أكرم القصاص - علا الشافعي

الانبا ارميا

"يمكننا أن نستعيده"

الجمعة، 09 مايو 2014 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما نسير فى طريق الحياة نتعرض لكثير من المواقف. وهناك من ينتابهم القلق الشديد الذى يصل إلى حد التوتر وعدم القدرة على التصرف الصحيح، أو أن يظل هٰذا القلق عائقًا عن المسير فى الطريق.

قرأتُ قصة حدثت فى لندن فى أثناء الحرب العالمية الثانية عندما كانت تتعرض المدينة لقصف شديد ومستمر من القوات الألمانية. كانت تعيش امرأة عجوز وسْط هٰذه الحرب بمفردها، إلا أنها كانت امرأة قوية، مثابرة، تثق برعاية الله وتدبيره لكل شؤونها. وقد لاحظ أحد أقربائها لَوحة معلقة على أحد جدران منزلها وقد كُتب عليها: "لا تقلق، قد لا يحدث أبدًا". وكانت تلك الكلمات تؤثر جدًا فى ذٰلك الشخص، بل إنها كانت مصدرًا للشعور بالأمان له وسْط هٰذه الحرب العنيفة.

وفى ذات ليلة، بينما تُلقى القنابل على المدينة، سقطت إحداهم على الجانب الأيمن لمنزل العجوز؛ ما أدى إلى تحطم جميع النوافذ، وسقطت جميع الأوانى الصينية التى تمتلكها المرأة محدثة دُويًّا هائلًا إثر تحطمها، وقد تأثرت جدران المنزل وانهار السقف، وامتلأ المكان بالتراب والحجارة المحطمة. أسرع الرجل ليطمئن عليها وما آلت إليه أحوالها، فإذا به يجدها تقوم بتنظيف المكان وهى فى حالة من السلام والهدوء الشديدين! ووقعت عيناه على اللَّوحة فوجدها ما زالت معلقة على الجدار وكتابتها واضحة: "لا تقلق، قد لا يحدث أبدًا". فسأل: وماذا نستفيد الآن من شعاركِ هٰذا ؟ ولٰكنّ المرأة أسرعت قائلة: يا إلٰهى!! لقد نسِيتُ أن أقلب اللَّافتة!! وأسرعت بإدارتها وكان مكتوبًا عليها: "إن حدث، يمكننا أن نستعيده." . فأصبحت الرسالة: "لا تقلق، فقد لا يحدث أبدًا"، ولٰكن: "إن حدث، يمكننا أن نستعيده".

كثير من المخاوف التى تمر بسائرى طرق الحياة لا تحدث؛ وإن حدثت فيمكن الاستناد على الأحجار التى نتعثر فيها، أو الصخور التى يراها البعض تغلق الطريق للصعود إلى أعلى، لا تتوقع الفشل قبل أن تبدأ الطريق، ولا تنشغل بالتفكير فى المشكلات التى تعوقك عن تقدمك؛ وإن كنتُ لا أعنى أن تسير بلا تخطيط أو دراسة لما تنوى أن تقوم به، وإنما أعنى ذٰلك الفشل المبنى على الخوف من التحرك نحو الأمام خَشية السقوط. إن الشخص الذى لا يتعثر أو يسقط فى طريق الحياة هو: إما شخص لا يسير، وإما قد توقف، وإما ابتعد عن الطريق. يقولون: "إن تتحرك ببطء أفضل من الذين لا يتحركون؛ لأنك تتقدم وإن كان قليلًا". إن التحرك هو علامة الحياة وفى الحياة و... وعن الحياة ما زلنا نُبحر.
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ياااااااااااااااااااااااااااااااارب !!

ان تصل/ى متأخراً/ة !!...........افضل كثيراً !!...........من ألا تصل/ى !! على الاطلاق !!

******** مفيش حاجة اسمها مستحيل 11

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة