البوكس) ونزل منها نحو سبعة أفراد يرتدون زيا مدنيا، معظمهم من ذوى الأجساد العملاقة، يتقدمهم ضابط يضع فوق عينيه نظارة سوداء، وقد تبين لى أنه ضابط من أمرين: الأول سيره بخيلاء، والثانى إصداره الأمر للقبض على (أى ابن.. هاتوه)، وخمن حضرتك منطوق السباب!

على الفور اصطاد رجال الشرطة شابين ورجلا كهلا، ووضعوهم فى البوكس، وكلهم يتولون إدارة موقف السيارات (سائسون) الذى يستوعب يوميا ما لا يقل عن 150 سيارة، وقد عرفهم أصحاب السيارات وصاروا يأتمنونهم على سيارتهم ويتركون لهم المفاتيح أحيانا ليتدبروا أمر إيقافها فى مكان آمن.

فى تلك اللحظة وصل بعض أصحاب السيارات إلى المكان وراح كل واحد منهم يبحث عن السائس ليأخذ منه مفتاح سيارته، وهكذا عمت الفوضى، وحين حاول السائس الكهل أن يسأل ماذا جنى؟ تلقى شتائم وصراخا من أحد رجال الشرطة، كما أخذ شرطى آخر مفاتيح السيارات من السائس وألقاها كيفما اتفق رافضا التفاهم مع أصحاب تلك السيارات!
لا أعرف إن كانت نصيحة الرئيس السيسى لرجال الشرطة (إياكم والظلم) قد وصلت إلى مسامعهم أم لا؟ لكنى موقن أن عنجهية الشرطة مازالت مستمرة!